أكد الكاتب والناقد أحمد الخميسى، أنه سيكون هناك حرص عام على فكرة الاحتفال بالثورة اليوم ، حرص يدفع الخلافات إلي التواري مؤقتا ، لكن ذلك لن يمنع محاولة كل فصيل سياسي ركوب الموجة وإدعاء أنه صانع الثورة . ويتابع قائلا "لكني أعتقد أنه سيكون يوما جميلا في كل الأحوال وستبرز فيه مظاهر الوحدة الوطنية بالمعنى الذي أفهم أنا به الوحدة الوطنية." وقال الخميسى " أما عن الثورة ، فأظن أنه قد آن الأوان لنكف عن مجرد الفرح بها وننتقل إلي التفكير فيها ، لأنها أقرب إلي انتفاضة شعبية عارمة وهذا لا يقلل من شأنها أو من خطورتها".
وتابع قائلا : "المؤكد أن هذه الانتفاضة الشعبية العظيمة الطويلة المدي تمكنت من تحريك المناخ السياسي الفاسد ، وفتح أبواب حرية الحركة والتعبير ، لكن هل كان ذلك بحد ذاته هدف الثورة؟".
وأضاف أظن أن الثورة ، أو الانتفاضة ، لم تحقق شيئا بعد من أهداف الشعب المصري ، لأن ماحققته قاصر على " إصلاح سياسي دستوري " بينما يبحث الشعب عن العدالة الاجتماعية والطعام والتعليم والعلاج والسكن والكرامة الوطنية في علاقته بإسرائيل وأمريكا .
ونوه إلى أن الشعب بالطبع يبحث أيضا عن الحرية ، لكن ما من حرية إلا وتكون وسيلة لتحقيق هدف ما ، وإلا أصبحت الحرية " هايد بارك " بلا هدف، وأظن أن الحرية التي ينشدها الشعب هي الحرية التي تمكنه من تحقيق أهدافه ومن فك تبعية مصر الاقتصادية والسياسية للهيمنة الأمريكية ، وتمكنه من بناء استقلاله الاقتصادي ، واستثمار ثرواته القومية من دون شروط صندوق النقد والبنك الدولي .
وأشار الخميسى إلى أن الشعب يريد أن تكون خطوته مسموعة في الأرض ، وليس في وسائل الإعلام ، وأن تدوي كلمته في سمائه وليس في ميكروفونات التلفزيون . ولكن عجز الثورة أو الانتفاضة يتضح حتى في عدم المقدرة على تشكيل ولو " مجلس وطني لقيادة الثورة " من مختلف فصائلها ، ومع ذلك سوف نظل نعقد الأمل على الحراك الشعبي وروح التضحية التي صنعت وتصنع المستحيل.