يمر اليوم 26 عاما على رحيل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وهو ببساطة شديدة عنوان الرقى فى الموسيقى والغناء منذ أوائل القرن الماضى، بظهور محمد عبدالوهاب فى عشرينيات القرن الماضى بدأ عصر جديد فى الموسيقى والغناء وظهرت فى نفس الآونة كوكب الشرق أم كلثوم. تربى فنيا على يد أمير الشعراء أحمد شوقى بك وظل ملازما له حتى رحيله 1932، مما جعله يتذوق الشعر ويسعى للغناء الراقى بعدما كانت الأغانى فى أوائل القرن الماضى تتضمن معانى ركيكة وكلمات هابطة. تستطيع القول إن عبدالوهاب أفضل صوت رجالى فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية على الإطلاق حدث ولا حرج عن روائعه الغنائية التى كتبها عمالقة الشعر فى هذا العصر، منهم أحمد شوقى وأحمد رامى ومحمود حسن إسماعيل ومرسى جميل عزيز وحسين السيد فيما بعد. نذكر من روائعه الغنائية على سبيل المثال وليس الحصر: «النهر الخالد، دعاء الشرق، كل ده كان ليه، الحبيب المجهول، حياتى إنت، همسة حائرة، يا دنيا يا غرامى، حكيم عيون، أنا والعذاب وهواك، يا مسافر وحدك، النيل نجاشى، فى الليل لما خلى، هان الود، مصر نادتنا، إن جيت فى يوم تشغلنى، على إيه بتلومنى»، وأخيراً رائعة «من غير ليه» التى ظهرت بصوت عبدالوهاب فى مايو 1989. بعد رحيل عبدالحليم حافظ ب12 عاما، وكان من المقرر أن يغنيها عام 1977 لكنه رحل قبل أن يغنيها. حدث ولا حرج عن ألحان محمد عبدالوهاب لعمالقة الطرب، حيث لحن لأم كلثوم العديد من الروائع بدأت بلقاء السحاب عام 1964 برائعة «إنت عمرى» تأليف أحمد شفيق كامل والروائع الأخرى: «انت الحب، أمل حياتى، فكرونى، هذه ليلتى، ودارت الأيام، أغدا ألقاك» وأخيرا «ليلة حب». ولحن للعندليب الراحل عبدالحليم حافظ عشرات الروائع نذكر منها: «أهواك، توبة، عقبالك يوم ميلادك، ايه ذنبى ايه، علشانك يا قمر، قوللى حاجة، الويل، ضى القناديل، فوق الشوك، يا خلىّ القلب، فاتت جنبنا، نبتدى منين الحكاية» وأخيرا «المركبة عدت». ولحن لنجاة الصغيرة «مرسال الهوا، آه لو تعرف، حبك انت شكل تانى، أيظن، ماذا أقول به، إلا انت، إلى حبيبى، أسألك الرحيلا التى لحنها قبل عام من رحيله. ولحن لوردة: «لولا الملامة، فى يوم وليلة، أنده عليك بالحب، أنشودة يا مصر يا غالية، لبنان الحب» وأخيرا «بعمرى كله حبيتك»، ولا ننسى الأوبريتات الوطنية للموسيقار الراحل «الوطن الأكبر» و«الجيل الصاعد» و«الأرض الطيبة» عام 1981، والذى شارك فيه مجموعة من شباب المطربين والمطربات فى تلك الفترة مثل: محمد ثروت ومحمد الحلو وتوفيق فريد وسوزان عطية وإيمان الطوخى وحققت الأنشودة نجاحا مدويا، وكان من كلمات الشاعر الراحل حسين السيد. محمد عبدالوهاب سيظل أبد الدهر أسطورة فى عالم الموسيقى والغناء والتلحين، وهو الفنان الوحيد الذى حصل على رتبة اللواء شرفيا من الرئيس الراحل أنور السادات، وتم تعيينه عضوا بمجلس الشورى عام 1980، تقديرا لعطائه الفنى الطويل. برحيله يوم 4 مايو 1991 فقدت الموسيقى والغناء هرما فنيا لا يعوض. لولا عبدالوهاب ما عرفنا الغناء الراقى والمعانى السامية.. رحم الله موسيقار الأجيال وكل الأجيال.