أكدت صحيفة" وول ستريت جورنال" أن الانقسامات الأيدولوجية فى البرلمان المصرى الجديد يمكن أن تضعف سعيه للمطالبة بالسلطة السياسية من القيادة العسكرية المؤقتة التي أبدت عدم رغبة في التنازل عن السلطة. وقالت الصحيفة إن النتائج النهائية للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، كشفت الصعود المفاجئ للتيار السلفى المحافظ، والذى حقق نسبة فاقت توقعات المحللين بفوزه بنسبة 24,4% من أصوات الناخبين. فى حين حصل حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين على أغلبية بنسبة 36,6% ، بينما حصلت الكتلة المصرية العلمانية على 13,4% فقط. أى أن التيار الإسلامى حصد أكثر من 60% من الأصوات، وهو الأمر المتوقع أيضا فى المرحلتين القادمتين من الانتخابات . وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن يواجه مجلس الشعب الجديد أزمة كبيرة فى ظل وجود التيار السلفى المحافظ . وستكون المسئولية الأكبر فى مواجهة الانقسامات المتوقعة على عاتق حزب الحرية والعدالة باعتباره صاحب الأغلبية، لتحديد ما إذا كان البرلمان سيكون ضعيفا أم قويا. ونقلت الصحيفة عن "مازن حسن" المحلل السياسي بجامعة القاهرة أن الديمقراطية تقف إلى جانب الإسلاميين وهم يسيطرون الآن على أغلبية المجلس المنتخب ولديهم تفويض مباشر من الشغب . وإذا فشلت جماعة الإخوان المسلمين، التي تقدم نفسها بوصفها طرفا إسلاميا معتدلا، في التعاون مع الأيديولوجيات المختلفة التي تشكل البرلمان الجديد ، فإن الجيش سيكون فى وضع مريح يمكنه من توسيع نفوذه ، خصوصا فيما يخص صياغة الدستور القادم ، بالاضافة الى تأمين مصالحه واستمرار نفوذه فى تحديد مستقبل مصر السياسي. ولكن إذا استطاع حزب العدالة والحرية أن يستوعب بفعالية المطالب المتنافسة للسلفيين من جانب والأحزاب الليبرالية من جانب آخر، فإن البرلمان المقبل يمكن أن يبرز كثقل قوي مضاد للهيمنة السياسية للعسكر. ونقلت الصحيفة عن "هالة مصطفى" عضو الحزب الديمقراطى الاجتماعى الليبرالى احد اعضاء الكتلة المصرية، ان المجلس العسكرى لن يسلم السلطة بسهولة ولذلك فأن المعركة ستكون طويلة. واضافت ان البرلمان يملك القوة ، وحتى اذا كانت الاغلبية للسلاميين او الليبراليين فى البرلمان ، فأن الشىء المتفق عليه انه لابد من مواجهة المجلس العسكرى ، لأن هذا هو الذى يجب ان يحدث. وحتى الآن، فإن عدم رغبة الأحزاب الإسلامية في التجمع معا في تحالف -ونية الأحزاب الليبرالية المعلنة بتحجيم حزب الإخوان وجعله اكثر اعتدالا- يمكن أن يجعل المجلس الجديد عرضة للتلاعب من قبل المجلس العسكري الحاكم الذي أظهر بالفعل ميلا لاثارة العداء بين الإسلاميين والعلمانيين. ورأت الصحيفة الامريكية انه اذا كانت الأحزاب المكونة للكتلة المصرية العلمانية تنظر إلى الاخوان المسلمين على انهم اعداء، الا انه على هذه الاحزاب ان تعى جيدا ان الطريق الامثل لبرلمان قوى ، هو التحالف ولو مؤقتا مع التيار الاسلامى . واضافت ان الليبراليين سيلعبون دور المعارضة امام الاسلاميين فى البرلمان القادم ، الا ان ذلك يمكن ان يستفيد منه المجلس العسكرى وسيبدو الليبراليين وكأنهم ينحازون للجيش. وتوقعت الصحيفة أن يتجنب حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين أى صدام مع التيار السلفى المبتدئ فى السياسة. وأضافت أن القلق من السلفيين ناتج عن عدم وضوح منهجهم، باستثناء رغبتهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية. ورأت الصحيفة أن عملية صياغة الدستور الجديد ستكون فرصة للإخوان والسلفيين للعمل معا، حيث سيسعى كل منهما لبسط إرادته على الدستور ولكنهما لن يختلفا حول القضايا الجوهرية خصوصا فيما يتعلق بأي محاولة لحذف المرجعيات الدينية من الدستور.