مشكلة كبيرة يعيشها سكان المناطق المحيطة بميدان التحرير ورواد مترو الأنفاق الذين تضرروا من أدخنة القنابل المستخدمة في أحداث التحرير، وأكد العديد من المواطنين اصابتهم باختناق والتهاب بالجلد والعين وظهور أعراض غريبة علي الأطفال تحديدا الذين هرع أسرهم إلي المستشفيات والعيادات القريبة بسبب الاصابة بحالات من تهيج الصدر ونوبات من الأزمات وأعراض أخري، وأشارت احدي السيدات إلي تعرض طفلتها البالغة من العمر 8 سنوات لأزمة صدرية ليلا وهرعت بها إلي عيادة مجاورة وبالكشف عليها اتضح اصابتها بأزمة وتم اسعافها بوضعها علي جهاز «الاوكسجين» المعالج لهذه الحالات. وحذر مستخدمو الفيس بوك وتويتر من الغاز المسيل للدموع والمستخدم في ثورة 19 نوفمبر مؤكدين ان القنابل الجديدة التي تستخدمها وزارة الداخلية مكونة من غاز «سي ار» وهو مادة مسيلة للدموع، ويصنفها الجيش الأمريكي علي أنها سلاح كيماوي قتالي وتبلغ قوتها 6 إلي 10 أضعاف غاز «سي اس ار» المستخدم في 25 يناير، وأشار «النشطاء» إلي ان الغاز الجديد يتسبب في تهيج الجلد وخاصة حول المناطق الرطبة من الجسم، وتشنج في الجفن، وحدوث عمي مؤقت وسعال وصعوبة في التنفس، وهلع، كما يمكن ان ينتج شلل مؤقت، ويشتبه في كون مادة «سي ار» مادة مسرطنة، وهو سام في حالة ابتلاعه والتعرض له علي حد سواء، وقد يتسبب في الوفاة في حالة التعرض لكمية كبيرة منه وهو ما يمكن أن يحدث خاصة في الأماكن سيئة التهوية، حيث يمكن أن يستنشق الشخص جرعة مميتة منه خلال دقائق معدودة، وسبب الوفاة في هذه الحالات هو الاسفكسيا أو الأزمة الرئوية. واستخدام الماء في حالة ال «سي ار» يسبب آلماً شديداً يستمر لمدة 48 ساعة بعد التعرض. وأثارت الأعراض التي ظهرت علي المصابين من ثوار ميدان التحرير نتيجة استخدام الشرطة القنابل المسيلة للدموع ردود أفعال واسعة، خاصة بعد الحديث عن استخدام مادة «سي ار» وما تحدثه من تأثيرات علي العين والجسم. كما كان فشل طرق العلاج التقليدية والتي كان يستخدمها الثوار في مواجهة قنابل 25 يناير في علاج ما يتعرضون له اليوم الحديث عن استخدام مواد مسرطنة أو تتسبب في شلل مؤقت وحدوث رعشة في الأطراف، في حين أكد بعض المتخصصين أن مادة ال «سي ار» لا تستخدم في تصنيع القنابل المسيلة للدموع، وهذا ما أكده الدكتور محمود محمد عمرو مؤسس مركز السموم وأستاذ الأمراض المهنية والصدرية والذي أكد أن هذه المادة تستخدم في قنابل الأعصاب، وهي التي استخدمتها إسرائيل في حربها علي غزة والتي تم استخدامها مع القنابل الفسفورية. وأكد علي عدم استخدام هذه المادة في تصنيع القنابل المسيلة للدموع، وعن تهيج الجلد عند استخدام المادة مع معالجة المصابين، أكد أن هذا «أمر طبيعي» ويجب استخدام مواد قلوية، وأن استخدام الماء نتج عنه لسعة وتهيج في الجلد. وأضاف ان استخدام القنابل المسيلة للدموع نتج عنه التهاب في العين والجيوب الأنفية، وعند وصولها بطريقة عشوائية ومكثفة نتج عنها نزلات شعبية حادة وفي هذه الحالة لابد من نقل الحالة إلي المستشفي لأنها تحتاج إلي أوكسجين وأدوية خاصة بالتهاب الشعب الهوائية. وعن الأعراض المختلفة لتلك التي ظهرت في مواجهة الشرطة مع الثوار في «يناير»، فيرجع ذلك للاستخدام المفرط للقنابل في الأحداث الأخيرة، فخوف الشرطة ورغبتها في وقف المتظاهرين وتفريقهم يدفعها لاستخدام مكثف لهذه القنابل الأمر الذي يضاعف من تأثيرها علي المصاب. كما أرجع أستاذ السموم شعور ركاب المترو أو الأطفال في المنطقة أو المارين بها بآثار هذه القنابل إلي العوامل الجوية والتي تنقل هذه الغازات إلي المناطق المحيطة بموقع الأحداث. وينصح الدكتور عمرو باستخدام الخل والليمون والمواد القلوية للتغلب علي آثار هذه القنابل. فيما أعرب أكثر من مواطن من رواد مترو الأنفاق ان القنابل تصل إلي محطات المترو وان كثيرا من رواد المحطات تعرضوا لحالات تهيج جلدي واحمرار بالعين وسيلان باللعاب وبعضهم تعرض للاختناق. يأتي ذلك فيما يكثر الحديث عن نوعية القنابل المستخدمة لمواجهة المعتصمين والمتظاهرين بميدان التحرير إلي حد تأكيد بعض الخبراء انها قنابل تسبب «السرطان» والنزيف الرئوي. وأكد الدكتور محمود السيد عيسي «كيميائي» ان القنابل المستخدمة ليست كالتي استخدمت من قبل وأكد انه شاهد المصابين بالميدان يتعرضون لحالات آلام شديدة وعدم اتزان قد تصل إلي اغماءات وأرجع الدكتور عيسي ان تكون هذه القنابل مكونة من مواد ال «سي ار» و«سي اس» و«سي ان» وهي معروفة بتأثيرها «المهيج» للأغشية المخاطية والعين والجلد وقد تضاف مواد إلي هذه النوعية من القنابل تطيل من تأثيرها علي العضلات والتي قد تودي إلي الشلل، كما أن انتشارها بالجسم أكثر بطئا مما يزيد فترة الآلم اضافة الي انها عند اطلاقها تكون شديدة السخونة ويوجد من هذه القنابل حوالي 17 نوعاً. فيما أكد الدكتور لطيف السعيد فايز اخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة بالمستشفي الايطالي، ان هذه الغازات المسممة والمحرمة دوليا لها ضرر كبير جدا علي المواطنين بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة، حيث تؤدي إلي زيادة معدلات أمراض الحساسية الصدرية وتختلف درجة تفاقم المرض حسب نسبة التعرض. مؤكدا أن هذا الغاز يعمل علي فرز القليل من الدخان ولكن ينعكس تأثيره بشكل أكبر وملحوظ علي المتواجدين بجواره، مقارنة بالغاز المسيل للدموع الذي كان يبعث بالدخان أكثر منه تأثيرا علي المواطن. وأوضح الدكتور «فايز» ان تأثير ذلك يمتد للتعرض لاخطار شديدة كالاختناقات التي تتسبب في حدوث حالات الوفاة لتأثيره المباشر علي مستنشقه، بينما يكون له تأثير علي المدي الطويل وهو ما يؤدي إلي معاناة المواطنين من أمراض الحساسية الصدرية. وينصح دكتور «فايز» المواطنين الذين يتعرضون لهذه الغازات بوضع قطع من القماش بالماء والخل علي الفراغات الموجودة في منافذ المنازل لمنع دخول الغاز ومن ثم عدم التعرض لاخطاره.