أجواء مضطربة ومحفوفة بالمخاطر، تحيط بالبطولات الرياضية الأوروبية، تأتي على رأسها أولمبياد 2016، التي ستقام في البرازيل خلال أغسطس القادم، وبطولة الأمم الأوروبية "يورو 2016"، التي افتتحت مبارايات المجموعة الأولى، أمس الجمعة، في فرنسا وسط أجواء أمنية مُشددة. تنوعت الأزمات التي تحيط بالبطولتين، بين التهديدات الإرهابية، وتأزم الأوضاع السياسية، وأيضًا الكوارث الطبيعية، حتى رفعت كلًا منهما حالة التأهب القصوى، كي تستطيع مواجهة كل هذه الصعوبات. أولمبياد البرازيل: تقام بطولة أولمبياد 2016، في 5 أغسطس القادم، وتسمتر حتى 11 منه، في جمهورية البرازيل التي أعلنت حالة التأهب القصوى، وكثفت إجراءات الأمن قبل بداية البطولة، لاسيما في ظل الهجمات التي وقعت في باريس وبروكسل. داعش يهدد البرازيل: في أواخر العام الماضي، ذكرت صحيفة، ذكرت صحيفة "أو ستادو دي ساو باولو"، البرازيلية أن هناك مخاوف من السلطات البرازيلية من وقوع عمليات إرهابية قد يشنها تنظيم داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك تقارير صادرة عن بعض أجهزة المخابرات البرازيلية تفيد بأن التنظيم سيسعى إلى تجنيد بعض الشباب البرازيليين؛ للانضمام إلى ما يسمى مجموعة "الذئاب المنفردة"، وهم أولئك الأفراد الذين سيقومون بعلميات إرهابية خلال دورة الألعاب الأوليمبية. وأوضحت الصحيفة أن الأجهزة الاستخباراتية سلمت تقاريرًا وافية للسلطات البرازيلية، ذكرت فيها أن الخطر الأكبر خلال أولمبياد 2016، يتمثل في التظاهرات والاحتجاجات، بالإضافة إلى الهجمات الإرهابية. وفي مطلع الشهر الجاي، أعلن الأميرال "أديمير سوبرينو"، رئيس هيئة الأركان البرازيلية أنهم يدقون ناقوس الخطر فيما يتعلق بالإرهاب، مشيرًا إلى أن البرازيل كثفت التعاون مع الحكومات الأجنبية لمنع هجمات محتملة من داعش، خلال الأولمبياد. وأكد أن ضباط من 50 دولة، سيقومون بالمساعدة في مراقبة الوضع الأمني خلال الدورة، مع وجود مركزًا لمكافحة الإرهاب مع خبراء من دول مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا. الأزمة السياسية: تعاني البرازيل من أزمة سياسية، بعد الإطاحة برئيسة البرازيل السابقة "ديلما روسيف" بسبب اتهامها بالفساد، وتولي "ميشيل تامر" الرئاسة، في ظل انقسام الشارع البرازيلي إلى فريقين، الأول يؤيد الحكومة، ويقول إن عملية العزل هي انقلاب على الرئيسة روسيف. والثاني يدعي أنها هي وسلفها السابق في المنصب "لولا دا سيلفا" فاسدان ويستحقان المحاكمة، وتتناحر هذه الأقطاب، مشعلة أزمة سياسية تستقبلها أولمبياد 2016. فيرس زيكا: وإلى جانب الإرهاب والأزمة السياسية، تلوح أيضًا أزمة انتشار فيروس زيكا الذى أصبح يسبب مخاوف عديدة لدى الرياضيين المشاركين فى الدورة الأولمبية، والقادمين إلى البلد فى هذا الوقت. يورو 2016 ولم تكن بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2016" أفضل حالًا، حيث تحيط بها الأزمات من كل جانب، ورغم ذلك افتتح المجموعة الأولى بالبطولة أمس الجمعة، بمباراة ودية بين رومانيا والمنتخب الفرنسي، الذي فاز بهدفين مقابل هدف. داعش يهدد يورو 2016 وأقيمت بطولة الأمم الأوروبية وسط تهديدات تنظيم داعش، حيث حذرت مؤسسات كبرى من وقوع أي تفجيرات مجددًا، وأصدرت الخارجية الأمريكية تحذيرًا لمواطنيها من هجمات إرهابية محتملة في أنحاء أوروبا. كما خرج تحذير من الولاياتالمتحدة إلى مواطنيها من أن بطولة يورو 2016، وغيرها من الفعاليات التي تجري في أنحاء فرنسا وأوروبا تشكل أهدافًا محتملة للإرهابيين. احتجاجات النقابات: أما الوضع السياسي في فرنسا، فلم يكن أفضل من البرازيل كثيرًا، فقانون العمل الذي أقرته الحكومة الفرنسية، مارس الماضي، أدى إلى نشوب خلاف عنيف، بينها وبين عمال النقابات، وبعض المنظمات الشبابية التي دخلت على خط جبهة الرافضين لمشروع تعديل قانون العمل. ونشبت احتجاجات في فرنسا على إثر هذه التعديلات، وأعلن رئيس الحكومة "فالس"، في خطاب له إلى النواب أن خسائر فادحة تكبدتها فرنسا بسبب هذه الاضطرابات، قائلًا: "هذا الخلاف يمكن أن يؤثر سلبًا على اقتصادنا في الوقت الذي أتاح تحرك الحكومة حصول انتعاش وخفض البطالة". نهر السين: واجتمعت الأوضاع المناخية مع السياسية مع التهديدات الإرهابية، لتهدد يويور 2016، حيث تشهد فرنسا في تلك الآونة هطول مكثف للأمطار وفيضانات في عدد من المناطق، والتي أدت بدورها إلى ارتفاع منسوب الوديان والأنهار، حتى بلغت مستويات غير مسبوقة لم تشهدها باريس من قبل. ويحوم شبح الخوف من كارثة طبيعية في باريس بعد إحمرار مستوى الإنذار في منطقتي "لو لواريه - سين سور"، بعدما وصل ارتفاع منسوبه إلى 4,34 مترًا، مع توقعات بزيداته ليبلغ في نهاية الأسبوع ما بين 5,10 و5,70 مترًا.