رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2011.. عام إسقاط الطغاة

يبدو عاما غريبا.. جامحا.. لا يهتم بتاريخ العرب، ولا يعنيه كثيرا هزائمهم المتوالية، ولا هوانهم المعتاد تحت الطغاة والمستعمرين.
جاء عام 2011 غاضبا مسرعا ليمحو أعواما طويلة من الهوان والذل واستنزاف القوى والثروات، بثورة عارمة امتدت شرارتها من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق، أسفرت حتى الآن عن نهاية ثلاثة عروش عربية،وسقوط أصحابها بين هارب وسجين ومقتول.
وقد بشر العام الماضى بالعاصفة التى يحملها خليفته فى 17 ديسمبر الماضى.. يوم أشعل الشاب التونسى محمد بوعزيزى النيران فى نفسه غضبا من صفعة شرطية من زبانية زين العابدين بن على.
حركت نيران بوعزيزى الغضب التونسي ليخرج الشعب شيئا فشيئا فى مظاهرات سرعان ماتحولت إلى ثورة تواجه الرصاص بصدور مكشوفة، ما اضطر الطاغية بن على إلى التضحية بعدد من وزرائه بينهم وزير الداخلية، وأعلن عزمه عدم الترشح لفترة رئاسة عام تالية، بل وحاول التقرب من المتظاهرين بزيارة بوعزيزى المصاب فى المستشفى وتخفيض أسعار بعض السلع الاستهلاكية وفتح المواقع المحجوبة علي الإنترنت وتعهد بزياده مناخ الحرية.. إلا أن آوان ذلك كله قد فات، بعد وفاة الشاب بوعزيزى بعد مضى أربعة أيام فقط من بداية 2011.
بدأ العام الجديد فى عجلة من أمره، فلم تكد تمر عشرة أيام على وفاة بوعزيزى، حتى كان أول الطغاة فى طريقه للهرب خارج تونس، بعد أن ظل محلقا فى الجو خمس ساعات دون ان يجد من يؤويه، حتى قبلت السعودية به لاجئا مع عائلته لظروف إنسانية..بعد أن خلف 219 شهيدا.
لم يشأ العام الغاضب ترك أول الطغاة هانئا فى منفاه، حيث جرت محاكمته و33 من أقاربه اعتقلوا بعد هروبه، وصدر الحكم بسجنه وزوجته 35 عاما لكل منهما مع توقيع غرامة قيمتها 91.5 مليون دينار تونسى أى ما يعادل 65.6 مليون دولار، بعد إدانتهما بتهم النصب وحيازة أموال ومجوهرات بطريقة غير مشروعة وفى 28 يوليو أصدرت المحكمة التونسية حكما بالسجن 16 عاما على ابنته نسرين بتهم فساد مختلفة.
عبر غضب 2011 حدود تونس ليحط برياحه العاتية على ميدان التحرير فى قلب القاهرة الثلاثاء 25 يناير، بعد إرهاصات شبيهة بما فجره بوعزيزى، واحتجاجات وصلت لحد إشعال النار فى النفس قام بها محمد فاروق وسيد علي ومحمد عاشور وأحمد هاشم الذى توفي متأثرا بجروحه.
وفى اليوم الموعود تحول التحرير إلى كتلة غضب يمتد شرارها إلى قصر ثانى الطغاة حسنى مبارك، الذى ظل 30 عاما فى حكم مصر، أنهتها 18 يوما فقط فى هذا العام الملىء بالمفاجآت.
ألقى مبارك خلال تلك الأيام ثلاثة خطابات أراد بها كبح جماح قدره المسرع، فخسر بها كل شىء وعجل بنهايته، بعد انهيار أجهزته القمعية وسقوط مئات الضحايا بين شهداء وجرحى، ولجوء رجاله إلى تأجير البلطجية كأى عصابة من اللصوص لفض حشد الثوار فى التحرير فيما عرف بموقعة الجمل، مازاد ثقة الثوار بالوعد الذى حمله العام الجديد ببشارات واضحة لا لبس فيها فأصروا على إسقاط آخر الفراعنة..
ترك مبارك السلطة مكرها فى 11 فبراير بعد أن أغلقت كل الطرق فى وجهه، ولم يعد أمامه إلا طريق واحد هو التنحى طمعا فى إفلاته من العقاب، عن جرائم كثيرة آخرها قتل 840شهيدا خلال الثورة، وجرح 6467 مواطنا.
بعد 6 أيام من سقوط «الثانى»وتحديدا فى 17 فبراير، عادت رياح 2011 الغاضبة لتتجه غربا نحو ثالث الطغاة فى ليبيا.
كان تشبث معمر القذافى بالسلطة للإفلات من مصير رفيقيه، سببا فى اتخاذ مسار الثورة هناك بعدا أكثر مأساوية ودموية، حيث شاءت إرادة الطاغية ألا يغادر إلا على آلاف الجثث من مناصريه والثوار،حتى سقط هو نفسه ليكون آخر جثة.
اندلعت شرارة المواجهة الليبية بعد اعتقال محامى ضحايا سجن بوسليم فتحى تربل فى مدينة بنى غازى، ليخرج أهالى الضحايا ومناصروه احتجاجا فى مظاهرات طفيفة تجرأت للمرة الأولى طوال 42 عاما على الهتاف بسقوط القذافى فى مدينة بنى غازى، لتواجه رصاص قوات الشرطة.
وسرعان ما انتفض ثوار ليبيا الخميس 17 فبراير فى بعض المدن الليبية مع توالى سقوط الضحايا حتى بلغوا 400 بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن والمرتزقة الذين جلبهم القذافى من دول أفريقية لسحق شعبه.
فى 22 فبراير أمسك الثوار فى مصراتة بزمام المبادرة بإحراق المكاتب الأمنية، لتتوالى المعارك مع الثوار بين كر وفر، حتى ألقى القذافى مدافعه البذيئة بوجه الثوار، حين وصفهم بالجرذان..لتدخل المنظمات الدولية على خط الثورة، وتعلن الأمم المتحدة ضرورة تسليم السلطة فى ليبيا، كما يفرض حلف شمال الأطلنطى «الناتو» حظرا جويا على سماء ليبيا سرعان ما تحول إلى تدخل عسكرى مباشر ضد قوات القذافى، استيقظ الجميع فى نهايته على مشهد القبض على ثالث الطغاة وسحله وقتله على تراب مدينة سرت.
ومن الغرب إلى أقصى الشرق العربي خيمت رياح العام الغاضبة على البحرين، وإن واجهت هناك تدخلات خليجية ودولية، أدت لتعثرها منذ 14 فبراير الماضى، رغم سقوط 38 مواطنا بحرينيا برصاص قوات الأمن الملكى حمد آل خليفة، والذى طلب نجدة جيرانه الملوك فأرسلوا له قوات نجحت فى قمع الاحتجاجات لحساب بقائه فى السلطة إلى حين.
فى اليمن.. ومنذ 3 فبراير تدور رحى ثورة شعبية طاغية فى أنحاء البلاد كادت تسقط رابع الطغاة على عبدالله صالح أكثر من مرة.
صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاماً راوغ ووعد بإصلاحات وتنازلات كبيره لوقف اندفاعه نحو القدر المحتوم.. وفى الثالث من يونيو وأثناء ادائه لصلاة الجمعة في دار الرئاسة تم استهدافه في هجوم أسفر عن مصرع 11 من حراسه وإصابة 124 من كبار مسؤولي الدولة، نقل بعده إلى السعودية للعلاج ليعود مرة أخرى لمراوغاته بعد ذهاب الألم فى 20 سبتمبر الماضى، ما أشعل الاحتجاجات والعنف فى البلاد بصورة غير مسبوقة تؤهل صالح للحاق بسابقيه قبل نهاية هذا العام المتقلب.
انتفاضة سوريا ضد رئيسها الذى ورثها أمام عيون العالم، مضت بإيقاع متسارع منذ 15 مارس بسبب ردة الفعل العنيفة التى لجأ إليها خامس الطغاة رعبا من مصير أسلافه فى الاستبداد، حيث اتخذ الغضب الشعبي شكلا دمويا يوم 25 ابريل عندما أطلق الجيش السوري عمليَّات عسكرية واسعة في درعا ودوما ثم بانياس وحمص، تلاها حملة عنيفة في 14 مايو على تلكلخ ثم مدينتي الرستن وتلبيسة.
ولأول مرة منذ قفزت عائلة الأسد على السلطة بانقلاب عام 71، اعتصم عشرات آلاف السوريين في ساحة العاصي بمدينة حماة للهتاف بإسقاط الأسد،ليخلف ذلك اليوم أكثر من 70 قتيلاً برصاص الأمن فيما عرف بمجزرة جمعة أطفال الحرية، كما شهدت محافظة إدلب ومدينة جسر الشاغور ومنطقة جبل الزاوية عمليات أخرى ابتداءً من 4 يونيو.
مازال بشار يبدى تعنتا تجاه نداءات العالم بوقف ذبح الشعب،إلا ان مشهد مصرع القذافى الذى لجأ لنفس أسلوب الأسد نفخ نارا فى عروق الثورة السورية، ما يبشر بقرب سقوط خامس العروش العربية فى عام الغضب الإلهى على الطغاة.
من السادات..إلى صدام والقذافى
لغز ذبح الرؤساء العرب فى عيد الأضحى
اغتيال السادات قبل أربعه أيام من العيد ..وسحل القذافى قبل 18 يوما.. وشنق صدام أول أيام العيد
فيما يبدو أنه عام الألغاز.. تتزايد الأسئلة والتفسيرات الغريبة حول توقيتات سقوط الحكام العرب.. وتتوالى الحكايات بل والقصص المغرقة فى الغموض حول سيناريوهات هذا السقوط المدوى لطغاة طالما يئست شعوبهم من غياب وجوههم.
بعد سقوط مبارك وانهيار نظامه خرج علينا سيف الإسلام القذافى نجل العقيد الليبى المقتول فى إحدى خطاباته أثناء اندلاع المعارك بين الثوار وكتائب القذافى ليقول نفس الكلمة ويؤكد أن القذافى ليس مبارك ولكن رياح الثورة أيضا امتدت إليه واقتلعت نظام القذافى من جذوره وأودت به صريعا على أيدى الثوار الذين طالما هاجمهم وهى مفارقه غريبة قد تغير من أفكار الرؤساء الطغاة الذين لم ترهبهم مشاهد القتل للطغاة.
من هذه الألغاز والمفارقات، سقوط الحكام العرب منذ اغتيال السادات عام 81 فى توقيت واحد تقريبا، تصادف أن كان فى عيد الأضحى والأيام التى تسبقه مباشرة.
صدام حسين ومعمر القذافى إضافة إلى السادات قتلوا جميعا فى عيد الأضحى أو قبله بأيام قليلة، وكأنهم راحوا ذبيحة استبداد وفداء لدماء شعوبهم التى مصوها وسفكوها قهرا.
فالرئيس السادات الذى مثل رقم 6 مفارقات مدهشة فى حياته، اغتاله الاسلامبولى ورفاقه فى مشهد درامى يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981 فى عملية استغرقت 40 ثانية فقط قبل أربعة ايام فقط من حلول عيد الأضحى بينما كان يقف وسط رجاله وقادة جيشه.
ويبدو ان السادات ارتبط دون ان يدرى برقم 6 ففي 6 فبراير عام 1938 تخرج من الكلية الحربية وفي 6 يناير عام 1946 اشترك في اغتيال امين عثمان وفي 6 يناير 1950 عاد الى الخدمة في الجيش بعد ان طرد منها وفي 6 اكتوبر عام 1973 قاد حرب اكتوبر وفي 6 اكتوبر عام 1981 اغتاله الاسلامبولى ورفاقه وفي 6 مارس عام 1982 صدرت الأحكام في قضية اغتياله.
أما الرئيس العراقى السابق صدام حسين فقد جرى تنفيذ حكم إعدمه فجر السبت 30 ديسمبر 2006 صبيحة أول أيام عيد الأضحى فى مشهد درامى اثار حفيظة العالم رغم تاريخ صدام فى قهر شعبه..حيث استخدم كثير من الإسلاميين مفارقة توقيت الإعدام غير المبرر فى التأكيد على أن أمريكا تشن حربا صليبية جديدة على العالم الإسلامى، وتصر على إظهار تحدى المشاعر الإسلامية بذبح أحد رؤسائهم فى العيد ككبش الأضحية.
معمر القذافى أيضا لقى مصرعه على يد الثوار فى مدينة سرت ظهر الخميس 20 أكتوبر قبل 18 يوما من حلول عيد الأضحى، حيث لقى مصرعه على يد الثوار الذين وجدوا قافلته فى إحدى مناطق سرت فأطلقوا عليها النار ففر القذافى هاربا الى إحدى مواسير الصرف الصحى حتى قبض عليه الثوار وقاموا بالتنكيل به وقتله والتمثيل بجثته على مرأى من العالم.
المفارقة الأخرى أن الثلاثة قتلوا على يد أعدائهم الذين كانوا حلفاء الماضى.. فالسادات قتلته الجماعة الإسلامية رغم التقارب بينهما فى السابق، وسماحه بإطلاق سراحهم من السجون وممارسة نشاطهم فى الدعوة والعمل السياسي،بل والتعاون معهم لضرب خصومه.
أما صدام فقتلته امريكا الحليف الاستراتيجى الذى استخدمه لمواجهة الثورة فى إيران ومده بكافة إنتاج ترسانة الأسلحة الغربية فى الثمانينات، قبل الانقلاب مع بداية التسعينات وغزو الكويت.
أما شركاء القذافى فيما اسماه ثورة الفاتح، من قبائل الشرق الليبى، فكانت رأس الحربة فى إشعال الثورة على معمر بسبب طغيانه طوال أربعة عقود،حيث اجتمعت كلمة القبائل فى المجلس الانتقالى للخروج فى الشوارع مطالبة بالحرية ونهاية عصر الطغاة.
أبناء الرؤساء.. مشاركة فى الحكم والسقوط

لم تكن مشاركة أبناء الرؤساء العرب فى الحكم، على حد تأهبهم لخلافة آبائهم إلا تأكيدا لتحول الجمهوريات الشكلية إلى ممالك للاستبداد..لذا صار من العدل أن يلقى هؤلاء الأبناء المتحفزون لوراثة الأرض ومن عليها نفس مصير أبائهم الطغاة.
مبارك وصدام والقذافى ذاق أبناؤهم نفس الكأس التى شربوها من قبل أن يتجرعها هؤلاء الآباء.
جمال وعلاء مبارك عملا طيلة السنوات السابقة على تثبيت قدم والدهما المهتزة فى الحكم ودشنا الفساد كمنهج وسياسة واضحة لتوريث الحكم للابن الأصغر الذى دمر كل شىء فى مصر ونهب خيراتها وكانت النتيجة خلع مبارك ونظامه ودخول الاثنين سجن طرة بعد القبض عليهم فى 13 أبريل، من قبل أن يلقى ابوهما نفس المصير ذاته.
ولن ينسى أحد مشهد جلوس مبارك ونجليه فى قفص اتهام وجميعهم يردون على القاضى أحمد رفعت «أفندم» وهم يحاولون الاختفاء من عيون الكاميرات التى ظلت تلاحقهم.
نجلا صدام حسين واجها مصير والدهم من قبل القبض عليه بثلاثة أعوام، حيث قتل عدى وقصى فى غاره أمريكية على مدينة الموصل، بينما جرى التمثيل بجثتيهما أمام عيون العالم انتقاما من أدوارهما القمعية فى فترة حكم الأب واستعدادهما لوراثته أيضا.
كان قصى وعدى أكثر وحشية من صدام نفسه وعملا بسياسات قمعية على إهدار كرامة الشعب العراقى حتى سبقت نهايتهما نهاية الأب الحاكم الفعلى على أيدى الأمريكان الذين أسلموا الأب لخصوم الأمس لشنقه.
أولاد القذافى السبعة سبقوا أباهم إلى مصير الطغاة أيضا،حيث سقط له قتيلان من أبنائه أمام عينيه قبل أن يلحق بهما على مرأى ومسمع من العالم، بينما مازال الابن الأكبر سيف الإسلام الذى طالما أعده لخلافته فارا من وجه القتل والثوار.
قتل الابن الأول خميس يوم 29 أغسطس فى احدى غارات الناتو على مصراتة أما الابن الثانى «المعتصم» فلقى مصرعه على أيدى الثوار فى نفس يوم مصرع الأب، حيث جرى وضع الجثتين متجاورتين فى إحدى ثلاجات اللحوم فى مصراتة ليعلنا ان مصيرهما واحد.
القاسم المشترك بين الطغاة الثلاثة ايضا انهم تمسكوا بالحكم اكثر من تمسكهم بأنفسهم وقاتلوا من أجل استمرار جلوسهم على كرسى العرش ورفضوا مغادرة كراسيهم طمعا فى الاحتفاظ بالسلطة.. فمبارك كان بإمكانه الهروب من مصر بدلا من المحاكمات الخاضع لها الآن إلا انه فضل البقاء طمعا فى إمكانية جلوسه على الحكم او على الأقل جلوس ابنه فى الحكم وايضا كان بإمكان صدام الهروب من العراق الى أى دولة مجاورة إلا انه اختار ان يحتفظ بالسلطة وقاتل من أجلها حتى قتل..ونفس الأمر للقذافى الذى تلقى عروضا جادة لاستضافته كان آخرها من الر ئيس الفنزويلى هوجو شافيز إلا أنه اختار أن يقاتل من أجل الحكم حتى قتله حب السلطه كما قتل أبناءه معه.
أبناء عمومته يتحدثون لأول مرة
نهاية ملك الملوك
النص الكامل لوصيته تفاصيل ليلة كاملة قضاها فى قرية الأصفر بالفيوم
تنبأ بموته قبل 7 أيام من مقتله آل القذافى يستعدون للثأر
أحمد شوبير ومدحت شلبى فى مرمى نيران عائلة القذافى
«سنوسى» العائد من جحيم سرت قبل أيام:
الناتو هدم المدينة بالكامل.. والناس فرت إلى الجبال
أبناء عم القذافى بمصر: نحتسبه شهيداً.. وسيندم العرب على موته
المنزل الذى قضى فيه العقيد ليلة كاملة عام 2011
الكل تكلم إلا هم.. ظلوا صامتين..
المجلس الانتقالى الليبى.. ثوار ليبيا.. أوباما رئيس أمريكا ووزيرة خارجيته «هيلارى كلينتون».. «ساركوزى» رئيس فرنسا..
«كاميرون» رئيس وزراء بريطانيا.. «ميركل» مستشارة ألمانيا.. «بيرلسكونى» رئيس وزراء إيطاليا.. «شافيز» رئيس فنزويلا.. وغيرهم وغيرهم من أعداء «القذافى» وأصدقائه.. الكل تكلم عما جرى فى ليبيا، ما عدا عائلة «القذافى» التزموا الصمت..
بعضهم صمت لأنه لم يجدمن يسمع له أو ينشر ما يقول.. والبعض صمت إيماناً بالحكمة التاريخية التى تقول ان المنتصرين فقط هم أصحاب الحق فى الكلام، أما المنهزمون، فليس لهم سوى الصمت والصبر وابتلاع الأحزان والاختفاء عن العيون..
وهكذا اتفق آل القذافى على الصمت رغم أن لديهم الكثير من المعلومات والأسرار والمفاجآت التى لا يتخيلها أحد..
وبعد «6 شهور» من الصمت الكامل، تكلم آل القذافى لأول مرة وقالوا ل «الوفد الأسبوعى» كلاماً غاية فى الخطورة..
التقيت أبناء عمومة «القذافى».. ذهبت اليهم فى ديارهم التى تبعد عن القاهرة حوالى «70» كيلو مترا حيث يقيمون فى قرية «الأصفر» شمال محافظة الفيوم.
القرية الصغيرة يبدو على ملامحها الفقر، فبيوتها فى الغالب من طابق واحد وكثير منها مبنى بالطين..
والقرية تلتصق بطريق القاهرة الفيوم الصحراوى ولا يفصلها عن الطريق سوى عدد من أشجار الكافور التى تتدلى فروعها محاولة أن تتلامس مع أسفلت الطريق.
وبمجرد أن تضع قدميك على مدخل القرية يستوقفك منزل كبير يتكون من طابقين.. حديث البناء ومطلى باللون البرتقالى وأبوابه بنية اللون، وهو منزل شيخ القرية «عمار بوخالد».. وفى هذا المنزل قضى «القذافى» يوماً كاملاً عام 2001، التقى فيه بأهل القرية وقضى يوماً كاملاً يستمع لمشاكلهم ويتبادل معهم الضحكات والذكريات.
وفى هذا اليوم شكا أهالى «الأصفر» من عدم وجودمدرسة بالقرية ومن غياب مياه الشرب وعدم وجود مصدر مياه لرى أراضيهم.
وساعتها قال لهم «القذافى»: ياولاد العم والله ما يهنأ لى بال وأنتم بتعانوا.. وعلى الفور قرر صرف «7» ملايين جنيه هدية منه لأبناء عمه.. أهالى الأصفر.. فبنوا مدرسة وحفروا ترعة بطول بضعة كيلو مترات تنقل مياه النيل الى أراضى قرية الأصفر و«20» ألف فدان حولها.
وبسبب صلة الدم معه صار «القذافى» معشوق الأهالى فى قرية الأصفر.. وجميعهم من عائلة «القذافى» التى ينتمى اليها القذافى وقد هاجروا من ليبيبا قبل نحو قرنين واستقر «4» منهم فى شمال الفيوم.. عاشوا وتناسلوا.. وأقاموا بيوتهم وزرعوا أرضاً اشتروها بأموالهم وبمرور الوقت صاروا مصريين واقترب عددهم حالياً من «10»آلاف نسمة وجميعهم صلتهم لم تنقطع أبداً بقبيلة القذاذفة فى ليبيا ولم تتوقف الزيارات بينهم على مدى قرنين من الزمان.
ومنذ مصرع «القذافى» والحزن يغرق أهالى «الأصفر».. بعض شباب القرية حاولوا إقامة جنازة رمزية للقذافى يصلون خلالها صلاة الغائب على روحه ولكن شيوخ القرية رفضوا وقال «كل واحد يخلى حزنه فى قلبه» وبرروا موقفهم هذا بالخوف على أبناء الفيوم العاملين فى ليبيا مؤكدين انه لو أقاموا جنازة للقذافى فسيغضب ثوار ليبيا وسينتقمون من كل أبناء الفيوم الموجودين فى ليبيا.
قضيت عدة ساعات فى قرية أبناء عم القذافى فلم أجد فى القرية طفلاً أو امرأة أو رجلاً أو شاباً أو شيخاً كبيراً، إلا ويعتبر «القذافى» شهيداً.. الكل إذا سألتهم عن «القذافى» ستجد اجابة واحدة «إنه شهيد».. وبعضهم تأخذه الحمية فيقول انه أبوالشهداء.
والكل أيضاً حزين على مشهد قتل القذافى ويقولون، كنا نتمنى أن يكون استشهاده على يد قوات الناتو والا تتلطخ يد أى ليبى بدماء العقيد ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه.
وإذا استمعت لأحاديث أبناء الأصفر عن «القذافى» ستجدهم يتحدثون عن رجل يختلف تمام الاختلاف عن الصورة التى يرسمها الإعلام للقذافى.. ويقول عوض بومفتاح أحد أهالى القرية للأسف الكل خانوا «القذافى».. الإعلام خانه.. العرب خانوه وشحنوا ضده شبابا صغيرا أوهموه بأن التخلص من «القذافى» سيفتح لليبيا أبواب الجنة.
ويصب أبناء الأصفر لعناتهم على قناتى «الجزيرة» و«العربية» ويؤكدون انهما زيف الحقائق فى ليبيا أما على المستوى المحلى فنال «أحمد شوبير» و«مدحت شلبى» نصيب الأسد من غضب أبناء عمومة القذافى وقالوا «شوبير» و«شلبى» كانا يقولان عن جمال مبارك انه زينة شباب مصر والآن تحولا الى ثوار وراحا يهاجمان «القذافى» حتى وهما يعلقان على ماتشات الكرة فشوبير يقول عن القذافى انه طاغية و«شلبى» يصفه بالديكتاتور وليتهما لا يتكلمان إلا فى كرة القدم أو يتذكران أن القذافى تبرع لمصر أيام الزلزال ب«60» مليون جنيه.
ولا تجد من بين أبناء الأصفر من يرى أن «القذافى» طاغية أو ديكتاتور.. ويقسم عبدالحميد خالد أحد شباب الأصفر، وقال إن «العقيد القذافى» كان يعلم انه سيموت ولهذا كتب وصيته وقال فيها، سأحمل سلاحى وأقاتل حتى الشهادة.. وسأموت فى سرت فادفنونى فيها.. لقد عرض على كثير أن أترك ليبيا ولكنى رفضت وفضلت أن أموت شهيداً علىأرضها.
قلت ولكن المشاهد التى تصور سقوط القذافى فى قبضة الثوار لم يكن فيها ما يوحى بأن القذافى كان يريد الشهادة حيث بدا مستسلماً واستعطف الثوار بألا يقتلوه؟
فقال عبدالحميد «القذافى» لم يسقط فى يد الثوار بالشكل الذى روج له الإعلام والحقيقة ان قوات الناتو قصفت موكبه بغاز مخدر وبعدها سقط فى يد الثوار ولم يكن قد استرد وعيه تماماً.
وواصل.. بشكل مجرد هل من الإسلام أو من الإنسانية ان يقتل رجل فى العقد الثامن من عمره هكذا.
قلت ولكنه أيضاً متورط فى قتل آلاف الليبيين؟
فقال: يا أخى طيب حاكموه ولو ثبت ذلك أعدموه.. وأضاف: الأمريكان فعلوا ذلك مع صدام حسين ألا نفعل نفس الأمر مع رجل قدم لليبيا وللعرب الكثير.
ماذا قدم غير نهب ثروات ليبيا وتبديدها والاستيلاء على «200» مليار دولار منها؟
هذا كلام كذب.. المجلس الانتقالى الليبى فتش البنك المركزى الليبى ووجد داخله الذهب والأموال لم تمس وقال أحدهم: القذافى صقر..والصقر ما يسرق».
والمفاجأة ان بعض أبناء الأصفر لديهم قناعة كاملة بأن القذافى كان داعية إسلامى.. مسعود فرج عبدالله أحد هؤلاء الذى لم يخف اندهاشه، قال: العقيد كان رجلاً متواضعاً وصاحب رأى وفكر ويكفيه انه أول من أذن فى موسكو ففى احدى زيارته للاتحاد السوفيتى طلب ان يفتحوا له احد المساجد التى كانت مغلقة وصعد الى أعلاه وأذن للصلاة وأم المصلين.
وأضاف «كان القذافى يقوم برحلات دائمة الى دول أفريقيا يدعو للإسلام وأسلم على يديه آلاف الأفارقة».
وفى «الأصفر» تسمع حكايات كثيرة عن القذافى يقولون: «مبارك» عندما كان يسافر الىأمريكا فإنه لم يكن يقابل الرئيس الأمريكى الا بعد عدة أيام أما القذافى فكان رؤساء العالم يزورونه فى ليبيا ويرفض ان يقابلهم فى المطار.
ولدى أبناء عائلة القذاذفة ب«الأصفر» يقين بأن ما حدث فى ليبيا هو بداية كارثة للعرب جميعاً ويعتبره فيصل عبدالناصر 20 عاماً بداية لاحتلال العالم العربى من جديد ويقول «الاحتلال هذه المرة سيكون بأيدى حلف الناتو».
الشعور نفسه يطارد يوسف جمال 21 عاماً ويقول العرب سيندمون على ماحدث فى ليبيا.
وبحكمة السنين يقول فرج عمار أحد شيوخ قرية الأصفر القذافى حذر رؤساء العرب جميعاً بعد اغتيال أمريكا لصدام حسين وقال لهم قتلوا صدام والدور علينا. ويومها ضحكوا وتصوروا ان القذافى يمازحهم ومرت السنوات وصدقت نبوءة القذافى وبدأ تساقط رؤساء العرب واحداً تلو الآخر والآن أقول لكل العرب ان أياماً سوداء بانتظاركم وأن الغرب استعد تماماً لتقسيم الوطن العربى.
وفى قرية الأصفر لا يوجد أحد إلا ويرى أن سقوط القذافى لن يكون آخر المشاهد.
القذاذفة فى ليبيا وأبناء عمومتهم «رف الله» لن يتركوا دم القذافى والسلاح هناك فى يد الجميع والمجلس الانتقالى ليس له سيطرة علىأحد ولهذا فإن الأيام القادمة ستشهد أحداثاً دموية مروعة فى ليبيا وقد تنقسم الدولة الى عدة ويلات.
وآخر من التقيت بهم فى «الأصفر» هو الشاب سنوسى عبدالرحمن 24 عاماً وهو عائد قبل أيام قليلة من سرت الليبية وبكلمات غارقة فى الحزن قال سنوسى: «الناتو هدم سرت.. نسف بيوها ومبانيها ودمر بنيتها الأساسية حتى ان مياه المجارى ارتفعت فى بعض الشوارع الى مايقرب من متر ولهذا ترك أبناء «سرت» المدينة وعاشوا فى الجبال.
تركت أبناء عم «القذافى» وقد ازددت دهشة من سيرة رجل يراه البعض شيطاناً ويراه الآخرون ملاكاً وفارساً وداعية إسلامى!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.