وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 20 إبريل بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    كوريا الشمالية تطلق نوعا جديدا من الصواريخ وتختبر "رأسا حربيا كبيرا جدا"    كانسيلو يعلق على خروج برشلونة من تشامبيونزليج وآخر الاستعدادات لمواجهة ريال مدريد    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين وتوك توك بطريق المنصورة بالدقهلية    آمال ماهر تشدو برائعة كوكب الشرق"ألف ليلة وليلة "والجمهور يرفض انتهاء الحفل (فيديو)    طريقة عمل تارت الجيلي للشيف نجلاء الشرشابي    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    تخفيف الأحمال فى «أسبوع الآلام»    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب"اللا مسؤول"    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    الخطيب ولبيب في حفل زفاف "شريف" نجل أشرف قاسم (صور)    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    صفقة المانية تنعش خزائن باريس سان جيرمان    منير أديب: أغلب التنظيمات المسلحة خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.. فيديو    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا والعظمى في القاهرة 33 درجة    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    فحص السيارات وتجديد الرخصة.. ماهى خدمات وحدات المرور المميزة فى المولات    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    بفستان لافت| ياسمين صبري تبهر متابعيها بهذه الإطلالة    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة: مبارك يجتمع بمجلس الدفاع الوطني.. ومفكرون: مصر الأقرب لتكرار سيناريو تونس
نشر في الشعب يوم 16 - 01 - 2011

ذكرت مصادر صحفية أن أجهزة سيادية في مصر أعلنت حالة استنفار استثنائي، تحسبا لأي ردات فعل لتطور الأحداث في تونس.
فيما رحبت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر بانتفاضة الشعب التونسى وأكدت إعجابها وتقديرها بثورته ضد الظلم والاستبداد.
كما أعربت الجماعة الإسلامية عن ترحيبها بانتفاضة الشعب التونسى.. مشيرة إلى أن بن علي أحدث قطيعة بينه وبين المجتمع التونسي، وخاصة التيار الإسلامي، وأصحاب الهوية الإسلامية بقراراته التي نالت من الهوية الإسلامية واضطهاده الاسلاميين.
وأكدت المصادرعقد اجتماع عاجل لما يسمى "مجلس الدفاع الوطنى" الذى يرأسه الرئيس حسني مبارك ويضم رئيس الوزراء، ووزراء كافة الوزارات السيادية، والخدمية الهامة، ورؤساء كافة المؤسسات الأمنية، ورئيسي مجلسي الشعب والشورى، والقومية المتخصصة بالإضافة الى شخصيات أخرى، لبحث كافة التداعيات والاحتمالات.

ومن المرجح أن يتم اتخاذ إجراءات تستهدف التخفيف من وتيرة الحديث في وسائل الإعلام الحكومية عما يعتبره المصريون ترويجا لسيناريو التوريث من خلال التقليل من التصريحات المنسوبة لجمال مبارك أمين السياسات، والذي تضعه الترشيحات باعتباره الخليفة المحتمل لوالده الرئيس حسني مبارك إذا قرر التخلي عن الحكم، وفي حال رفض الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت صحيفة "المصريون" الأليكترونية، أن جهة سيادية نصحت الرئيس مبارك أواخر الشهر الماضي مجددا بضرورة حل مجلس الشعب قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في خريف هذا العام، في ظل الطعون على الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فضلا عن نصحه بعدم خوض الانتخابات لفترة رئاسية سادسة نتيجة حالة الغليان بالشارع المصري، ومخاوف من انعكاسات الأوضاع في تونس والجزائر.

وكان الرئيس مبارك قد أجرى مشاورات منذ أسبوعين مع مستشاريه، لإجراء تغيير وزاري محدود، وحركة محافظين، وكان مقررا أن تتم في أواخر يناير أو في الأسبوع الأول من فبراير، ومن غير المعروف ما إذا كان الرئيس سيعجل بالإعلان عن هذا التغيير الوزاري وحركة المحافظين عن الموعد المقرر أم سيمضي إلى الإعلان عنه في الموعد المحدد سلفا.

وتشمل الإجراءات المتوقعة على صعيد محاولة تفادي تكرار السيناريو التونسي إصدار تكليفات إلى مجلس الوزراء بتأجيل الإعلان عن زيادات جديدة في الأسعار كما كان مقررا إلى أجل غير مسمى، والتصدي لأي محاولات لرفع أسعار بعض السلع كما حدث خلال اليومين الماضيين للأرز، والمكرونة، والسكر.

وصدرت الجمعة توجيهات مشددة لمجلس الوزراء بضرورة القضاء على طوابير الخبز التى ظهرت بالمحافظات الكبرى خلال الآيام الماضية بعد تخفيض مديريات التموين لحصص الدقيق لعدد كبير من المخابز بزعم ارتكابها مخالفات تموينية.

وعلى الجانب الأمني تقرر اتخاذ إجراءات احترازية لمنع اندلاع المظاهرات، أو الوقفات الاحتجاجية بشكل تام لكافة القوى والحركات السياسية المعارضة.

تحذيرات أمريكية
وكانت الولايات المتحدة قد وجهت للنظام الحاكم في مصر وغيره من الأنظمة رسالة عاجلة بضرورة إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية خلال فترة قصيرة والاستفادة من درس سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وحتى لا تواجه المصير ذاته في ظل استمرار الأوضاع الحالية.

وطالبت واشنطن في تلك الرسالة بضرورة إقرار تعديلات دستورية وقانونية تخفف من قبضتها على السلطة والقيود المفروضة على العمل السياسي والعام، وإفساح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني لتقوم بدورها في العمل العام، والبعد عن أجواء الاحتقان.

وأكد السفير سعد عزام مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ما وصفه ب"زلزال قرطاج" وتهاوي نظام بن علي خلال ساعات سيدفع واشنطن إلى إعادة التفكير في سبل تعاطيها مع أنظمة الحكم بالمنطقة.

وتوقع أن تمارس واشنطن ضغوطا مشددة على الأنظمة العربية الحاكمة لإقرار إصلاحات ديمقراطية تخفف من حالة الاحتقان، وحتى لا تواجه نفس مصير بن علي خلال المرحلة القادمة، وقد تطالب بإقرار إصلاحات بشكل عاجل، حتى لا تؤدي إلى تضخم كرة الثلج لتطيح بعدد من المقربين لواشنطن.

ونفى عزام أن يكون سقوط نظام بن علي ناجما عن مخططات خارجية، مشددا على الطابع المحلي لثورة الياسمين والكرامة بتونس، حيث خاض الشعب التونسي المعركة ضد حكم ديكتاتوري عائلي سيطر عليه أباطرة الفساد وحرموا الشعب من سبل العيش الكريمة.

نظرية الدومينو
غير أن الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق استبعد أن تأخذ الأنظمة العربية العظة من درس سقوط نظام زين العابدين بن علي، باعتبار الأنظمة التي وصفها ب "البوليسية الاستبدادية من أسباب الأزمة وليست جزءً من الحل، مما يستلزم رحيلها".

ورأى أن سقوط نظام بن علي في تونس أكد انهيار المشروع الأمريكي في المنطقة وفشل جميع عملائه في البقاء بالسلطة معتمدين فقط على دعم الخارج؛ فهذا الرهان لم يعد مجديا بعد أن قدم الشعب التونسي درسا لجميع الشعوب العربية في توقه إلي الحرية وإنهاء الفساد والاستبداد.

وأضاف "إذا كانت مصر قادت الثورة في المنطقة ضد قوى الاستعمار ولعبت دورا في تحريرها من القوي الأجنبية فإن الشعب التونسي قاد ثورة تحرير البلدان العربية من الاستعمار الوطني، وأنهت سيطرة نخب فاسدة علي الأوضاع في العالم العربي".

وقال إن "هذا الأمر لن يقف عند حدود تونس، بل سيمتد تأثيره لبلدان الجوار عملا بنظرية "أحجار الدمينو"، خاصة وأن تونس تشبه في نظام حكمها عدد من دول الجوار، بل أن الأنظمة المجاورة قد تكون أكثر فساد واستبدادا من نظام بن علي"، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية في تونس تعد أفضل حالا مقارنة بدول عربية أخرى، منها مصر والجزائر، متوقعا أن يمتد ما حدث في تونس إلى ليبيا أيضا.

وأوضح أن دول الجوار التونسي لا تزال في مرحلة الدهشة من سقوط النظام التونسي بشكل سريع، وستخضع الأمر لدراسات متعمقة قبل أن تواجه نفس المصير، حيث ستقر عدة خطط لمواجهة هذا الكابوس قبل أن يهدد مضجعها، خاصة على المستوي الإعلامي من خلال الربط بين انتفاضة التونسيين والتحذير من حدوث عمليات فوضى قد تسفر عن مقتل الآلاف، لكنه قال إن مصير هذه الادعاءات سيكون الفشل، "فقطار الإصلاح انطلق من المحطة التونسية ولن يتوقف".

خلاف مزعوم
وحذر من خطورة تكرار السيناريو التونسي في دولة مثل مصر، في ظل الملفات المعقدة التي تعاني منها مثل أزمة مياه نهر النيل والفتنة الطائفية، وهي أزمات تهدد حياة شعب مصر وليس وضع النظام المصري فحسب.

وقلل من تداعيات سقوط النظام التونسي على تعليق "ملف التوريث" في مصر، مشيرا إلى أن هذا الملف يسير على قدم وساق دون أن يتأثر، لاسيما وأن ما وصفهم ب "زبانية النظام" سيعزفون خلال المرحلة القادمة على أوجه الخلاف المزعوم بين مصر وتونس.

وقال إن ذلك سيأتي على الرغم من أن الأوضاع المعيشية في تونس أفضل كثيرا من نظيره المصري، كما أن النظام التونسي استطاع تحقيق قفزات تنموية في مجالات التعليم والصحة والخدمات، فزين العابدين بن علي كان يحب تونس لكنه كان يحب نفسه أكثر، وهو ما أوقعه تحت تأثير قرينته وعائلتها الذين يتحملون المسئولية الأولى عن سقوط نظامه، كما يؤكد الأشعل.

وفور الإعلان مساء الجمعة عن سقوط النظام التونسى، ومغادرة الرئيس ابن على هو وأفراد أسرته إلى الخارج نظم العشرات من شباب حركة "كفاية" وحزبي "الغد"، و"العمل" مظاهرة أمام السفارة التونسية بالقاهرة.

وردد المتظاهرون هتافات تقول "آه يازين العابدين.. خلعوك.. طردوك.. ونهبت الملايين"، و"بن علي فين؟.. في الشارع"، "العصيان المدني العام.. هو الرد على الطغيان"، "لا توريث ولا تمديد.. كلنا سيدي أبو زيد"، "الدور عليكم يا مصريين". كما رفع المتظاهرون أعلام تونس ومصر مطالبين بسقوط النظام الحاكم، كما طالبوا الشعب المصري بثورة شعبية مماثلة كالتي حدثت في تونس .

وقال الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة "كفاية" إن "الدرس التونسي للمعارضة المصرية أن المعارضة لها تعريف وحيد وهو النزول للشارع.. مصر تحتاج محمد البوعزيزي وليس إلى محمد البرادعي"، داعيا كافة القوى السياسية للمشاركة في وقفة احتجاجية يوم الجمعة أمام نقابة الصحفيين لتحية انتصار الشعب التونسي.

مصر الأقرب لتكرار السيناريو
وفى شأن ذى صلة، أكد مفكرون ومثققون مصريون أن ما شهدته تونس من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي قابل بشكل كبير للتكرار في مصر، خاصة مع تشابه الظروف بكلا البلدين إن لم تكن الأوضاع في مصر، في ظل غياب الأفق لأية عمليات إصلاحات سياسية في البلاد، بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرضت لها مسيرة الإصلاح خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في ضوء ما شهدته من تجاوزات جعلت مجلس الشعب مطعونا في شرعيته.

وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المنسق العام ل"الجمعية الوطنية للتغيير"، إنه من الوارد تكرار ما حدث في تونس في كثير من الدول العربية، مرجعا ذلك إلى تشابه الأوضاع في تونس مع بلدان عربية أخرى، من بينها مصر والأردن اليمن، من حيث أنها لا تتمتع بموارد كبيرة، ولديها مشاكل كثيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

وأشار إلى أن تلك البلدان التي تحكمها نظم ديكتاتورية من المرجح أن تشهد احتجاجات مماثلة لما حصل في تونس، لافتا إلى أنه على الرغم من أن لكل بلد ظروفها الخاصة على حدة، إلا أنه قال إن لحظة الانفجار قادمة لا محالة لكن لا يستطيع أحد أن يتنبئ بموعدها أو بتاريخ حدوثها.

وأضاف إنه فيما يتعلق بمصر إذا لم يراجع النظام القائم موقفه من مشروع التوريث وإذا لم يراجع الرئيس مبارك موقفه من احتمال إعادة ترشحه لولاية سادسة "فأظن أن الانفجار ممكن أن يحدث في هذه المرحلة".

ووصف نافعة هذا العام بأنه يعد عاما مفصليا بالنسبة لمصر ودول عربية أخرى، في ظل التطورات التي يشهدها لبنان و أقطار عربية أخرى من بينها السودان، فضلا عن دخول الصراع العربي الإسرائيلي مرحلة جديدة، معتبرا أن تداخل كل هذه الأمور مع بعضها سيحدث تحولات كثيرة في أقطار عربية.

ورجح أن يتمثل رد فعل الأنظمة العربية تجاه تلك الأحداث في تشديد القبضة الأمنية، لأن التحولات المطلوبة على الصعيد الديمقراطي تحولات كبيرة، معتقدا أن النظم العربية ليست لديها الجرأة التي تمكنها من التحرك على هذا الصعيد، لأنها تخشى إن فتحت باب التحول الديمقراطي أن تضطر إلى القبول بتداول السلطة، وهو أمر مستبعد لأن هذه النظم "عنيدة ولن تقبل بهذا الأمر بأي حال من الأحوال".

من جانبه، اعتبر المفكر المسيحى جمال أسعدعبد الملاك، القيادى بحزب العمل وعضو مجلس الشعب، أن احتمالية تكرار سيناريو الانتفاضة التونسية في أي بلد عربي أمر محتمل في ظل وجود أنظمة ديكتاتورية وانسداد ديمقراطي وعدم السماح للشعوب بالمشاركة السياسية، علاوة على المشاكل الاقتصادية والبطالة.

وحذر من أنه إذ لم تتدارك الأنظمة كل هذه المشاكل، ولم تسارع إلى إجراء عملية بإصلاح حقيقي فإنها قد تجد نفسها في النهاية عاجزة عن مواجهة الانفجار الشعبي الذي يمكن أن يحدث نتيجة أي حادثة بسيطة جدا مثلما حدث بتونس.

وقال إنه "من بديهيات الذكاء السياسي أن يسارع أي نظام إلى تحليل ما حدث بتونس ليأخذ الدرس منه، وأن يبادر إلى إعلان وترتيب وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يشعر من خلالها المواطن أنه حصل على بعض حقوقه، حتى لا يكون هناك تراكم حقيقي للمشكلات قد تؤدي إلى تكرار ما حدث في تونس".

بدوره، أوضح المفكر الدكتور رفيق حبيب، أن مقدمات ما حدث بتونس والتي أدت إلى حدوث انتفاضة شعبية أشبه بالوضع في العديد من الدول العربية الأخري وعلى رأسها مصر، من حيث تردي الأحوال الاقتصادية، مشيرا إلى أن الوضع في تونس ليس أصعب من مصر بل أن أعداد الواقعين تحت خط الفقر في مصر يفوقون نظرائهم بتونس.

وقال إنه يمكن القول إن الظروف والأسباب متوفرة، وبالتالي فإنه من الممكن تكرار ما حدث بتونس في دول عربية أخرى خلال المستقبل المنظور، متوقعا ان تلجأ الأنظمة إلى تشديد إجراءاتها الأمنية، وهو ما قد يؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات بسبب عملية القبض العشوائي أو التعذيب، حيث سيكون لهذا الأمر أثره العكسي.

وأوضح أن ما حدث في تونس لا يمكن أن توقفه أي إجراءات أمنية، فعندما تخرج الجماهير بالشارع بعشرات الآلاف تواجهها قوات الأمن لأيام أو أسابيع لكن في النهاية تعجز عن مواجهتها لأكثر من ذلك.

وقال إن إذا أدركت الأنظمة أن الاستبداد المطلق وأن انتشار الفساد خطر وأن غلق نوافذ الحرية خطر وأن ترك الأمور تتردي خاصة في مستوي المعيشة خطر يمكن أن تبدأ في إجراء إصلاحات ولو شكليه ولو بطيئة، لكنه رأى أن هذا الاحتمال لا يزال ضعيفا، مثلما اعتبر أن احتمال تكرار في تونس هو احتمال ضعيف.

من جانبه، هنأ ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية الشعب التونسي بما وصفه ب "فجر الحرية بعد 23 عاما من الحكم الشمولي الاستبدادي"، مشيرا إلى أن الشعب المصري وشعوب عربية كثيرة تتطلع إلى تحقيق العدل والحرية بدون فوضى ولا انهيار للمؤسسات ولا تدخل للقوى الغربية التي لا تريد بشعوبنا الخير.

وناشد الحكومة المصرية وقف العمل بقانون الطوارئ وتحقيق سيادة القانون بتطبيق أحكام القضاء التي أبطلت عضوية أعضاء البرلمان الذين قفزوا على كرسي البرلمان بالتزوير وتحقيق العدل والقضاء على الفساد الذي انتشر في البلاد.

وطالب بالإفراج عن المحاميين المسجونين إيهاب محمد إبراهيم ساعي الدين، ومصطفى أحمد فتوح أو بتعجيل جلسة النقض لهما، معتبرا أنه من العجيب والغريب أن يتم تعجيل جلسة النقض لهشام طلعت مصطفى هو وزميله المتهمين بالقتل ولا تُعجل جلسة النقض لمحاميين متهمين في جنحة ضرب عليها تحفظ كبير.

دعوة لعقلاء النظام
وعلى صعيد متصل، رحبت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر بانتفاضة الشعب التونسى وأكدت إعجابها وتقديرها بثورته ضد الظلم والاستبداد، في أعقاب تخلي الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة وفراره إلى السعودية.

وهنأت الجماعة في بيان أصدرته أمس شعب تونس على انتصاره في الجولة الأولى في صراعه من أجل الحرية والكرامة، ودعت كل قوى الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف بجانبه وتأييده للحصول على حقه كاملا.

وأثنت بشدة على الشعب التونسى الذي أثبت أنه قادر على صنع التاريخ بصموده وإصراره على مطلبه الخاص بخروج الرئيس بن علي الذى هرب من البلاد ولم يحمه أعوانه بالداخل أو أصدقاؤه بالخارج.

وقال "الإخوان" في بيانهم "يبقى على كل النظم العربية والعالمية أجمع أن يستمعوا إلى صوت الشعوب التى تطالب بالحريات والديمقراطية التى تكفل الاستقرار والأمن والتنمية والعدالة للجميع، فى ظل المنهج الإسلامى الوسطى المعتدل".

وتوجه البيان إلى الحكام العرب والمسلمين داعيا أياهم إلى أن يستمعوا إلى صوت العقلاء من شعوبهم وألا يستجيبوا للمنافقين الذين يزينون لهم سوء أعمالهم، وألا يشاركوهم فى العدوان على الشعوب، وأن يتعاملوا بلغة الحوار بدلا من لغة العصا الأمنية الغليظة والتى لا تؤدى إلا إلى الفوضى.

وشدد "الإخوان" على ضرورة أن تستوعب كل القوى العالمية الرسالة الصادرة من تونس والتي تؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على تحقيق مطالبها في الحريات وإن طال مدى الاستبداد والظلم، وأن عليهم أن يتوقفوا عن التدخل في شئون المنطقة وألا يدعموا الطغاة والمستبدين من الحكام، وألا يفرضوا عليها نظما علمانية تتعارض مع إيمانها وقيمها الحضارية.

من جانبه، أعرب القيادي الإخواني حسين إبراهيم عن اعتقاده بان النموذج التونسي قابل للتكرار بالبلدان العربية وعلى رأسها مصر، لأن الشعب المصرى ليس أقل من أشقائه في تونس، خاصة وأن الوضع في مصر أسوأ مما في تونس من فساد للحزب الحاكم ونهب لثروات الشعب المصري وممارسات احتكارية للسلع الهامة والإستراتيجية.

وقال رئيس المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية, إن "الطغاة والمستبدين من أمثال بن علي ترتعد فرائصهم الآن وميتيتن فى جلدهم"، واعتبر أن "من يراهنون على القبضة الحديدية للأمن وقمعها للشعوب واهمون، وأن على الجميع أن يأخذ العبرة والعظة مما حدث في بلاد القيروان".
وقال القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي إن "الإخوان يحذرون دائما من أن الاستبداد والفساد يهدد بانفجار غضب الشعوب" موضحا أنه على الرغم من "القبضة الحديدية لجهاز الأمن فى تونس إلا أنه فشل في حماية عرش الطغاة والمستبدين".

وطالب بأخذ العبرة مما حصل في هذا البلد العربي الذي أطاح بحاكمه الذي يسيطر على البلاد بقبضة حديدية منذ 23 عاما، داعيا من أسماهم بالعقلاء في النظام الحاكم في مصر بالتصالح مع الشعب المصري لتجنب هذا المصير.

رسالة إلى الحكام العرب
أما عصام دربالة، أحد القادة التاريخيين ب "الجماعة الإسلامية"، فقد اعتبر أن ما حدث بتونس من تطورات أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي جاء نتيجة التأخير في إحداث عملية التغيير والتحول الديمقراطي داخل المجتمع التونسي، وقال إن الرئيس المخلوع دفع الثمن وحده دون باقي الحكام العرب.

وأضاف دربالة، إن ابن علي نجح في إحداث قطيعة بينه وبين المجتمع التونسي على مختلف اتحاهاته، وخاصة التيار الإسلامي، وأصحاب الهوية الإسلامية في قراراته التي نالت من الهوية الإسلامية واضطهاده الاسلاميين طيلة فترة حكمه التي استمرت لمدة 23 عاما.

وأوضح أن الأمر لم يقتصر على هذا، بل كانت هناك أيضا قطيعة بينه وأنصار الديمقراطية عندما اكتفى بالديمقراطيه الشكلية، وقاطع الشرائح الاجتماعية الأخرى علي مختلف اطيافها وتوجهاتها، خاصة التي لا تجد قوت بومها وكفايتها من الطعام أو الخدمات اللازمة بسبب العيش في ظل فساد مستشر داخل البلد.

وتابع دربالة: لذلك كانت النتيجة أنه لم يجد من يقف معه سواء من داخل الشعب التونسي أو من خارجه، بسبب إقصاء شرائح مهمة تمثل الشعب التونسي، سواء كانوا إسلاميين أو يساريين أو من دعاة الديمقراطيه أو غيرهم.

واشار إلى أن ما حدث في تونس يحمل رسالة مباشرة إلى الحكام العرب يجب عليهم فهمها وقراءة مضمونها بشكل جيد واستيعابه وتأمله حتى لا يقعوا في نفس ما وقع فيه نظام بن علي في تونس.

الدلتا التحدي الأكبر للنظام
هذا، وأثارت التطورات الأخيرة التي شهدتها تونس بعد تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن السلطة ومغادرته إلى السعودية تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ منتصف ديسمبر الماضي، تساؤلات حول مدى إمكانية امتداد الانتفاضة الشعبية إلى دول عربية أخرى تبدو ظروفها متشابهة مع تونس ومن بينها مصر.

وذكرت وكالة "رويترز"، بعد يوم واحد من تخلي بن علي عن الحكم، أن زعماء عرب يراقبون بتوتر المتظاهرين التونسيين الشبان وهم يجبرون رجل تونس القوي الذي تقدم في العمر على التنحي عن السلطة ويتساءلون عما إذا كان سيتعين عليهم أيضا تغيير أساليبهم الراسخة العتيقة من القمع السياسي.

يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الخارجية أن مصر تتابع التطورات في تونس باهتمام كبير، وقالت في بيان أصدرته السبت، إن مصر إذ "تؤكد على احترامها لخيارات الشعب فى تونس الشقيقة فإنها تثق فى حكمة الأخوة التونسيين على ضبط الوضع وتفادى سقوط تونس فى الفوضى".

وأضافت إن "مصر تعتبر أنه من المهم فى اللحظة الحالية أن يتكاتف التونسيون جميعا من أجل صون مكتسباتهم التى حققوها على مدار عقود بعد الاستقلال والحيلولة دون أي تطور سلبى يعرض تلك المكتسبات للخطر".

وجاءت الإطاحة بالرئيس بن علي الذي يحكم تونس منذ 23 عامًا، بعد أسابيع من الاحتجاجات الشعبية في البلاد، التي اندلعت إثر تنامي الفساد وتفشي البطالة، بعد أن أقدم شاب على الانتحار في ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة عربة خضار كان يتكسب منها، وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى العديد من المدن الأخرى.

وتسود توقعات لدى البعض بإمكانية أن تمتد شرارة الاحتجاجات إلى دول عربية أخرى، بعد أن رأوا أن تونس تمثل "جدانسك" العالم العربي، في إشارة إلى المدينة البولندية التي كانت إيذانا بالتغيير الذي اجتاح الدول الشيوعية في شرق أوروبا واحدة تلو الأخرى.

غير أنه – وبحسب التقرير- لم يتضح بعد ما إذا ما كان رحيل بن علي سيُترجم الى ثورة لصالح الديمقراطية، أم أنه مجرد تغيير للوجوه في السلطة الراسخة، بينما يتساءل البعض: إلى متى يستطيع الحكام العرب الذين يفتقرون إلى الشعبية سواء كانوا في نظم ملكية مطلقة أو كانوا ثوريين قد تقدم بهم العمر ويتشبثون بالسلطة الارتكان إلى الأساليب الصارمة العتيقة للبقاء في سدة الحكم.

وقالت إيمان وهي صاحبة مطعم في مصر رفضت الكشف عن اسمها بالكامل "هذا يمكن أن يجري في أي مكان"، ومضت تقول "الصور التي يمكن أن نراها في هذه الآونة على الفضائيات ومن خلال الإنترنت تعني أن الشعب الذي يجري إخضاعه عادة يمكن أن يرى الآن آخرين وقد حصلوا على ما يريدون".

يأتي هذا فيما يتعقد البعض أن رحيل الرئيس التونسي المخضرم زين العابدين بن علي عن السلطة، والجهود التي بذلت في الجزائر لتهدئة الغضب بسبب الزيادات في الأسعار خلال الفترة الأخيرة قد تسبب في إزالة حواجز الخوف التي كانت قائمة في أرجاء المنطقة منذ فترة طويلة.

واعتبر التقرير أن الحالة التونسية تذكرة لحكومات عربية لا تزال تعتمد على الإجراءات الأمنية المشددة والرقابة الصارمة على وسائل الإعلام ودعم الاحتياجات الأساسية لتهدئة الاستياء.

غير أن ستيفن كوك من المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية أبدى رأيًا مغايرًا لما يعتقده البعض حول إمكانية أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى الإطاحة بالأنظمة العتيدة الحاكمة بالمنطقة.

وكتب قائلا على مدونته الأسبوع الماضي "هناك خطورة... في الاتكال على مقولة أن (الدولة العربية ستشق طريقها في النهاية)"، ومضى قائلا "قد لا تكون هذه هي الأيام الأخيرة... (للرئيس حسني) مبارك أو أي زعيم آخر قوي في الشرق الأوسط، ولكن من الواضح أن هناك شيئا ما يحدث في المنطقة".

لكن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي لا تزال أضعف على ما يبدو من أن تستثمر السخط بينما تفقد الحكومات العربية سيطرتها على تدفق المعلومات.

وقال العربي صديقي المحاضر في سياسات الشرق الاوسط بجامعة "اكستر" في بريطانيا "خطأ من هذا.. المعارضة التي كانت تركز على التشهير بالنظم أكثر مما تركز على تنظيم صفوفها".

وقال التقرير، إنه ربما كان على من يتوقع ثورة على مستوى المنطقة أن يطيل النظر إلى مصر التي تستورد حوالي نصف الغذاء لإطعام سكانها البالغ عددهم 79 مليونا، والتي تعاني من تضخم تجاوز نسبة عشرة بالمائة، بحسب التقرير.

واعتبر أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدولة في مصر يأتي من إضرابات في الحزام الصناعي في منطقة الدلتا، في إشارة إلى إضرابات عمال المحلة وغيرهم، حيث يوجد جهاز أمني يتحرك بسرعة لقمع أي احتجاجات كبيرة في الشوارع وحيث جماعة "الإخوان المسلمين" جماعة المعارضة الرئيسية مبعدة عن العمل السياسي الرسمي.

وقال لالي خليلي خبير السياسة في الشرق الأوسط لجامعة لندن "هناك نوع من الفصل بين الصراع الاقتصادي والصراع السياسي في مصر"، ومضى يقول "الإضرابات مستمرة ولكنها لم تنتقل إلى المجال العام".

ومع هذا، وكما يذكر التقرير، فإن ذلك قد يتغير إذا أسهم السخط المتزايد على ارتفاع أسعار السلع الغذائية في تغذية التذمر الأكبر بسبب الركود السياسي والاقتصادي ونقص الفرص وتراجع الحريات خصوصا بالنسبة لجيوش الخريجين الشبان الذين يلتحقون بقوة العمل سنويا دون أن تتوافر فرص حقيقية للحصول على وظيفة مجدية.

ويقول محللون إن الإنترنت يستطيع تحويل المطالب الاجتماعية المتفاوتة إلى حملة سياسية متماسكة ويشيرون إلى النشاط من خلال شبكة الإنترنت في إيران التي ساعدت في دفع الملايين الى الخروج الى الشوارع في أعقاب الاعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة في عام 2009.

ثورة هائلة فى الشرق الأوسط
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها الأحد إن "ثورة الياسمين" كما يسميها التونسيون تعد إنذارا للقادة العرب، خاصة الرئيس مبارك، بسبب رفض أولئك القادة السماح بوجود حرية سياسية واقتصادية، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج خطيرة لا يستطيع أولئك القادة توقعها.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس التونسي حكم بلاده لمدة 23 عاما بنفس الطريقة التي يحكم بها جيرانه الحكام في الجزائر وليبيا، وكذلك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل مصر والأردن، حيث تحكم تلك قبضتها عن طريق حبس وابعاد المعارضين والتضييق على الاعلام وفرض الكثير من القيود والعقبات أمام عمل منظمات المجتمع المدني.

وأضافت الصحيفة إن ما حدث تونس يمثل أيضا درسا للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي خفض جهود الإصلاح في العالم العربي، وأخرس مطالبات الولايات المتحدة باحلال الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، مشيرة إلى أن حجة الإسلاميين التي يسوقها القادة العرب لتبرير ديكتاتوريتهم وإظهار بقائهم في الحكم على أنه يحفظ المصالح الأمريكية قد انكشف زيفها، بدليل أن القوة التي أخرجت بن علي من الحكم لم تكن الاسلاميين أو حتى أحزاب المعارضة، بل إنه الشعب الذي لن يسمح بتولي الحكم إلا من يرتضيه هو.

وانتقدت الصحيفة موقف الادارة الأمريكية من أحداث تونس، فقالت إن وزيرة الخارجية الأمريكية ظهرت في احدى الفضائيات العربية لتقول إن الولايات المتحدة ليس لها دور في الأزمة التونسية، إلا أنها بعد ذلك أبدت تأييدها لمؤشرات التغيير التي بدأت تلوح في تونس، لتطالب الأنظمة العربية بالاصلاح والقضاء على فساد دون أن تذكر كلمة "الديمقراطية".

وتابعت الصحيفة بالقول إن ما حدث في تونس يعد فرصة ومناسبة جيدة لبذل مزيد من الضغوط على نظام الرئيس مبارك الذي يستعد لتولي فترة رئاسة جديدة عبر انتخابات مزورة وتمديد وجود نظامه عبر نقل السلطة إلى نجله جمال الذي ينتظر بفارغ الصبر.

وأضافت الصحيفة بالقول إنه لم يفت الأوان كي تسمح مصر بمزيد من الحرية السياسية وتصحيح الوضع السياسي وامتصاص قنابل الغضب المكبوتة في صدور الشباب المصري، وإذا لم يحدث ذلك ستشهد منطقة الشرق الأوسط ثورة هائلة ستكون أكثر تدميرا من تلك التي شهدتها تونس.

فى انتظار الرحيل
وبعنوان" الطائرة في انتظار مبارك" قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية في تقرير لها اليوم أنه بعد الأنباء والتقارير عن رحيل زي العابدين بن علي الرئيس التونسي عن بلاده احتفل عدد كبير من النشطاء في الشارع العربي وقاموا بالتظاهر ضد انظمة الحكم في بلادهم وعلى رأسها النظام المصري .

وقالت الصحيفة الصهيونية أن الانتفاضة الناجحة للشعب التونسي خلقت أملا في قلوب المصريين في ان يحدث تغيير ببلادهم ضد أنطمة القمع، مضيفة في تقريرها أن آلاف الرسائل تم بعثها على موقع تويتر تهنئة للتونسيين بما فعلوه وكذلك فعل مستخدمي الانترنت مع موقع الفاسبووك والمدونات الإلكترونية كلم نئوا الشعب التونسي ووصل الأمر بهؤلاء المستخدمين إلى وضع علم تونس على صفحاتهم الإكترونية .

وأضاف التقرير الصهيوني أن العشرات من الناشطين المصريين المعارضين للرئيس مبارك، والذي يحكم البلاد من ثلاثة عقود، انطلقوا إلى مبنى السفارة التونسية بالقاهرة وهم يصيحون قائلين "يابن علي قل لمبارك الطائرة في انتظارك"، هذا في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس المصري ويبدي عدم ارتياحه لاجراء اصلاحات سياسية في بلاده .

وأشارت "يديعوت" إلى تصريحات أدلى بها الناشطين المصريين لوسائل الإعلام ونقلت عن الناشط المصري حسام بهجت قوله "المهم فيما يتعلق بتونس أنه منذ عدة ايام كان النظام الحاكم هناك يبدو وكأنه قويا لا يتزعزع لكن على الرغم من ذلك وفي نهاية الأمر انتصرت الديمقراطية دون أن تقوم اي دولة غربية بتحريك اصبع من اصابعها"، مضيفا ان ما حدث بتوس يزيد من ايمان ناشطي المعارضة في منطقة يسيطر فيها الحكام على البلاد طوالي سنوات عمرهم"، وأضاف حسام "ما حدث في تونس يعطي دفعة لا يمكن وصف ابعادها للتغيير في مصر" حسب قول.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى ان بن علي البالغ من العمر 74 عاما وصل للسحكم عبر انقلاب عنيف عام 1987 بعد اطاحت بالحبيب بوررقيبة الذي كان يطلقون عليه وقتها "رئيسا مدى الحياة"، مضيفة ان بورقيبة كان مؤسس تونس الحديثة التي اتخذت طابعا علمانيا مبتعدة عن طابعها الاسلامي وبعد استقلالها عن فرنسا عام 1956 لافتة إلى أن ابن علي برر اطاحت للرئيس السابق بسبب "كبر سنه" وعدم قدرته على اداء مهام منصبه .

وأضاف "يديعوت" أنه مع توليه للسلطة في تونس اطلق بن علي العديد من الوعود عن قيام حياة ديمقراطية وسياسية حقيقية لكن بعد فترة قصيرة بدأت حملات اعتقال المعارضة وتم وضع قيود على حرية التعبير، مضيفة ان موقع ويكليكس الإلكتروني نشر مؤخرا مجموعة من الوثائق الامريكية الدبلوماسية تصف تونس بأنها "دولة الشرطة"، وتؤكد عدم وجود اي صلة او علاقة بين بن علي وشعب الذي يحكمه.

لديهم بوعزيزي ولدينا سعيد وبلال
ومدعت حركة 6 أبريل الشعب المصري إلى تنظيم مظاهرة شعبية حاشدة أمام وزارة الداخلية يوم 25 يناير القادم لإجبار قيادات الوزارة عن التوقف على ممارسات التعذيب التي أدت إلى وفاة العشرات من الأبرياء طوال السنوات الماضية.

وقالت الحركة في بيان له تضمن تهنئة وتقدير للشعب التونسي بعد إطاحته بالرئيس السابق زين العابدين بن علي:

اذا كان بوعزيزى هو من حرك الشعب التونسي فنحن لدينا سيد بلال وخالد سعيد وعشرات ضحايا التعذيب بأقسام الشرطة وشهداء العبارة وشهداء المبيدات المسرطنة وشهداء الدويقة والقطارات وشهداء في طابور العيش وشهداء نتيجة الاهمال بالمستشفيات وآلاف الشهداء الذين اغتالهم نظام مبارك المستبد، فإذا لم تثوروا اليوم فلا ثورة غدا، واذا جلستم في منازلكم اليوم فلا منازل لكم غدا، وإن ارتضيتم الموت أحياء، فأنتم موتي الغد بلا كفن داعيين الشعب المصري والحركات السياسية بمختلف تياراتها إلي مظاهرة شعبية كبري يوم عيد الشرطة الموافق 25 يناير أمام وزارة الداخلية للإحتجاج علي الممارسات الخاطئة التي تصدر عن وزارة الداخلية من تعذيب وبلطجة مؤكدين علي عدم التخلى في هذا العيد عن مطالبهم وأن هذا العيد لن يصبح حقيقياً إلا بعد أن يتم إقاله وزير الداخلية ويتم التخلص من قانون الطوارئ الذي يطوق الشعب المصري.

ووجه البيان تحية إلى الشعب التونسي قائلا: إلي الشعب تونس الثائرالصامد، نعلنها من أرض الكنانه، نؤيد ثورتكم من أجل الحرية، نؤيد ولائكم لبلادكم، ونقدم كل التقدير والإحترام لشبابكم الذي خط بالدماء المجد في صحف التاريخ إلي الأبد، فلا تحزنوا علي شهداء الوطن، وهللوا للنصر، وارفعوا هاماتكم عالياً إلي جانب أسمائهم وصورهم، فأنتم وهُم صنعتم لأنفسكم وطنا.. ظل مستعبدا طيلة عقود مضت، وأعدتم الحق لأصحابه الحقيقيين، أعدتم الأرض المغتصبة، أسقطتم الطاغية، ففر بطائرته بلا سبيل، يجوب سماوات كانت ترحب به بأسمائكم، هي الآن تطرحه أرضاً بعد أن أصبح طريداً لا وطن له، ذليلاً يحمل عاره وحده فوق رأسه، وبقيتم تحتفون بوليدكم الجديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.