هل تختلف ممارسة العمل الاحتجاجى والنضالى أو حتى الثورى عن ممارسة العمل السياسى؟ هل قواعد العمل النضالى والاحتجاج على سلالم نقابة الصحفيين وتنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام دار القضاء العالى كانت الأنسب قبل الثورة بينما الوقت الحالى يستدعى المعرفة بقواعد العمل السياسى والمعارك الانتخابية وتقسيم الدوائر الانتخابية وكشوف الناخبين والتحالفات والتكتل التصويتى؟ شباب الثورة بين العمل النضالى والعمل السياسى فى الوقت الذى يستعد فيه الشعب المصرى لبرلمان الثورة، والتى فجرها شباب مصرى سواء مسيس او غير مسيس ، سيطرت حالة من الإحباط على عدد كبير من الشباب لعدم وجود تمثيل لائق لهم فى ترشيحات الانتخابات البرلمانية المقبلة الامر الذى وصفه البعض بأن شباب الثورة خارج حسابات برلمان الثورة . ومنذ الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات وحالة التخوف والغموض هى المسيطرة على الموقف ولا سيما حول ضبابية مستقبل التمثيل البرلمانى للشباب في برلمان الثورة ومن المستفيد الأول من قلة تواجدهم تحت قبة "سيد قراره "، وعلى الرغم من استعداد الشارع المصرى وتقبله لفكرة اختيار نواب من جيل الشباب ولا سيما بعد خفض سن الترشح 5 أعوام ليصبح 25 عاما ، ألا أن الشارع فوجئ بغياب تام للحركات والائتلافات الشبابية والتى قدر عددها بعد الثورة بما يناهز ال 150 كيانا شبابيا !! مشاركون ومقاطعون وفيما اعلن مبكراً كل من ائتلاف واتحاد شباب الثورة عن خوض الانتخابات البرلمانية بأكثر من 300 مرشح الا أن العدد تقلص جدا واصطدم الكيانان بالواقع ومفردات اللعبة السياسية التى تحتاج لدعمين مالى وشعبى فقرر اتحاد شباب الثورة مقاطعة الانتخابات فيما لم يزد مرشحو "الائتلاف" على 50 مرشحا . وفشلت المقترحات التى دعت الى تقديم مساندات ودعم مادى لمرشحى الكيانات الشبابية عن طريق فتح حساب بنكى تتلقى التبرعات من خلاله لدعم الحملات الاعلامية . حرب أفيال وتحايلت بعض الحركات الشبابية على أخفاقها فى عمل قوائم منفردة بهم ، بترك حرية الاختيار لأعضائها فى الترشح من خلال قوائم حزبية يختارونها أو كياناتهم السياسية الام التى ينتمون لها ، الأمر الذى حدث مع زياد العليمى عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة الذى يخوض الانتخابات من خلال قائمة الكتلة المصرية ، ومحمد القصاص في دائرة شرق القاهرة "مصر الجديدة والمطرية وعين شمس وعبد الرحمن فارس على مقعد العمال في الدائرة الأولى بالفيوم ، ومعاذ عبد الكريم الذين ينافسون من خلال تحالف "الثورة مستمرة" والذى يعد التحالف الانتخابى الوحيد الذى يحوى شباب. فيما يخوض كل من خالد تليمة على المقعد الفردى بدائرة أوسيم وطارق الخولى على مقعد الفئات بالدائرة الأولى بالقاهرة شبرا وعمرو عز ومحمد عواد وإسلام لطفي على المقعد الفردي بالدائرة الرابعة بمحافظة الجيزة "كرداسة وأكتوبر والهرم والواحات" وخالد السيد في دائرة جنوبالقاهرة "حلوان" وأسماء محفوظ فى دائرة المطرية كمستقلين، وجميعهم يواجهون معارك حامية الوطيس فى مواجهة نواب سابقون للحزب الوطنى. وارجع مرشحون شباب قلة عدد المرشحين من الشباب الى ضعف الامكانيات ولا سيما فى ظل القانون الجديد لتقسيم الدوائر الانتخابية وارتفاع السقف المالى للدعاية الانتخابية وقانون الاحزاب الجديد الذى قلل من امكانية إنشاء احزاب شبابية جديدة بعد رفع عدد التوكيلات الى خمسة آلاف توكيل ، الأمر الذى أدى الى العجز عن إنشاء احزاب ثورية حقيقية ، بالإضافة الى عدم تطبيق قوانين الغدر والعزل السياسى والتى ستزيد من سخونة المعركة الانتخابية وعجز الشباب عن مواجهة فلول الحزب الوطنى المنحل. 6 إبريل تراقب وأعلنت حركة شباب 6 إبريل "جبهة أحمد ماهر" عن مقاطعتها للترشح فى الانتخابات واكتفت بممارسة دور رقابى على سير العملية الانتخابية بالإضافة الى حملات التوعية السياسية وفضح مرشحى الحزب الوطنى المنحل والذين ساهموا بإفساد الحياة السياسية والنيابية فى مصر وعذلهم شعبياً عن طريق تدشين حملة "الدائرة البيضاء والدائرة السوداء"، فضلا عن قيامها بعمل خيام للتوعية الانتخابية فى جميع الدوائر ومن ضمن فاعليتها اجراء مناظرات بين المرشحين . وقرر " اتحاد شباب الثورة" مقاطعة الانتخابات على أن يساند شباب الاتحاد المرشحين الآخرين من الكيانات الشبابية ودعمهم بتنظيم المؤتمرات فى دوائرهم الانتخابية وحملات الدعاية على شبكة الانترنت وموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك". مشكلة الفلول بلا حلول وقال "خالد تليمة" عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة ومرشح على دائرة اوسيم بجنوبالجيزة إن قرار خوض الانتخابات البرلمانية ربما يكون صادما لبعض من اعتقدوا ان الأفضل هو المقاطعة ، وانما هى معركة نخوضها ربما نستطيع ان نستكمل الثورة فى الشارع والبرلمان معا. وأكد تليمة وجود مشكلة فى التمويل يعانى منها شباب الثورة عموما وليس المرشحون للانتخابات ، مشيراً الى اتجاه الشباب لاستخدام دعاية غير تقليدية يغلب عليها الطابع التكنولوجى ومخاطبة شباب الناخبين باعتباره الفئة العمرية الاقرب . وأعرب "تليمة" عن مخاوفه من عدم اكتمال العملية الانتخابية او اكتمال عناصر النزاهة والشفافية فى ظل وجود فلول الحزب الوطنى. واستشهد "تليمة" بضعف وزارة الداخلية في تأمين انتخابات نقابة المحامين، متسائلاً كيف تستطيع تأمين انتخابات من المقرر أن يشارك فيها ما يقرب من 50 مليون مواطن مصري باختلاف طوائفهم. واتفق معه فى الرأى " طارق الخولى" المتحدث الإعلامى لشباب 6 إبريل. مشددا على صعوبة المعركة خاصة أن فلول الحزب الوطنى يعتبرونها معركة مصيرية بالنسبة لهم وطوق النجاة الاخير للحصول على الحصانة البرلمانية التى ستكفل لهم الحماية مما قد يواجهونه من سوء المصير . وأعرب عن خوفه من احتدام المعركة واستخدام البلطجية المحترفين فى الانتخابانت وفى ظل الانفلات الامنى متوقع حدوث ذلك. ويرى محمد عواد عضو الائتلاف ومنسق حركة شباب من اجل العدالة والحرية " هنغير" أنه لا مناص من تفعيل قانون العزل السياسى لحماية مكتسبات الثورة وحث الشباب على المشاركة السياسية ، وتنبأ "عواد" أن مجلس الشعب القادم لن يرضي العديد من القوى السياسية، مرجحاَ أن يمثل الإسلاميون و فلول الحزب الوطني ثلثى البرلمان ، وباقى مقاعد المجلس سوف توزع على الأحزاب والقوى السياسة برمتها . وشدد " عواد" ان المجلس العسكرى لم يتفهم حتى الان مطالب القوى السياسية وخاصة الشبابية منها وأنه لم يطبق "العزل" على من أفسدوا الحياة السياسية فلا ضير أن يعودوا لذلك مرارا وتكرارا. "معركة صعبة ونحن أهل لها" ... هذا ما قاله "ياسر الهوارى" الناشط السياسى والمرشح على مقعد مقعد الفئات فردى فى دائرة حدائق القبة والزيتون. وأضاف الفرصة ضعيفة جدا مالم نتكاتف جميعا، وعلينا أن نشارك لنغلق الباب فى وجه الفلول ، خصوصا أن معظمنا يخوض المعركة بدون دعم حزبى. وحمل "حمادة الكاشف" عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة المجلس العسكرى عزوف الشباب عن المشاركة فى المعركة الانتخابية ، وقال كنا نتوقع ان تكون هناك بوادر ايجابية تدفع على المشاركة ولكن فى ظل القوانين المجحفة التى صدرت اصبحت معركة الانتخابات محسومة بين تيارين الاسلاميين والفلول ومن يجيدون استخدام سلاح الاموال والبلطجة. وحذر "محمود زكريا" عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة من انسياق الناخبين الى المرشحين المعتمدين على العصبية القبلية أو سلاح الاموال وشراء الاصوات .