ارتبطت هجرة شباب القرى المصرية على مدار السنوات الفائتة بما يشبه "التخصص"، حيث اشتهرت بعض القرى بهجرة شبابها إلى دول معينة ومن ثم ظهور آثار ذلك على القرية من حيث تسمية بعض الشوارع فيها بأسماء المعالم الأوروبية التى اشتهر شبابها بالهجرة إليها. وعلى سبيل المثال نجد أن قرية تلا بمحافظة المنوفية قد اشتهرت بهجرة أبنائها إلى " فرنسا"، ومن ثم تسمية بعض شوارع القرية الريفية باسم شوارع المدينة الأوروبية، ففى " تلا " تجد شارع اسمه " باريس"، كما ترتفع أسعار الأراضي ببعض القري مثل مدينة ميت بدر حلاوة التى اشتهرت بهجرة أبنائها إلى فرنسا وإيطاليا. الجديد فى الأمر، أن هجرة الشباب المصري من القري لم تقتصر على الدول الأوروبية فحسب، حيث يهاجر من يقرب من 50 من شباب قرية شباس عمير إلى جوهانسبرج عاصمة جنوب إفريقيا سنوياً . "بوابة الوفد" الإلكترونية التقت بعدد من شباب من قرية شباس عمير مركز قلين، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وهى القرية التي ولد بها الروائي الراحل خيري شلبي روائي المهمشين، وعن سبب اختيار شباب القرية الهجرة إلى جنوب أفريقيا أوضح أحمد محمد مدير موقع شباس على شبكة الإنترنت أن ذلك يرجع إلى وجود علاقات أسرية قوية داخل شباس تربط الأسر ببعضها، وبالتالي يتم استقدام الشباب بمجرد سفر أحدهم إلى هناك. وحول تكلفة الرحلة إلى جوهانسبرج المعروفة بمدينة الماس، قال محمود جمال الذى مر أحد أصدقائه بالتجربة، إن تكلفة الرحلة ما بين 20 إلى 25 ألف جنيه مصري، وتبدأ الرحلة من السودان وتنتهي عبر الدول الإفريقية إلى جوهانسبرج، مشيرا إلى أنها تتم فى الأحيان بطرق غير مشروعة أيضا. وهناك يقوم الشباب المهاجر بالعمل كباعة جائلين للسندوتشات، والملابس الداخلية، لمدة سنتين أو ثلاثة يعود بعدها الشاب ليستبدل مكانه هناك بشاب آخر من عائلته، بينما يبدأ هو مشروعه الخاص من خلال الأموال التى جمعها من السفر. وبحسب من قاموا بتجربة السفر إلى جوهانسبرج فإنه لا يهددهم سوى رجال المافيا، حيث من الممكن أن يضيع كل ما جمعه الشاب من "شقى الغربة " فى لحظات.