رأى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم السبت أن قرار ترشح رئيس الحكومة فلاديمير بوتين لمنصب الرئاسة ليس عودة إلى الماضي، وإنما أسلوب لحل المهمات المطروحة. ودافع ميدفيديف عن الخطط الخاصة بتبادل المناصب مع بوتين في أعقاب الانتخابات المقبلة. وبث التلفزيون الروسي اليوم السبت على الهواء مباشرة مقابلة ميدفيديف مع أنصار حزبه "روسيا الموحدة", رفض فيها اتهامات له بنقص الصرامة. وقال: إنه لسبب ما يعتقد الكثيرون أن على من يتولى منصب الرئيس أن يدحر ويدمر كل من قدموا له المساعدة في منصبه السياسي وفي الحياة. وأضاف أنه وبوتين صديقان منذ عشرين عاما, مؤكدا أنه بغير ذلك "لم يكن ليتسنى له دخول عالم السياسة". وذكر ميدفيديف أنه وبوتين يتمتعان بشعبية عالية ودرجة ثقة كبيرة لدى الشعب، لكن شعبية بوتين أعلى، وهذا هو السبب وراء قراره بالانسحاب من انتخابات الرئاسة المقبلة لصالحه. وأشار ميدفيديف إلى أنه من الضروري تشكيل حكومة كبيرة أو ما يطلق عليه حكومة موسعة لكي تعمل بالتعاون مع حزبه "روسيا الموحدة", ومع المجتمع المدني والخبراء وهيئات السلطة البلدية والإقليمية. حزب "روسيا الموحدة" الحاكم في روسيا يعلن مساء أمس - في رسالة إلى الشعب الروسي على موقعه الإلكتروني- ترشيح بوتين للانتخابات الرئاسية في مارس 2012 روسيا الموحدة وشدد ميدفيديف الذي يقود حزب روسيا الموحدة في الانتخابات المقبلة لمجلس النواب الروسي (الدوما), على أن أعضاء الحكومة المقبلة سيكونون وجوها جديدة تماما. وأعلن ميدفيديف اعتزامه إصلاح النظام السياسي بشكل جذري وتحسين المناخ الاستثماري في البلاد. وكان حزب روسيا الموحدة الحاكم أعلن مساء أمس في رسالة للشعب الروسي على موقعه الإلكتروني ترشيح بوتين للانتخابات الرئاسية في مارس 2012. وفي وقت سابق قال بوتين: إن اتفاقا عقد منذ فترة طويلة مع مدفيديف حول دوريهما المستقبليين في الحياة السياسية، معلنا أن ميدفيديف سيترأس قائمة الحزب الانتخابية البرلمانية المقبلة التي ستجرى في الرابع من ديسمبر المقبل، في حين ستجرى الانتخابات الرئاسية في مارس 2012. الجدير بالذكر أن الولاية الدستورية للرئيس - طبقا للتعديلات التي أقرها البرلمان (دوما)- ستصبح ابتداء من العام 2012 ست سنوات بدلا من أربع، أي أن بوتين وفي حال فوزه بالانتخابات المقبلة سيكون قادرا على أن يرشح نفسه من جديد عام 2018 وأن يبقى بالسلطة حتى 2024. وكان بوتين قد اختار عام 2008 ميدفيديف خليفة له، نظرا لأن الدستور لا يسمح له بثلاث ولايات متتالية، وأشارت في حينه العديد من المصادر الروسية المطلعة إلى أن وصول ميدفيديف للرئاسة لم يكن سوى تمهيد لعودة بوتين لقيادة الكرملين مجددا. يضاف إلى ذلك أن العديد من المصادر الرسمية الأجنبية بما فيها العواصم الكبرى -ومنها واشنطن- كانت ولا تزال تعتقد أن بوتين هو الحاكم الفعلي لروسيا.