تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم "الأربعاء" عددا من القضايا الداخلية والخارجية. ففي مقاله (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام"، تحدث الكاتب مكرم محمد أحمد عن الرئيس السورى بشار الاسد وقال كان الكثيرون يتصورون أن الرئيس بشار الأسد سوف يلتقط خيط الانتفاضة التي بدأت في تونس ومصر ليبدأ مشروعا للاصلاح السياسي يخطو بسوريا نحو ديمقراطية حقيقية تكسر احتكار حزب البعث الذي حكم البلاد لأكثر من 60 عاما استنادا الي الآمال الكبار التي أطلقها بشار في بداية حكمه. ويضيف الكاتب هكذا كان موقف الأمريكيين أيضا عندما أعلنت وزيرة الخارجية كلينتون أنها تعتقد أن بشار الأسد رئيس إصلاحي سوف يتمكن من استيعاب الأزمة لكن الرئيس السوري دخل في حالة إنكار كامل للثورة بدعوي أن سوريا حالة خاصة لأنها دولة ممانعة رغم أن العالم اجمع يعرف حرصه الشديد علي استمرار الهدوء الكامل في الجولان الذي لايزال محتلا. وتابع الكاتب قائلا لو أن بشار الأسد أكد للسوريين أنه عازم بصدق علي إلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تكرس احتكار حزب البعث للسلطة باعتباره الحزب القائد لتغير الموقف في سوريا حيث تتواصل المظاهرات الحاشدة لثمانية أشهر ليل نهار في جميع المدن السورية ويسقط كل يوم العشرات من القتلي بسبب فظاظة تدخل قوات الجيش والأمن ليرتفع عدد الضحايا الي 2700 شهيد، وتخرج المظاهرات في شوارع المدن السورية تطالب بالحماية الدولية للمدنيين وتناشد المجتمع المدني وقف المجازر التي تجري في سوريا. واختتم الكاتب مقاله قائلا بسبب إصرار النظام السوري علي سحق الانتفاضة وتدمير المنشقين عن الجيش تتسع دائرة الثورة ويزداد إصرار الشعب علي إسقاط النظام، وتتوحد كل فصائل المعارضة لتشمل كل ألوان الطيف السياسي في سوريا. وفي مقاله "وجهة نظر" بجريدة (المصري اليوم)، أعرب الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن اعتقاده أن مشروع قانون استقلال السلطة القضائية، الذي أعدته لجنة مشكلة بقرار من رئيس المجلس الأعلى للقضاء، والمطروح حاليا للنقاش العام، هو أحد أهم مشروعات القوانين التي طرحت على الرأي العام منذ ما يقرب من ستين عاما، وربما أهمها على الإطلاق. وقال الكاتب "ولأن استقلال القضاء قضية تهم المجتمع كله، باعتبارها حجر الأساس في أي بناء ديمقراطي، فهى أخطر من أن تترك للقضاة وحدهم . لذا من المهم جدا أن تدلي جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بدلوها حول المشروع المقترح". وأضاف "مخطئ من يعتقد بوجود تيارين بين قضاة مصر، أحدهما يدعم الاستقلال والآخر يرفضه، فكل قضاة مصر الشرفاء دافعوا ومازالوا على استعداد للدفاع حتى الموت، عن استقلال القضاء المصري .. كل ما في الأمر أن المؤسسة القضائية، شأنها في ذلك شأن جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك المؤسسة الجامعية التي أنتمي إليها، بها أقلية قبلت التعاون مع النظام السابق وسايرته في التغطية على جرائمه ، فكما قبل رؤساء الجامعات السابقون الانصياع إلى أجهزة الأمن، حين قامت بتزوير انتخابات الاتحادات الطلابية، قبل بعض القضاة التغطية على، أو المشاركة في، تزوير انتخابات 2005 و 2010". وتابع "ليس معنى هذا أن مشروع المجلس الأعلى للقضاء منزه عن النقد"، مبديا أمله أن يشارك كل وطني مخلص لهذا البلد في مناقشة المشروع بالغ الأهمية، إلى أن نصل جميعا إلى الصيغة الأفضل لمشروع قانون يسهم في بناء سلطة قضائية تليق بمصر الثورة. وفي مقاله بصحيفة "الشروق" قال الكاتب فهمي هويدي "يشعر المرء بالغيظ والحزن حين يقارن بين ما يقرأه عن وضوح الخرائط السياسية والاجتماعية في دولة مثل إسرائيل وغيرها بالضباب المعرفي الذي يحيط بنا .. خصوصا في ظل تباين الاجتهادات والرؤى في قراءة وضع مصر بعد ثورة 25 يناير بين متفائلين ومتشائمين ومحبطين .. الأمر الذي يجعلنا في حيرة، لأننا لا نكاد نعرف أي من تلك الاجتهادات يعبر عن المزاج العام إذ ليس بمقدورنا أن نعرف رأي الناس في الثورة أو المجلس العسكري أو حكومة الدكتور عصام شرف كما أننا لا نعرف شيئا في أوزان القوى السياسية التي تحفل بها الساحة .. إلى غير ذلك من التساؤلات المعلقة التي تظل بلا إجابة". وقال الكاتب "إذا كان الرأي العام ليس مهما في رسم السياسات وطالما أن أولي الأمر يتصرفون في الشأن العام بمعزل عن الرأي العام، فليس هناك ما يبرر الانشغال بقياساته ورصد توجهاته .. بالتالي فإننا لسنا بصدد أزمة في استطلاعات الرأي بقدر ما إنها أزمة ديمقراطية .. وهذه يجب أن تحل أولا بما يعيد للرأي العام اعتباره، لكي تصبح قياساته بعد ذلك أمرا مطلوبا". وفي مقاله "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخباراليوم "إذا كنا نعيش اليوم أحداثا جساما في ظل زلزال ثورة الخامس والعشرين من يناير التي غيرت الواقع السياسي والاجتماعي في مصر كلها بمبادرة الشباب والتفاف الشعب حولها وإيمانه بها وحماية قواتنا المسلحة الباسلة لها .. فإننا كنا في مثل هذه الأيام منذ ثمانية وثلاثين عاما نقف على أعتاب زلزال أكتوبر الذي هز المنطقة والعالم وأحدث متغيرات جسيمة وعديدة على المستوى الإقليمي أثرت سنوات طوالا ولاتزال تؤثر حتى الآن في الشرق الأوسط وما حوله". وقال الكاتب "اليوم وبعد مرور هذه السنوات نستشرف أفاق نصر أكتوبر بنوره الساطع عبر بوابات الزمن ليعيد إلينا وقائع تلك اللحظات الخالدة في تاريخ مصر، التي بددت فيها مرارة الألم ومشاعر الإحباط وغيامات اليأس التي فرضت نفسها على الشعب والأمة في أعقاب ظلمة النكسة عام 1967".