بين البرلمان وبين مبنى الإذاعة والتلفزيون "فركة كعب" كما يقول المثل المصري، ومع وصول الإخوان والسلفيين إلى مقاعد مجلس الشعب استبشر أنصار الفضيلة خيراً، بعد أن راهنوا على تراجع عصر الإنحطاط بخلع النظام الذى كان الراعي الرسمي للفساد الإعلامي، ولكن أتى "النايل سات" بما لا تشتهي الثورة. وظهرت في الأوانة الأخيرة قنوات فضائية جديدة لا تعرض على شاشاتها الا الرقص - بما يخالف شرع الله - يصاحبه الاغاني الشعبية الهابطة.. منها قنوات التت والفرح .. وهى قنوات تقوم باذاعة الرقصات الشعبية سواء التي صورت في الاستديوهات او المصورة في الافراح . ولا تتغير الشاشة عن الراقصات العاريات لا من خلال برامج أو مذيعين أو أي أنشطة أخرى غير الرقص، وكله على العرب سات القمر المصري الرسمي الذي سبق وقطع الارسال عن قنوات دينية وسياسية لأسباب سياسية بحتة لا تخالف شرع الله.!! دعوة للأخلاق: وقد دعا مختصون وتربويون وخبراء إجتماع اللواء أحمد أنيس وزير الإعلام إلى وقف بث فضائية تبث مواد تليفزيونية منافية للآداب ، و تتعارض مع أخلاقيات و قيم الشعب المصري المتدين . وبحسب الخبراء تقوم قناة تسمى "أنا وانت وبس " بنشر أرقام هواتف لفتيات مصحوبة بدعوة صريحة للمارسة الجنس من داخل وخارج مصر. وكان وزير الإعلام السابق أسامة هيكل قد رفض وقف بث خمس قنوات تقريبا تدعو الشباب إلى ممارسة الجنس عبر الهاتف على طريقة بعض القنوات الأوروبية . وتقدمت إنتصار غريب وهى مذيعة بالإذاعة المصرية ببلاغ للنائب العام ضد وزير الإعلام السابق أسامة هيكل تتهمه فيه بتسهيل الدعارة للشباب. ونفى أحد المسئولين أن تكون تلك القنوات الفضائية تتبع النايل سات مشيرا انها تتبع قمرا أخر يسمى اتلانتك بيرد له ترددات متداخلة مع النايل سات مؤكدا على أن ما يحدث من خلال تلك القنوات يتنافى مع الآداب العامة ولن تسمح شركة نايل سات بذلك أبدا. وهو ما رد الخبراء عليه وقتها وأشاروا إلى إن الشركة المصرية يمكن أن تتدخل لوقفها ومقاضاة الشركة الأخرى أو بث قنوات وباقات على نفس ترددات هذه القنوات ولكن إلى الآن لم يحدث سوي ازدياد في عدد القنوات وجرأة أكثر وما زالت تقتحم منازل متابعي نايل سات. إعلام "التت": وانطلقت حملة دشنها نشطاء على الفيس بوك لإغلاق قناة "التت" المصرية، وابدي النشطاء استغرابهم من غنطلاق قناة للرقص الشرقي الخليع بعد ثورة مصر ضد الفساد والانفلات الأخلاقي الذى كان ينشر ويقنن في نظام الرئيس المخلوع. وقال مؤسسوا الصفحة:" في الوقت الذي تلهث فيه ثورتنا المصرية وتصارع على البقاء..وراح ضحية ذلك المئات..واصيب واعتقل عشرات الآلاف..نجد أن الكسبان الأول من الثورة هم راقصات وكباريهات شارع الهرم". بينما خرج الدكتور هشام عطية استاذ الاعلام الالكتروتي لينتقد فكرة وضع وصاية على المجتمع وقيود على بث المحتويات الإعلامية عبر القمر الصناعي، مؤكدا أن البديل ان يكون هناك ثقة في نضج المشاهد وحسن اختياره للقنوات التي يتابعها لكن ليس معنى هذا تأييد هذه القنوات. وتساءل الدكتور: " افترضنا في المشاهدين والجمهور النضج في اختياراتهم السياسية فكيف نفترض فيهم القصور الذهني في اختيار القنوات المناسبة؟" وبغض النظر عن اختلاف وتضارب الآراء حول قنوات الرقص الشرقي والغناء الشعبي التي غزت البيوت المصرية، أصبح السؤال الآن هل ستستمر هذه القنوات مع ازدياد نفوذ التيارات الإسلامية بمصر وهل سيقتصر دور إدارة القمر المصري على تقديم الشكوى فقط؟ لم نضرب أحد : من جانبه أكد اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة النايل سات، أن قناة " التت" المتخصصة فى مجال الرقص الشرقى ليس لها تردد على القمر الصناعى النايل سات كما يردد البعض، موضحا أن هناك بعض الترددات يتم ضبطها وتظهر القناة وكأنها على النايل سات، لكن فى الحقيقة القمر ليس له أى علاقة بها. وأضاف أنيس أن الرقص الشرقى "فن" وإذا كان المحتوى المعروض بالقناة يتعارض مع أى شخص فعليه اللجوء إلى القضاء، مضيفا أنه لم يشاهد القناة ولكن إذا كانت لا تحتوى على مشاهد "خادشة" فلا مانع منها. وبجانب قنوات الرقص الشرقى، ظهرت أيضا مجموعة من القنوات الفضائية المتخصصة فى مجال الكليبات الشعبية، حيث تعرض أغانى أقرب من نوعية ما يتم سماعها داخل "التكاتك". وأوضحت نقابة الموسيقيين أن النقابة ليس لها سلطات على مراقبة القنوات الفضائية الشعبية ولا تستطيع منع عرض محتواها، إلا إذا خرجت تلك الكليبات عن الآداب العامة، وهى الحالة الوحيدة التى تستطيع نقابة الموسيقيين التصدى لمثل هذه القنوات، وذلك حسبما أكد طارق مرتضى المتحدث الإعلامى لنقابة الموسيقيين. وكانت شائعه انتشرت علي زوج الاعلامية مني الشاذلي بأن هو صاحب قناة من هذه القنوات، التي تقدم العديد من مشاهد الرقص العارية التي لا تتناسب مع دولة لها تاريخ عروبي وإسلامي في حجم مصر . وتبين ان سمير يوسف زوج مني الشاذلي ليس له علاقة بقنوات الرقص، وانه لا يعمل في مجال الاعلام منذ 20 عام ، وتبين بعد ذلك بأن القناة يملكها رجل أعمال يعمل لدي السياحة ويدعي بليغ حمدي ، الذى علق بالقول" لم نضرب أحدا لكى يشاهد القناة بل هو الذى يرغب فى ذلك ".!