\r\n \r\n \r\n ولحسن الحظ فإن نجاح أنصار المبارزات أو المعارك المدارية ليس قدرا محتوما وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر في ميونخ عن سياسة الأمن في منتصف فبراير الجاري : \"لقد اتفقنا مرارا على مبادرات تهدف إلى منع استخدام الأسلحة في الفضاء واليوم فإنني أود أن أقول لكم : إننا قد وضعنا مسودة اتفاقية لمنع نشر الأسلحة في الفضاء وفي وقت قريب ستأخذ طريقها لتكون مقترحا رسميا فدعونا نعمل سويا في ذلك . \r\n بالطبع هناك أمل ضئيل بأن المبادرة الروسية سوف يكون لها تأثير جاد على منظومة الدفاع الصاروخية ومع ذلك فإنه يتعين وضع مانع في الطريق أمام وضع الأسلحة في الفضاء. \r\n في مناقشة خطر المحاولات المضادة للصواريخ في شكلها الحالي دعونا نبدأ بالمشكلة العسكرية المحضة وهي هل تشكل المنظومة الأميركية تهديدا لروسيا ؟ والإجابة التي لا لبس فيها هي أنها لا تشكل تهديدا . \r\n في الوقت الحالي لدى الولاياتالمتحدة منطقتا انتشار للمعترضات الحركية خارج المجال الجوي وهي 14 وحدة مضادة للصواريخ في ألاسكا ووحدتان في كاليفورنيا وفي وقت قريب سوف يتم نشر 10 وحدات إضافية في بولندا, مع دعم بنية أساسية في شكل رادار منصوب على الأرض في جمهورية التشيك. \r\n يقول فلاديمير دفوركين الخبير العسكري الروسي البارز والرئيس السابق لمعهد أبحاث الفضاء التابع لوزارة الدفاع الروسية : \"إن إقامة منطقة نشر دفاع صاروخية في جمهورية التشيك وبولندا وبلدان أخرى في شرق أوروبا ونشر العشرات من الوحدات المضادة للصواريخ في كل من ذلك لا يشكل أي تهديد لمقومات الاحتواء الاستراتيجي لروسيا وسوف يستغرق الأمر مئات من مناطق الانتشار وآلاف من الوحدات المضادة للصواريخ حتى يتم الإضرار بهذه المقومات فضلا عن ذلك فإنه على الرغم من المواصفات المؤثرة للمعترض الأميركي المنصوب على الأرض إلا أنه لا يستطيع أن يضمن تدمير الرؤوس الحربية في منتصف مسار الإطلاق من مواقع الانتشار الروسية والتي لاتتوافق تماما مع المعترضات الأميركية في نفس الوقت فإنه بغية تدميرها عند أفضل درجة موائمة وهي بداية المسار فإنه يتعين أن يتم نصب المعترض في إطار 500 كم من الهدف وهو الأمر المستحيل أيضا من الناحية الجغرافية . \r\n مع ذلك فإن المرحلتين الأولتين من المعترض تعتبران النواة للمراحل الثانية والثالثة من الصواريخ الباليستية عابرة القارات للرد العسكري السريع ومن ثم فإن الأمر لا يستحوذ على كثير من الخيال في نشر هذه النوعية من الصواريخ التي لها نفس الطول والحد الأقصى من القطر مثل هذه الصواريخ الباليستية عابرة القارات للرد السريع بدلا من الصواريخ المضادة التقليدية المعلن عنها. \r\n مع ذلك فإن هناك خطرا كبيرا حيث لا يفتأ الزعماء الروس يذكرون أنهم سيقدمون ردا أرخص بشكل غير متماثل لكنه بالغ الفعالية على منظومة الدفاع الأميركية المضادة للصواريخ وهذا الرد واضح تماما ففي منتصف 2006 قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسي يوري بالويفسكي : \"لقد توصلنا على وجه التحديد إلى وسائل مناسبة وغير متماثلة تسمح لنا بالقول : إن الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الموجودة والمستقبلية سوف يتم اختراقها بشكل ناجح من قبل صواريخنا الباليستية العابرة للقارات ورؤوسها الحربية.\" \r\n ويدشن ذلك برنامج لا نهائي في تطوير الأسلحة النووية الهجومية وسوف يكون الرد هو ظهور صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية مستقبلية وسوف يتم نشرها في هذه المرة بشكل كبير في الفضاء وسوف تكون النتيجة ساحة حرب جديدة بجبهتها الأمامية وتحصيناتها الخاصة ومع التسليم بأن ذلك سيكون فوق 180 دولة منخرطة في أنشطة فضاء وأن 40 منها على الأقل تستخدم معلومات من المدار الفضائي لأغراض دفاعية فإنه يكون من الصعب إيجاد بديلا لمقترح بوتين في ميونخ والجدال مع فلاديمير دفوركين الذي قال\"يجب أن ينظر إلى الحظر المقترح على نشر الأسلحة في الفضاء على أنه دعوة لتطوير وتبني قانون لتصرف الدول في الفضاء حيث إنه يمكن أن يمنع كل الأعمال التي تهدف إلى تدمير منظومات الفضاء بما في ذلك نشر الأسلحة.\" \r\n \r\n أندريه كيسلياكوف \r\n معلق سياسي في وكالة الأنباء الروسية \r\n خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن). \r\n