\r\n فلقد ادى تمرد الماويين في نيبال الى سقوط عشرة الاف ضحية او يزيد قليلا. حرب اهلية تشتعل في طول البلاد وعرضها. \r\n \r\n وكانت قد اندلعت في العام 1996 ما بين الفدائيين المنادين بوضع دستور جديد, وانهاء حكم النظام الملكي, وحكومة اكثر ضعفا باستمرار, يتزعمها الملك غيانيندرا. وبعد هدنة قصيرة تم التوصل اليها في الشهر الماضي, بمناسبة احتفالات داسيان الهندوسي, كانت قد استؤنفت الصدامات العنيفة بين الجيش والمتمردين, وذلك من خلال عمليات اطلاق النار التي ادت الى سقوط المزيد من الضحايا في مقاطعة سيهارا. علاوة على اندلاع الاشتباكات المسلحة في العديد من مناطق المملكة الهملاوية المعذبة. \r\n \r\n الاضراب المسلح: انها المملكة النيبالية, التي باتت مختلفة تماما عن كونها في غابر الايام, مكانا لاقامة الالهة. وهو الوصف الذي كان يطلق عليها بسبب قراها الجبلية المهيبة. ووجود آلاف المعابد العائدة لها, المكرسة لبوذا, وللآلهة الهندوسية. ولقد اتسعت اعمال العنف في الفترة الاخيرة. بحيث وصلت في الصيف الماضي الى العاصمة كذلك والتي كانت قد بقيت محصنة حتى ذلك الحين. \r\n \r\n وفي شهر آب الماضي, وبعد ان دعا المتمردون الى البدء باضراب مسلح, كانوا قد اقدموا على محاصرة المدينة وجرى اغلاق كافة طرق العبور اليها. واغلقت العديد من الشركات والمصانع ابوابها مرحليا. ولحق الدمار ببعض الفنادق الفاخرة التي يتردد عليها المتسلقون الغربيون وهم مسافرون باتجاه قمة ايفريست. وذلك نتيجة استهدافها بعمليات تفجيرية بواسطة الديناميت. ومرة اخرى, في شهر ايلول, وبعد مقتل الاثني عشر مواطنا نيباليا, الذين تم اختطافهم في العراق, كانت كاتماندو قد شهدت اعمال شغب عنيفة, وعمليات نهب وسلب, واقدمت جمهرة من المشاغبين على مهاجمة المسجد الرئيسي للمدينة واشعال النار فيه. ووقفت قوات الامن عاجزة عن التصدي لمثل هذه الاعمال. \r\n \r\n انتخابات جديدة: يقال بان رئيس الوزراء شير باهادور ديوبا الذي سبق وان شغل هذا المنصب في عام 2002 ثم اجبر على الاستقالة من قبل الملك, الذي عاد فعينه من جديد قبل خمسة اشهر, هو بصدد تهيئة الاجواء للبدء بمفاوضات سلام, واعدا باجراء انتخابات جديدة في مدة اقصاها شهر نيسان القادم. ولكن, يطالب المتمردون بما هو اكثر من ذلك, فاعلنوا بانهم لن يتوقفوا عن القتال طالما بقي النظام الملكي الحالي. \r\n \r\n وقد اصبح اي انتصار يحققه الماويون بمثابة فرضية محتملة. وهو ما صرح به احد الدبلوماسيين الغربيين العاملين في كاتماندو لصحيفة النيويورك تايمز. فالمتمردون يسيطرون في واقع الامر على ثلثي مساحة البلاد. والاقتصاد منهار وجاث على ركبتيه, والقطاع السياحي, الذي يمثل المصدر الرئيسي للثراء والنافذة الوطنية الوحيدة الفاعلة, كان قد مني بضربة قاسية نتيجة لتردي الاوضاع وتصاعد الصراع ومدارس, ومكاتب, جسور, ومطارات, قد تم تدميرها من قبل الماويين. كما اضطر ما يقارب 200 الف شخص الى ترك منازلهم. \r\n \r\n زيادة الميزانية العسكرية: فالجيش النيبالي, المشكل من 78 الف جندي,. جند ثلثيهم في الفترة الاخيرة, يبدو عاجزا عن اخماد التمرد. ومع ذلك, فقد حظي الجيش في السنوات الاربع الاخيرة بزيادة في الميزانية وصلت نسبتها الى 150%. وما زال العديد من الضباط يطالبون بالمزيد من الوسائط والرجال, ويعقب على ذلك كوندا ديكسيت, مدير اسبوعية »ذي نيبال تايمز« في حديثه للمراسل الصحفي الايطالي بينيامينو نتالي, فيقول: »هم من الجنود الشباب. جيش لم يسبق ان خاض غمار الحروب«. \r\n \r\n وتبدوا ثورة الماويين, وكانها تتغذى على ما يلي بالذات: عدم الاعداد العسكري الجيد, الذي تعاني منه القوات المسلحة. \r\n \r\n والضعف الذي يحيق بحكومة غير مستقرة, وفاقدة للشعبية. ثم هناك عامل الخوف الذي يعتري السكان. وقد اضحت البلاد مقسومة الى شطرين: موزعة ما بين من يدعم المتمردين وكفاحهم بشكل علني, ومن يقرع الحكومة نتيجة تصاعد اعمال العنف.وانتشار عدم الامن والاستقرار والاطمئنان.0 \r\n \r\n \r\n عن »اسبوعية بانوراما الايطالية« \r\n \r\n