أكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، عماد شاهين، أن "الحراك الثوري" في الشارع المصري حقق نجاحاً بارزاً فيما بعد انقلاب 3 يوليو 2013، مشيرا إلى أن عنصر الوقت في صالح معارضي الانقلاب. وتوقع شاهين أن يستمر عبد الفتاح السيسي في تصعيد عمليات القمع، وأن تستمر هذه المرحلة على أقصى تقدير لخمسة أشهر بعد انتخابات 26 و27 من الشهر الجاري، بعدها لن يكون أمام السيسي خيار إلا فتح باب الحل السياسي والمصالحة الوطنية طمعا في استقرار البلاد، مضيفا أن الخروج من الأزمة بشكل سياسي لن يكون إلا من خلال خروج السيسي من المشهد، وانسحاب الجيش تماما من العملية السياسية المباشرة. وأضاف أن السياسة التي يتبعها النظام الحالي ستقوده حتماً للفشل في إدارة المشهد، لأنها سياسة قمعية، تجاوزت الخلاف السياسي مع جماعة الإخوان المسلمين، ومن أهم عوامل فشلها أنها لحسن الحظ تقوم بتوحيد كافة المعارضين. وقال شاهين، الذي فوجئ منذ نحو شهرين بإدراج السلطات المصرية اسمه ضمن المتهمين مع الرئيس مرسي في قضية "التخابر مع حركة حماس"، إن استمرار التظاهرات لمدة تجاوزت 10 أشهر منذ الثالث من يوليو أمر في غاية الأهمية، رغم الضحايا الذين يسقطون يومياً على يد أجهزة الأمن، لكن لا يمكن للثورات الحقيقية أن تحقق أهدافها من دون تضحيات عظيمة، والجدوى الكبرى لتلك التظاهرات أنها لا تمكن الانقلاب من الاستقرار في الحكم. وفي حواره الذي أجراه من الولاياتالمتحدة مع "العربي الجديد"، قال شاهين إن الرموز الليبرالية التي كانت تدعم السيسي، سحبت دعمها وانسحبت من الحياة السياسية مثل الدكتور البرادعي، وزياد بهاء الدين، فضلاً عن إطاحة السيسي وأحمد البرعي، وحسام عيسى، وكمال أبو عيطة، وبات واضحاً أن بقايا الفلول من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، هم من تبقوا حول السيسي. وعن تقييمه لدور التحالف الوطني في إدارة المشهد، أثنى شاهين على إدارة الحراك الثوري على الأرض، لكنه أبدى تحفظه على الإدارة السياسية للتحالف، وقال "إن هناك قصور شديد للغاية يبدو واضحاً، فهناك حاجة واضحة لوجود استراتيجية جديدة لتوسيع التحالف، وتكوين جبهة ثورية تضم الرافضين كافة للوضع الحالي في مصر، وهذا لن يتم إلا من خلال الوقوف على هدف مشترك بين مكونات هذا الاتجاه كافة، وهو ما يتطلب أيضاً تغييراً في بعض المطالب التي يرفعها التحالف، وكذلك تغييراً في الخطاب المستخدم، مع إعطاء تطمينات للقوى الثورية كافة، بالسعي لتأسيس حياة ديموقراطية لا يسعى فيها طرف للمغالبة على باقي الاطراف". وأضاف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن عنصر الوقت بكل تأكيد في صالح الرافضين للانقلاب وأنصار استعادة المسار الديموقراطي المتمثل في القائمين بالحراك الثوري، خصوصاً وأن النظام الحالي يواجه أزمة اقتصادية حقيقية. وفيما يتعلق بالموقف الغربي مما يجري في مصر أكد أن الموقفين الأمريكي والأوروبي، أنهما لم يعترضا على الانقلاب العسكري، وذلك لأنهما لم يكونا راضين عن حكم محمد مرسي، لأنه كان سيغير قواعد اللعبة في المنطقة. وأضاف أن الغرب في النهاية يؤيد نظاماً يحقق لهم الاستقرار على الأرض بما يضمن مصالحهم مشيرا إلى أنه تحاور مع دبلوماسيين ومسؤولين غربيين، فأخبروه أن هناك ضغوطاً مارستها المجموعات الاقتصادية الكبرى في أوروبا على القيادة السياسية، لمنح السيسي فرصة بدعوى ضرورة إعادة الاستقرار ليتمكنوا من استكمال نشاطهم الاقتصادي في مصر. وختم شاهين حواره بالقول: أما في ما يتعلق بالولاياتالمتحدة، فالمؤسسة العسكرية هناك تدخلت، بحسب عسكريين أمريكيين، لصالح نظرائهم في مصر، فالكثير منهم خلال لقاءات معهم قالوا حرفياً: نحن من قمنا بتربية السيسي وصدقي صبحي، وهو ما يوضح أن المؤسسة العسكرية المصرية هي الأقرب لنظيرتها الأمريكية.