form id="MasterForm" onsubmit="var btn=window.document.getElementById("psbtn");if(this.s && btn){btn.click(); return false;}" enctype="multipart/form-data" method="post" action="/mail/InboxLight.aspx?n=1738851300" div id="mpf0_readMsgBodyContainer" class="ReadMsgBody" onclick="return Control.invoke("MessagePartBody","_onBodyClick",event,event);" عندما تغيب الضمائر وتمتلىء النفوس برفض الآخر وجعله مجرماً،فأنت على أبواب وطن إقصائى لا مكان فيه لأيدولوجيات مخالفة تؤمن بما تراه مناسباً لنمط حياة الشعوب..فعندما رفع الجيش أسلحته فى وجه فصيل من الشعب المصري ويحصد 51 روحاً اثناء صلاة الفجر، فأنت أمام وطن ماتت فيه الضمائر والإقصاء ليس بالتجاهل فقط بل بالقتل..فالحادث المفجع الذى يعد الأبشع على مر تاريخ مصر على الأقل في القرنين الماضيين بعد مذبحة محمد على للماليك في القلعة،جاء ليكشف الوجوه والنفوس المريضة، بأن الآخر لمكان له على أرض مصر ولاقيمة لرأيه ووجوده،وكشفت الحادثة عن كثير من الشامتون لايعيرون للروح التى خلقها الله أى قيمة أو قدسية والتى قال فيها الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) الآية "85"سورة الإسراء. ووضح بشدة أن المعايير التى ينظر بها العسكريون المصريون لهذا الشعب معايير ذات عدة أوجه وتأخذنا لمنحنى خطير، بتقسيم فئات الشعب لطبقات يتعاطون مع من يحبونهم بالورود والمياه والعصائر والاحتفالات البهلوانية بطائرتهم،فيما تعاملوا مع فئة أخري بقتلهم حصدا بالرصاص مع سبق الاصرار والترصد دون شفقة،ينعكس هذا بشدة على قطاع كبير من المصريين،ولم يقدر أى أحد منهم حجم الجرم الذى وقع على هؤلاء الذين ذهبوا ضحية تهور فئة رفعت في وجههم السلاح،وجاءت ردود الأفعال فضيحة ومحزنة أكثر من الحادث نفسه من الذين صدعونا قبلها بالساعات بالحرية وحق الآخر واستبدادية الرئيس مرسي،ورأوا الأمر وكأنه إنتصار على الأعداء وراحوا يحتفلون بالنصر فى كل مكان كل بحسب الوسيلة المتاحة إليه،وقد لاحظ الجميع غزوة مواقع التواصل الاجتماعي وتوتير وحجم الشماتة التى تعكس حالة مرضية لابد من الشفاء منها، بشكل غير مسبوق ومذهل يدعوك للتفسير والبحث للوصول لماذا وصل هؤلاء إلى هذا الحقد والكره الذى يتفوق على كرههم لإسرائيل بحسب قول كثيرين واعترافهم جهارا نهارا حتى بات الأمر مفخرة ،في من له السبق فى كره التيار الإسلامى والاخوان تحديدا بل ويطالبون باستبعاد كل الاحزاب ذات الغطاء الإسلامي والمفجع أكثر أن هناك أصحاب أقلام يناصبون التيار كله نفس الكره والاقصاء القاتل الذي لا يبشر ببناء وطن متماسك ونسيجه خليط بين طبقاته المختلفة ليعكس لنا حالة إستقرار طال إنتظارها. وما يزيد الأمر دهشة أن المتحدثين باسم الداخلية والجيش على التوالي،وضح بشدة أنهما يسوقان للقضية بما يشبه الطالب الفاشل الذي تحول لشاعر ليشترى كفاءته وشهرته في فيلم " مرجان أحمد مرجان" الذى جسد دوره عادل إمام وديوانه (الحلزونة ياما الحلزونة)،وجلس الصحفيون أمامها فى ذهول تام لايعرفون من أين تبدأ الحلزونة وهل تنتهى بالبلكونة أم ممتدة لدار الحرس الجمهوري التى وقع أمامها الجرم بقتل الأبرياء.؟!،ولم نسمع سؤالاً من أحدهم اللهم إلا إصرارهم الغريب على طرد طاقم قناة الجزيرة، لنجد أنفسنا أمام حالة توهان يصعب معها الاستدارة ومعرفة الحقيقة ولماذا لم يقدم أى متحدث منهما دليل قاطع بأن هؤلاء العزل اقتحموا منشأة عسكرية رغم وجود كاميرات المراقبة الموجودة على سور دار الحرس الجمهوري.؟ واكتفوا فقط بقصيدة الحلزونة..ولم يتوقف الأمر عند ذلك فالطريق انفتح مباشرة للقفز على ثوابت لايمكن لأحد أن يسكت عنها من الذين يتصدرون المشهد الآن،بسرعة إصدار عدة قرارات شابها الارتباك بتعيين 3 رؤوساء للوزارة بشكل متتابع أنتهت عند الببلاوي صاحب ال 77 عاماً،واللف فى ذات الفلك الذى دائماً ماكانا نشاهده أثناء فترة المجلس العسكري،وتكشفت بعض الأمور الخلافية بين الذين شاركوا في المسرحية الإنقلابية،وبرز نجم حزب النور بشدة متحقظاًً على الأسماء التى كان الجيش يريدها في صدارة المشهد كمسؤولين للمرحلة القادمة،ووسط هذا الارتباك أصدر الرئيس المغتصب إعلاناً دستورياً يكرس للهيمنة والديكتاتورية وغموض تام في أكثر من موقع بحسب وصفهم (أيام مرسي)، لتسارع تمرد وتبدى اعتراضها هى الأخرى بعدما أضفى عليها الرئيس المغتصب نوعاً من الشرعية والأهمية وقابل أعضائها فى القصر الجمهوري،وكأن تمرد أصبحت القبلة التى سنصلى أليها من (رايح وجاى)،وهو ما يجب أن يتخلص منه الجميع فوراً وإلا أصبح مصيرنا معلقاً مع كل قرار بضرورة تمريره على تمرد، التى أصدرت بياناً تعترض فيه على الإعلان الدستوري والسبب(أنهم تفاجأوا) به،وهو نوع من العبث الذى يجب أن يتخلص منه المغتصبون إذا أرادوا أن يديروا دولة بحجم مصر،وهم الذين سبق وملأوا الدنيا صخباً وضجيجاً باتهام مرسي بأنه عاجز عن إدارة الدولة،ويبدو أن القادم سيكون أصعب وأمر بتاشبك الأمور بين أكثر من جهة شاركت في المسرحية الهزلية،وحتماً سيخلق خلافاً لانريد له أن يكون.