استشهد سبعة فلسطينيين برصاص الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة وواحد في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وفي المقابل أصيب أربعة جنود صهاينة في توغل جنوب القطاع. فقد قتلت قوات الاحتلال الصهيوني، صباح اليوم الثلاثاء (11/12)، أربعة من مجاهدي "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعدما استهدفت ثلاثة منهم بصاروخ واحد على الأقل في منطقة الفخاري شرق خان يونس (جنوب قطاع غزة).. يحدث هذا وسط صمت عربي ودولي وإسلامي. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن الشهداء هم: خليل الأسود، ومحمود أبو حمرة, فيما لم يعرف هوية الباقيين حتى اللحظة، جراء وصولهم إلى مستشفى الأوروبي جنوب القطاع أشلاء ممزقة.
فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي بقذائف دبابة في توغل إسرائيلي جنوب قطاع غزة، كما استشهد فلسطينيان آخران بقصف جوي إسرائيلي مرافق للتوغل البري.
وتوغلت نحو ثلاثين آلية عسكرية إسرائيلية بغطاء من مروحيات هجومية صباح اليوم في جنوب القطاع، وأغلقت شارع صلاح الدين الشريان الرئيسي لحركة المواطنين بين جنوب القطاع وشماله.
وتبنت حركة الجهاد المسؤولية عن إصابة جنديين إسرائيليين بجروح أثناء الاشتباكات، وذلك عندما أطلق مقاومون فلسطينيون ينتمون إليها قذيفة آر بي جي على دبابتهما شرق رفح في جنوب قطاع غزة.
جاء ذلك بعد استشهاد ناشط وجرح آخرين من الحركة بقصف صاروخي صهيوني قرب بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة.
وفي نابلس، قال شهود عيان وجيش الاحتلال الإسرائيلي إن ناشطا فلسطينيا استشهد نتيجة جروح أصيب بها أمس عندما انفجرت قنبلة كان يعتزم استخدامها ضد قوات الاحتلال التي توغلت في المدينة لاعتقال مقاومين.
وأكدت المصادر أنه وصل إلى المستشفى في القصف ذاته عدد من الإصابات المختلفة كان من بينها مصور وكالة "اسوشيتد برس" يعقوب أبو غلوة الذي أصيب بجراح خطيرة، والمصور الصحفي رامي أبو شمالة أصيب بجراح متوسطة.
وسبق ذلك استشهاد مجاهد من سرايا القدس، فجر اليوم الثلاثاء (11/12) وأصيب اثنين آخرين في قصف مدفعي استهدفهم خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الصهيوني، التي توغلت محيط الكلية الزراعية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية ومحلية متطابقة استشهاد المجاهد حسام زكي صالح نشوان (26 عاماً) وإصابة مجاهدين آخرين، في قصف صهيوني بصاروخ "أرض أرض"، استهدفهم خلال مشاركتهم في التصدي لقوات الاحتلال التي توغلت في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وقالت المصادر المحلية إن عدة دبابات وجرافات صهيونية توغلت في محيط كلية الزراعية ببلدة بيت حانون، وسط إطلاق نار متقطع، واشتباكات مع المقاومة الفلسطينية.
وأكد شهود عيان أن الدبابات الصهيونية أطلقت عدة قذائف مدفعية باتجاه منطقتي رفح وخان يونس بدون أن تسجل إصابات في صفوف الفلسطينيين, موضحين أن "اشتباكات مسلحة" وقعت بين القوات الصهيونية المتوغلة والمقاومة الفلسطينيية.
وذكر عدد من السكان الفلسطينيين أن الدبابات الصهيونية توغلت من محورين منطلقة من محيط معبر صوفا (الخاص بمواد الاسمنت) قرب الحدود الفاصلة بين اسرائيل وقطاع غزة في شمال رفح.
وأوضح مصدر فلسطيني أن عملية التوغل هذه "هي الأوسع منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة" منتصف يونيو الماضي لكنها العملية الثانية منذ انسحاب الجيش الصهيوني من قطاع غزة في 2005.
أهالي غزة يموتون وعلى الصعيد نفسه فإن قطاع غزة يشهد معاناة بالغة ومتواصلة نتيجة الحصار الظالم التي تسهم فيه الدول العربية والإسلامية؛ حيث يوجد نحو 350 مريضًا من أصل 1000 في قطاع غزة بحاجةٍ عاجلةٍ لتلقي العلاج خارج القطاع، ويواجهون تهديدَ وخطرَ الموت في كل لحظة؛ لاحتياجهم إلى عملياتٍ جراحيةٍ عاجلةٍ، معظمهم من المصابين بالأمراض المزمنة والأمراض التي بحاجةٍ لتدخلٍ جراحيٍّ عاجلٍ، كمرضى القلب والسرطان، والكلى والدم، والأوعية الدموية والأعصاب والعظام.
من جانبه اتهم وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية "د. باسم نعيم"- في تصريحاتٍ صحفيةٍ- سلطاتِ الاحتلال الصهيوني بممارسة الابتزاز السياسي بحق الشعب الفلسطيني للسماح له بأبسط حقوقه الإنسانية في السفر لتلقي العلاج، وحذَّر من وقوع كارثةٍ إنسانيةٍ وصحيةٍ في القطاع، في حال استمرار إغلاق المعابر، مشيرًا إلى أن هذه الكارثة ستنعكس على الجميع بالسوء، بما في ذلك "الإسرائيليون" وكل الدول المجاورة.
وقال نعيم: "تعرَّض مئاتٌ من مرضى الكلى في قطاع غزة لخطر وتهديد الموت؛ نتيجة تعطيل أكثر من نصف أجهزة غسيل الكلى المتوافرة في القطاع، ومنع قوات الاحتلال دخول قطع الغيار اللازمة"!!.
وبخصوص نقص الأدوية قال: "هذا موضوع متحركٌ وديناميكيٌّ؛ حيث يوجد 450 صنفًا من الأدوية توفِّرها وزارة الصحة، في حين المتوافر حاليًّا ما بين 30 إلى 50 صنفًا، يكاد يكون رصيدها صفرًا".