في إشارة جديدة على ما أصاب نظام الرئيس الباكستاني الموالي للأمريكيين برويز مشرف من انهيار نجحت جماعة طالبان باكستان من أن تفرض شروطها على السلطات والجيش الباكستانيين بعد أن تمكنت من اختطاف المئات من قوات الجيش الباكستاني . فقد عرضت جماعة "طالبان باكستان" على الحكومة والجيش شروطها لإطلاق نحو 160 جنديا تحتجزهم في منطقة القبائل بوزيرستان. وقال متحدث باسم الحركة – بحسب الجزيرة - إنهم يشترطون إطلاق سراح 10 من مسلحيهم وإزالة نقاط التفتيش في جنوب وزيرستان ووقف العمليات العسكرية. في هذه الأثناء يواصل مجلس شيوخ القبائل (اللويا جيرغا) جهود الوساطة التي يبذلها للإفراج عن الجنود المختطفين. وكان مصدر عسكري باكستاني في إسلام آباد أكد احتجاز مسلحين قبليين ل 160 عسكريا وتوزيعهم على 12 مركز احتجاز في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان. وقال زعيم المسلحين – بحسب وكالة أسوشيتد برس - في منطقة جنوب وزيرستان احتجاز عناصره لنحو 300 جندي وانتزاع أسلحتهم ونقلهم إلى مواقع مختلفة.مؤكدا توسط وجهاء القبائل لدى مجموعته لإطلاق سراح العسكريين المحتجزين إلا أنه أوضح أن جماعته لم تتخذ بعد قرارا بشأن الإفراج عن الجنود. ويواصل زعماء قبليون بناء على طلب من السلطات الباكستانية جهود وساطة لدى الخاطفين لتأمين إطلاق سراح العسكريين. لكن المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللواء وحيد أرشد قال في تصريحات صحفية إن الجنود محاصرون مشيرا إلى وساطات تجري لتأمين السماح لهم بالعودة إلى ثكناتهم نافيا أن يكونوا مختطفين ليتراجع بذلك عن تصريحات سابقة له بأن الجنود فقدوا الاتصال بقاعدتهم بسبب سوء الأحوال الجوية. كما رفض المتحدث تأكيد عدد العسكريين المفقودين وتراوحت تقديرات المصادر بشأنهم بين 120 و300 جندي. وطبقا لمسؤولين أمنيين فإن الجنود كانوا ضمن قافلة من 16 عربة تؤمن الحماية لشاحنات تنقل الطعام من بلدة وانا الرئيسية في جنوب وزيرستان إلى بلدة لادا عندما أجبرهم سوء الأحوال الجوية على التوقف في إحدى المناطق والتخييم فيها. أعقبت ذلك محاصرة مسلحين قبليين للمخيم لاعتقادهم أن الجنود يحضرون لهجوم وهو ما وتر الموقف فيما أشار مصدر عسكري رفيع إلى أنه لم يندلع أي قتال في المنطقة. ويأتي هذا التطور بعد يومين من إفراج مسلحين يعتقد أنهم مقربون من "طالبان باكستان" الثلاثاء الماضي عن 18 جنديا وعن مسؤول حكومي اختطفوا بداية الشهر لكنهم أعدموا جنديا آخر وصوروا العملية. ووقعت قبائل جنوب وزيرستان اتفاق سلام مع الحكومة صمد عكس اتفاق مماثل في شمال وزيرستان انهار في يوليو الماضي. وفي هذا السياق هاجم عشرات المسلحين القبليين المنتمين إلى طالبان نقطة تفتيش عسكرية في قرية بوادي سوات شمال غرب باكستان قبيل فجر الجمعة مما أسفر عن مقتل جنديين على الأقل وإصابة ستة آخرين بجروح. وفي الوقت الذي نقل فيه القتلى والمصابون في الهجوم انفجرت سيارة مفخخة قرب سيارة للشرطة ترافق سيارات الإسعاف مما أدى إلى مقتل شخص من المارة. كما أكدت مصادر أمنية أن فدائيا فجر نفسه لدى مرور قافلة عسكرية تتكون من أربع عربات تابعة للقوات المسلحة الباكستانية على الطريق الواصل بين مدينتي جندولا وانا بمقاطعة جنوب وزيرستان القبلية. وكان المتحدث باسم حركة طالبان باكستان قد تبنى مسؤولية الحركة عن الهجومين اللذين استهدفا صباح قافلة عسكرية باكستانية في منطقة باجاور القبلية وقد أسفر الهجومان عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة جنود وإصابة عدد آخر. وباجور جزء مما يعرف بالحزام القبلي على الحدود الأفغانية وهو منطقة جبلية وعرة تسكنها قبائل البشتون وملاذ الكثير من أعضاء القاعدة وطالبان في الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية. ويقول الجيش إن 310 أشخاص قتلوا في شهر من المواجهات بين الجيش والمسلحين، وقد ازدادت المواجهات خاصة في شمال غرب باكستان بعد اقتحام المسجد الأحمر في إسلام آباد في يوليو الماضي. وتردد حديث الشهر الماضي عن نية الرئيس الباكستاني برويز مشرف في فرض حالة الطوارئ بسبب تدهور الوضع الأمني وارتفاع وتيرة الهجمات التي تضاف إلى ضغط سياسي كان يواجهه من خصومه السياسيين والمحكمة العليا التي انتصرت لكبير القضاة افتخار تشودري وقبلت النظر في دعوى تطعن في بقائه قائدا للجيش.