أعلن نائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم أن وزير الخارجية عبد الله جول فاز في ثالث جولات التصويت في البرلمان اليوم ليصبح بذلك الرئيس الجديد لتركيا. وجرت عرقلة محاولة جول الأولى في ابريل على يد النخبة العلمانية التي تضم جنرالات في الجيش مما أثار أزمة سياسية أفرزت في آخر المطاف انتخابات مبكرة حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا. وكان البرلمان التركي قد عقد في وقت سابق اليوم جلسة ثالثة لاختيار رئيس للجمهورية وسط توقعات بفوز جول برغم تحذيرات المؤسسة العسكرية مما سمتها المخاطر التي قد تهدد النظام العلماني في البلاد. كما أشارت التوقعات إلى انه من المحتمل أن يحصل جول على الأغلبية البسيطة المتمثلة في 276 صوتا من أصل 500 صوت مجموع مقاعد البرلمان حيث يحتل حزب العدالة والتنمية 340 مقعدا كان قد حصدها في الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 22 يوليو الفائت. وهذه هي المرة الثانية التي يسعى فيها جول للوصول إلى منصب الرئاسة التركي الذي لا يحظى بكثير من الصلاحيات مقارنة مع منصب رئيس الوزراء علما بأن ترشحه للمنصب في أبريل الماضي كان السبب وراء قيام المعارضة بمظاهرات حاشدة دعما للعلمانية في وقت لم يخف الجيش فيه احتمالات التدخل. وعلى الرغم من تعهد جول بحماية مبدأ فصل الدين عن الدولة والحفاظ على النظام العلماني في البلاد يواصل معارضوه تشكيكهم في نواياه على خلفية انتمائه الإسلامي وارتداء زوجته الحجاب الذي يرى فيه العلمانيون الأتراك رمزا للإسلام السياسي. ويقضي الدستور التركي بإجراء الانتخابات الرئاسية عبر البرلمان على مدى أربع جلسات يتعين على المرشح الحصول خلال الجلستين الأولتين على أغلبية الثلثين ثم الأغلبية البسيطة في الجلسة الثالثة. ويقوم المرشح الفائز بأداء القسم الدستورية في نفس اليوم الذي تجرى فيه جلسة التصويت، وإذا فشلت الجلسة الرابعة بانتخاب رئيس البلاد تتم الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.