من المقرر أن يجتمع البرلمان التركي اليوم الأربعاء لبحث الدعوة التي أطلقها رجب طيب أردوجان- رئيس الحكومة- أمس لإجراء انتخابات مبكرة يوم 24 يونيو المقبل أو أول يوليو المقبل بدلاً من نوفمبر القادم في محاولةٍ لإنهاء الجدل المثار حول الانتخابات الرئاسية بسبب اعتراضات العلمانيين على ترشيح حزب العدالة والتنمية لعبد الله جول وزير الخارجية لخلفيته الإسلامية. وقال أردوجان- في كلمة أمس- إن بلاده ستعود إلى العملية الديمقراطية العادية بعد الانتخابات في محاولةٍ لطمأنةِ الاتحاد الأوروبي بأن تركيا تتمسك بالقيم الديمقراطية حتى لا تتأثر المفاوضات الدائرة بين الجانبين لانضمام تركيا إلى الاتحاد. وقد رفض أردوجان الحديث عن التوتر الراهن في علاقات حزبه مع رئاسة أركان الجيش والتي شهدت توترًا مؤخرًا بسبب رفض الجيش ترشيح جول وتأكيده أنه سوف يتدخل في الوقت المناسب بدعوى "حماية القيم العلمانية"،. ووجَّه أردوجان دعوةً لوسائل الإعلام بعدم العمل على توتير العلاقة بين الحزب ورئاسة الأركان. وتأتي دعوة أردوجان بعد إعلان المحكمة الدستورية العليا في تركيا تأييدها الطعن الذي قدَّمته المعارضة بعدم دستورية الجولة الأولى من التصويت البرلماني على مرشح الرئاسة عبد الله جول بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني وهو 367 صوتًا أي ثلثي عدد مقاعد البرلمان البالغة 550 مقعدًا. وأكد جول أنه سوف يخوض الجولة الثانية من الانتخابات لكن في موعدٍ آخر غير الموعد الذي كان مقررًا وهو اليوم. وكان حزب العدالة والتنمية قد أعلن أنه سوف يجري الدورة الجديدة من الانتخابات الرئاسية لكن بعد أن يضمن حصوله على الأغلبية المطلوبة وهي الثلثان ومن المرجح أن تجري الجولة الجديدة غدًا الخميس. ومن المتوقع أن تناقش جلسة البرلمان التركي اليوم عددًا من التعديلات الدستورية ومن بينها تخفيض سن المرشح للانتخابات إلى 25 عامًا إلى جانب زيادة صلاحيات رئيس الدولة وجعل الانتخابات الرئاسية بين المواطنين وغير قاصرة على البرلمان كما هو الحال الآن. ويلقى أردوجان تأييدًا من بعض قوى المعارضة في مسألة زيادة صلاحيات الرئيس ومن بين أبرز القوى المؤيدة لأردوجان حزب الوطن الأم صاحب ال20 مقعدًا. وكانت الحكومة التركية قد أعلنت أنها سوف توافق على مقترح الانتخابات المبكرة ولكن في حالة موافقة المعارضة على خفض سن المرشحين للانتخابات إلى 25 عامًا وهو المقترح الذي سيساعد حزب العدالة والتنمية كثيرًا بالنظر إلى أنه يتمتع بتأييدٍ واسعٍ في شريحة الشباب التي سوف تزيد نسبة مشاركتها إذا ما كان المرشحون من الشباب مثلهم. ويرى حزب العدالة والتنمية أن إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة سيكون في صالحه وأعلن أكثر من مصدر في الحزب أن العدالة والتنمية قادرٌ على تحقيق عدد من المقاعد أكبر من تلك التي يتمتع بها الحزب حاليًا؛ مما يعني أن قيادات الحزب ترى أن الانتخابات سوف تؤدي إلى تحقيق الحزب كافة أهدافه من تعزيز سيطرته على البرلمان إلى جانب منحه القدرة على الفوز بمنصب الرئاسة التركية وإدخال الإصلاحات السياسية التي يريدها. وتنص قواعد الانتخابات الرئاسية التركية على أن يتم تنصيب الرئيس خلال 30 يومًا من بدء الإجراءات في هذا السياق، وقد بدأت إجراءات الانتخابات في 16 أبريل الماضي بفتح باب الترشيح؛ مما يعني أن الرئيس يجب أن يتم تنصيبه 16 مايو الحالي. ويجري التصويت في 4 جولاتٍ يجب أن يحصل المرشح في الأولى على 367 صوتًا، أي ثلثي عدد المقاعد البرلمانية، وفي حالة فشله يتم اللجوء إلى الجولة الثانية، ويجب أن يحصل فيها المرشح على نفس العدد، بينما ينتقل إلى الجولة الثالثة في حالة تكرار الفشل؛ حيث يجب أن يحصل فيها على 276 صوتًا، فإذا فشل ينتقل للرابعة التي يجب فيها أن يحصل على نفس العدد، وفي حالة الفشل يتم الدعوة إلى الانتخابات المبكرة.