تصاعدت حدة الاحتجاجات داخل بريطانيا علي قرار الملكة اليزابيث الثانية منح الكاتب البريطاني المسلم الهندي الأصل مؤلف رواية آيات شيطانية لقب فارس. ودعا اللورد أحمد روثر هام - أحد قياديي حزب العمال البريطاني - مجلس الوزراء البريطاني لوقف إجراءات تسليم الوسام لرشدي. وقال روثر هام - بحسب جريدة «الاندبندنت – إنني أطالب المسلمين حول العالم بالتزام الهدوء وأحذر ملكة بريطانيا من أن موقفها هذا يضعها في موقف صعب. ووصف روثر هام اقتراح توني بلير للملكة بمنح الوسام لرشدي بأنه نفاق من جانب بلير الذي كان يتحدث قبل شهرين فقط عن ضرورة بناء الجسور مع المسلمين. وقالت ال«ديلي تليجراف» البريطانية إن رجال الأعمال المسلمين في بريطانيا يسعون لتنظيم وقفة احتجاجية ويهددون بتعليق أنشطتهم التجارية في بريطانيا. وعن هذا الترشيح ودلالاته قال د.سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز «الأهرام» للدراسات الاستراتيجية: إن هذا التكريم ليس لشخص «رشدي» وإنما لدلالته التي تؤكد أن الإسلام ضد حرية الفكر والتعبير، وهي الصورة المغلوطة التي يحملها الغرب تجاه الإسلام. مضيفاً أن تكريم سلمان رشدي ينظر إليه الغرب باعتباره تكريساً لحرية الفكر والعقل. وقال اللاوندي إنه علي الرغم من أنه لا يعتقد أن هذا الترشيح يستهدف الاستهزاء بمشاعر المسلمين فإنه يؤخذ عليهم، فهم لا يبذلون مجهوداً لفهم الإسلام الصحيح، ويدعون حرية التعبير في الوقت الذي يضعون فيه محظورات للحديث عن المحرقة اليهودية «الهولوكوست»، مطالباً المسلمين ببذل الجهد لسن قانون «معاداة الإسلام». هذا وقد أرسل اتحاد المصريين في أوروبا خطاب احتجاج غاضب لقصر باكنجهام موجهاً لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية معرباً عن اعتراضه الشديد علي منح لقب «سير» للكاتب الهندي سلمان رشدي مؤلف كتاب «آيات شيطانية». ووصف الخطاب هذا التكريم لشخص رشدي بأنه إجراء استفزازي لا يليق، مشيراً إلي أن الملكة اتخذته بشكل منفرد دون استشارة مما أدي إلي الإضرار بمشاعر المسلمين في بريطانيا البالغ عددهم مليوني مسلم. وقال الخطاب: «أغضبت الملكة المسلمين في بريطانيا واستفزت مشاعرهم الدينية وهذا التكريم لم يكن له داع وغير صائب ونعتبره غير حكيم». وأعرب الاتحاد في اجتماعه الأخير الذي عقد قبل يومين عن استنكاره إهدار أموال دافعي الضرائب علي الحراسة المشددة المخصصة لسلمان رشدي، والتي أكد أنها استنزفت من الميزانية العامة، منذ إصدار فتوي الخميني بإهدار دمه، ما يوازي 120 مليون جنيه وهو ما لا ينبغي الاستمرار فيه. ويبحث الاتحاد إمكانية تصعيد القضية باسم المسلمين المقيمين في بريطانيا في مجلس العموم البريطاني، مشدداً علي رفضه تكريم أو حماية أي شخص يسيء لنبي الإسلام والدين الإسلامي العظيم. وقال الدكتور عصام عبدالصمد، رئيس اتحاد المصريين في أوروبا إن قرار الملكة أعضبنا جميعاً، موضحاً أنها ملكة علي كل البلاد والمواطنين بمختلف دياناتهم، سواء كانت الإسلامية أو المسيحية أو البوذية وغيرها، مؤكداً أن خلع لقب «سير» علي مؤلف «آيات شيطانية» لم ينظر إلي مبدأ المواطنة بعين الاعتبار، فضلاً عن أن بريطانيا دولة علمانية». وأكد عبدالصمد أن «رشدي» لا يستحق التكريم، معرباً عن دهشته الشديدة إزاء تصرف الملكة، رغم أن لديها مجموعة كبيرة من المستشارين في القصر، ومع ذلك استفزت قطاعاً كبيراً من المجتمع البريطاني. ولفت عبدالصمد إلي أن الملكة كرمت عميلاً روسياً مزدوجاً للمخابرات البريطانية، وكان يتجسس علي المخابرات الروسية «كي. جي. بي» وأعطت له وساماً، واصفاً هذا التصرف بأنه غريب للغاية.