الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    وظائف معلم مساعد 2024.. تعرف على الكليات ورابط التقديم    سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 6 مايو 2024    د.حماد عبدالله يكتب: "الإقتصاد الجزئى " هو سبيلنا للتنمية المستدامة !!    استقرار سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 6 مايو 2024    جيش الاحتلال يفرض حظرا للتجوال في مخيم نور شمس بطولكرم    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    إعلان بانجول.. تونس تتحفظ على ما جاء في وثائق مؤتمر قمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية    تشكيل غير مناسب.. فاروق جعفر يكشف سبب خسارة الزمالك أمام سموحة    هل استحق الزمالك ركلة جزاء أمام سموحة؟.. جهاد جريشة يجيب    خالد مرتجي يكشف أسباب غيابه عن مراسم تتويج فريق الزمالك للكرة الطائرة    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    أمير عزمي: خسارة الزمالك أمام سموحة تصيب اللاعبين بالإحباط.. وجوميز السبب    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    طقس شم النسيم.. تحسن حالة الجو اليوم الاثنين    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 12 من عمال اليومية في انقلاب سيارة ب الجيزة    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حمادة هلال يكشف حقيقة تقديم جزء خامس من مسلسل المداح    أنغام تتألق بليلة رومانسية ساحرة في أوبرا دبي    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    "وفيها إيه يعني".. فيلم جديد يجمع غادة عادل وماجد الكدواني    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    الصحة تحذر.. إذا ظهرت عليك هذه الأعراض توجه إلى المستشفى فورًا (فيديو)    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    فى ليلة شم النسيم.. إقبال كثيف على محلات بيع الفسيخ فى نبروه||صور    ردا على إطلاق صواريخ.. قصف إسرائيلي ضد 3 مواقع بريف درعا السوري    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    الباشا.. صابر الرباعي يطرح برومو أغنيته الجديدة    بوتين يحقق أمنية طفلة روسية ويهديها "كلب صغير"    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    مصرع وإصابة 6 في حادث انقلاب تروسيكل بمطروح    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    أستاذ اقتصاد: المقاطعة لعبة المستهلك فيها ضعيف ما لم يتم حمايته    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    مصر في 24 ساعة|اعرف طقس شم النسيم وتعليق جديد من الصحة عن لقاح أسترازينيكا    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    3 قتلى و15 مصابًا جراء ضربات روسية في أوكرانيا    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعي فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجل.. فليقطع الله نسل العرب ..!!
نشر في الشعب يوم 20 - 05 - 2007


[email protected]
ها نحن على العديد من المواقع الشبكة المهتمة بالشأن العراقي ، نجد العار .. الذي لحق بأمة تميزت بنخواتها وفروسيتها على مر التاريخ ..
وماذا بعد.. يا لذل تغلب!!
نعم انه ذل بني تغلب .. !!
على مواقع الشبكة . نجد قرشيات .. وهاشميات .. وتغلبيات .. وحارثيات .. يتم أغتصابهن من قبل كلاب الكفر الأميركي .. !!
ويحكم يابني تغلب .. ألا من فرسان يغسلون العار .. !!؟
نعم كان للمجد مكان و للخيل صهيل يملأ الساحات ولصيحة (الله أكبر) ألف زحف .. وماذا بعد.. !!
أما آن لسيوف العرب الصدئة .. أن تشرع في هذا الأفق الغائم . أما آن الأوان أن يتقيأ سيف الإسلام بدماء الكفر .. علام أدخرت تلك السيوف .. وتتحول تلك المدافع والمركبات والدبابات إلى خردة بفعل الزمن وعوامل التعرية .. ولم تخض يوما معركة . من أجل هذا العرض المستباح ..
لقد قال ابو فراس بالأمس ..
شرينا وبعنا بالسيوف نفوسهم ونحن أناس بالسيوف نتاجر
وصّنا نساء نحن أولى بصونها رجعنا ولم يكشف لهن سواتر .
لقد كانوا أقواما تصون نسائهم من العار .. اما اليوم فماذا بقي من نخوة العرب وشهامة العرب ..
بكيت على مروءات بني تغلب .. وخيلاء قريش .. .. تلك التي قيل فيها بالأمس ..
عربية الإحساس في نخواتها**** لله تلك النخوة العرباًء .
سأل عروة بن الورد .. أحدهم مالي أراك . لا تتقدم وأنت على الحق .. تتراجع في كل مرة الى الخلف ..
فضحك الرجل وقال له: كل ذلك من أخوال السوء . فهل هي معضلة العرب .. أن سلالاتها .. أصابها العطب من أخوال السوء ..
وهذا آخر .. قال لأبنه مالك سقيم الفهم .. فقال له انك لم تختر امرأة من عقيلات هاشم .. فهكذا نحن أبناءك .. سقيموا الفهم كما ترى .
هل كان هذا الواقع ما أفرد فيه نزار قباني أحدى معلقاته .. من النزاريات .. او القبانيات .
ليقول .
قرشيّونَ! لو رأتهم قريشٌ/
لاستجارت من رملِها البيداءُ/
يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ/فلماذا لا يصلبَ الشعراءُ؟
يا عراق ، لا تزالينَ عطشى/ وعلى الزيتِ نامتِ الصحراءُ /
كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ / ثم ماتوا.. فإنهم شهداء/
العباءاتُ.. كلُّها من حريرٍ/والليالي رخيصةٌ حمراءُ/
يا عراق ، لا تنادي عليهم/ قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ// /يا عراق لا تنادي قريشاً/ فقريشٌ ماتت بها الخيَلاءُ /لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ/لا تنادي.. لم يبقَ إلا النساءُ
/ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ/ ويمشي إلى الوراءِ الوراءُُ/
تالله لو رأى كليب . هذا الواقع . لدوت منه صرخة .. وقال رافضا: لا ورب كليب ..
ولأسرج خيله .. وشهر سيفه .. وخرج إلى ضواحي بغداد ..أو فلسطين .. أو كابول .
ولأرسل مع الركبان رسالة الى نساء بني تغلب .. قائلا :
إذا أتيت التغلبيات فانعني لهن ***وأخبرهن عني أن لا تلاقيا .
ولكن ذروة الموت أن تموت المروءات .. ويمشي إلى الوراء الوراء .
ولكن مضى كليب بن وائل أعز العرب في الجاهلية .. .. ومضى خالد بن الوليد .سيف الله المسلول ... مضى حمزة بن عبد المطلب .. أسد الله ورسوله ..
فلو قدر وشاهد خالد بن الوليد .. واقعنا من العار .. لصاح بكل عنفوان قريش . ومجد التاريخ .. قائلا ."لا ورب ابن الوليد ... .. ولخاضها معاركاً بكل مجد الأمس .
ولو قدر ورأي ابو فراس الحمداني .. لقالها : تباً لأميركا .. ولنزل بصهيل فرسه يملأ الساحات المجد .. ليبحث عن استشهاد وميتة كريمة ..
ولو قدر ورآها بن الخطاب .. لقالها . لأميركا , بوش وتشيني . وكل صناديد الكفر في واشنطن .. من أراد أن تثكله أمه .. أو ييتم ولده فليلقاني خلف الوادي ..
ولو قدر ورأي هذا محمد بن عبد الله .. صلى الله عليه وسلم .. لقال بكل عنفوان النبوة وشمم الأنبياء . . أنا لها ..
يا أبناء واشنطن .
هناك في احد مواقف الحافلات بأحد المدن العربية .. يحكي صديقي كيف وجد أخت لنا من العراق .. وتدخل حافلات بني يعرب .. تسأل الناس قوتاً وزادا .. قائلة أختكم عراقية ساعدونا في هذا الظرف الصعب .. ناولها . الركاب النذر اليسير .. وكان في أخر الحافلة .. ستارة تخبيء.. نساء أخريات من وطن مجاور للعراق لا يعبئن بدمعاتها ..وثمة ضحكات ساخرة .. ولا يعرفن .. ان المعافى ليس بأحسن حالا من المبتلى ..
بكيت على عروبتنا ونخواتنا وإسلامنا ..
أخيتي .. لقد مضى . مجد الأمس .. بفرسانه . ولم يبق إلا النساء ..
لم يعد هناك بني تغلب بنخواتها في الجاهلية ..
ولم يعد هناك قريش بمروءاتها في الإسلام ..
ولم يعد هناك مضر .. ولم يعد هناك قبيلة نزار ..
وداعا قريش
وداعا كليب
وداعا مضر ..
هانحن لم يتبق لنا من مجد وعنفوان التاريخ إلا بطون الكتب .. ومواقف يقف لها التاريخ احتراما .. لهذا المجد الأشم وعبثا حاولنا غرسه في تربة الواقع المنهزم .. فالأرض بور .. وقاحلة لا تستوعب .. فروسية الامس ..
كما قال نزار ...
أريد أن اجعل الخيل أعلى صهيلا .. ولكن أهل مدينتي يحتقرون الصهيل .
سقى الله زمان عمرو بن كلثوم ..
ورثنا المجد قد علمت معد*** نطاعن عنه حتى يبينا
بشبان يرون القتل مجداً وشيب في الحروب مجربينا
معلقاتنا .. ومجدنا الذي كان ها نحن قد نسيناه .. فماذا بقى ..؟؟ لم يبق إلا العار..
كنا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا
واقعنا كما قال الشميذر اليشكري :
بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما *** دفنتم بصحراء الغمير القوافيا ..
لقد دفنت القوافي بصحراء الغمير .. ودفنت المروءة في صحراء سيناء بعد لقاءات شرم الشيخ .. ودفنا المجد في سهول العراق تحت وقع كل قنابل الغرب لمدة 20 يوما وحتى اللحظة .. ولو عايش الشميذر واقعنا لكان له قول آخر ..
بني عمنا لا تذكروا المجد **** بعدما دفنتم بسهول الفرات عراقيا ..
لقد كان أهل الجاهلية .. رجالا .. يعالجون المواقف فروسية ومجداً .. وبعد مجيء الإسلام . كان هناك رجالا يأخذون السيف بحقه .. كأبي دجانة .. يقتل به العدو حتى ينثني ... ولكن . بعدما . دخلنا في جاهلية القرن الواحد والعشرين .. كان الموقف أسوا حالا .. فلم يعد للسيف موقع ولا للمجد مكان ..
ليقول موسى الحنفي ..
ألم تر أني حميت حقيقتي وباشرت **** حد الموت والموت دونها ..
ولما جاء الإسلام كانت الروعة في أولئك الفرسان .. الذين استوعبوا الحقيقة بأن (لا إله الا محمد رسول الله ) بمثابة الحقيقة الكبرى في الوجود الكوني ..
كما قال البارودي ..
إذا المرء لم ينهض بقائم سيفه *** فياليت شعري كيف تحمى الحقائق ..
إننا نرثي اليوم العديد من العواصم ولا يلمع سيف في قفراء العرب, ولم تختلف الرؤية والروايات عن الشريف الرندي .. وهو يبكي .. الأندلس .. فياخيبة الداعي .. هانحن اليوم .. نبكي أطلال بغداد .. والقدس .. وكابول ..
ومازال علماء السوء يفتون بعدم الجهاد ..حرصا على الدم الامريكي .. وبعداً وسحقاً للعرض العراقي والاسلامي والعربي .. انتظارا أن تصدر الفتوى من واشنطن .. !!؟
إنها مرثيات واقع اليم ..
عطل قلوصي في الركاب فأنها *** ستبرد أكبادً وتدمي البواكيا ..
تذكرت من يبكي علي فلم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وتحولت .. صولات المجد .. الى واقع من العار .. تستباح فيه اعراض التغلبيات.. وشرف القرشيات ..والبعض الاخر لا يستشعر بألآم الجسد الواحد ..
كان الموقف بالأمس .,.
لا يخشى العرب القتل .. ولا يعتبرونه سبة ..كما قال السموءل بل كانوا يعتبرونه مجداً..كما قال بن كلثوم ..
إنا لقوم لا نرى القتل سبة إذا ما رأته عامر وسلول
يقرب حب الموت آجالنا*** وتكرهه آجالهم فتطول ..
مما لا شك فيه أن مجد الأوائل .. في العصر الإسلامي بالتحديد ..كان ناجم .. عن نظريات متى تحققت .. كان حيازة المجد .. أمر من السهولة بمكان..
لقد اتفقت معظم أدبيات وأشعار التراث على أن حيازة المجد أمر صعب المنال .
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن ****تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ..
وقال لولا المشقة لساد الناس ***كلهم الجود يفقر والإقدام قتال
وقال آخر
حب المجد يورث الفتى خبلا*** وهموما تقضقض الحيزوما .
إلا ان هناك من البشر لم يعانوا مثل هذا العناء والجهد الجهيد .. لأنها نفوس جبلت على المجد .. وتلك كانت حياتها وذاك مأكلها ومشربها .. فعاشت للمجد .. وكانت رفيعة المنزلة في دنيا البشر بل في عالم السماء ..
اذا كانت النفوس كبارا تعبت *** في مرادها الأجسام ..
لقد قال أبو فراس .
أيا جاهدا في نيل ما نلت من علا *** رويدك !اني نلتها غير جاهد
ومن البيت أعلاه .. ندرى انه لم يعاني ذالك العناء في تحصيل المجد الذي أشار اليه المتنبي أو غيره .. وعليه .. أنا أعتبر ان ابي فراس .. كان ثريا في الرؤية عن ابي الطيب .. وهكذا كان البارودي ثريا عن احمد شوقي .. ذلك لمضمار وسياق الفروسية الذي عالجوه ...ولكن قد تأخذ إمارة الشعر سياقات لأمور أخرى .. كالعلاقة بالقصر .. أكثر منها الفكرة الدسمة .. وثراء الأبيات.. وعظمة الأفكار..
ويأتي البيت ألاخر اشد توضيحا .
لعمرك ، ما طرق المعالي خفية *** ولكن بعض السير ليس قاصد
ويستفيض ابو فراس في آليات تحصيل المجد..
جمعت سيوف الهند من كل بلدة *** وأعددت للهيجاء كل مجالد
وأكثرت للغارات بيني وبينهم ****بنات البكيريات حول المزاود
وبعد السيوف وبنات البكيريات .. أي الخيول .. ومن ثم يقول الرجل .. سراً عميقا ًً قد لا يستوعبه البعض ..في حيثيات المجد .. وقد يمر عليه البعض مر الكرام .. إلا أنها بمثابة عنصر هام .. لا يقولهرجل كأبي فرسان إلا كونه فطن حقيقة الدين والمجد والإيمان من واقع التجربة ..وساحات الوغى ..
إذا كان غير الله للمرء عدة أتته*** الرزايا من وجوه الفوائد ..
كم رائع هذا البيت لأبي فراس وهو زاوية هامة .. في استيعابية المجد لدى الرجل ومن هنا..كان بعض السير للآخرين كمثل العرب اليوم ليس بقاصد ..
وهذا لا يعني التواكل .
بل . إليك التالي من الأبيات ..
صبرت على الألواء صبر ابن حرة***** كثير العدى فيها قليل المساعد
فطاردت حتى أبهر الجري أشقري وضاربت حتى أوهن الضرب ساعدي
ونلاحظ كيف يتكلم الجولات والصوت حتى ابهر الجري فرسه ووهن ساعده من كثرة الضرب به .. وننتهي عند الثقة بالله سبحانه وتعالى..
عسى الله ان يأتي بخير فإن لي**** عوائد من نعماه غير بوائد
فكم شالني من قعر ظلماء لم يكن**** لينقذني من قعرها حش حاشد ..
وهو تصور رائع .. اكتشف ابي فراس فيه .. حقائق الفروسية والمجد المستقى من العقيده .. ولا شيء غيرها ..ان المجد الذي حازه هو بفضل الله ..
هم يطفئون المجد والله موقد ***وكم ينقصون الفضل والله واهب
ويريدون إدراك العلا بنفوسهم ***ولم يعلوا ان المعالي مواهب
وهذا البيت يترابط مع البيت المذكور أنفا في قافية حرف الدال
لعمرك ، ما طرق المعالي خفية *** ولكن بعض السير ليس قاصد ..
ويقول الرجل
هل لقضاء الله في الناس غالب ****وهل من قضاء الله في الناس هارب
وعلي طلاب المجد من مستقره**** ولا ذنب علي ان حاربتني المطالب
لقد قرأت معظم ما كتبه الغرب عن المجد .. ولكنه لا يمكن أن يستوعب تلك الإشكالية الكبرى في سياق المجد ..
ولكن نظرياتهم تختلف .. ومن هنا كان مجد ابي فراس . والإسلام عموما .. متميز ذلك لأنها نظرية إسلامية التصور والانتماء .. ولهذا وقفت دولة .. الحمدانيين وهي دولة صغيرة أمام الروم .. ومما لا شك انها كانت دولة فكر وسلاح .. وجمعت بين فروسية المجد والقلم .. وكانت تجربة ثرية في عالم الحضارات والكفاح والجهاد..
وعلى البعد الثقافي والفكري للغرب . إليكم هذا المقطع من فيلم .. Gladiator بمعنى الشخص الذي يقاتل حتى الموت وعلى ما اعتقد انه غرار متشابه مع سياقات مسرحية يوليوس قيصر لشيكسبير
NARCISSUS: A republican is a man who strives to create equality among all classes. At the core he's a man who believes in doing what's right.
GAIUS: The trouble is defining exactly what 'right' is.
NARCISSUS: We all know what right is, Senator.
COMMODUS: I would say there's nothing more dangerous than a man who knows what 'right' is.
NARCISSUS: The dangerous man, Caesar, is the man who doesn't care.
-David Franzoni, "Gladiator" (movie), 2000
نارسيسوس :الجمهوري هو رجل يجاهد لخلق مساواة بين الطبقات .. والمحور هو انه يعتقد ان ما يفعله هو الحق ..
جايوس :المشكلة تتلخص في ان نعّرف ما هو الحق ..
نارسيسوس:نحن نعرف ماهية الحق ايها السناتور
كوميدوس:اريد ان أقول انه ليس هناك شيئا اخطر من رجل يعرف ما هو الحق.
نارسيسوس: اخطر شيء يها القيصر هو الرجل الذي لا يعبأ..
وتبقى تلك مشكلة الغرب ومعضلته هي الحق .. فهو لا يدري على أي ارض يقف .. بينما التصور الإسلامي ..
واضح في قضية الحق ..
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (السجدة : 3 )
(وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) (فاطر : 31 )
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 )
وعليه كان التصور..
يقول جيمس ميتشنر: قد يطلقوا عليه عصر ظلام .. ليس لأن الضوء اخفق في الإضاءة .. بل لأن الناس رفضوا أن يروه .
ومن هنا .. كانت خاصية التصور من الزاوية الإسلامية .. ان القرآن نور .. وأنه له من المقدرة بمكان .. ان يضيء عتمات الكون والعقول والأذهان وبناء الحضارات على الواقع العالمي ..
ولكن تكمن المشكلة .. انهم يرفضون تفعيل هذا الدور لنورانية القرآن .. على الساحة الفكرية .. أن لم يكن الأمر هو النقيض أي محاربة كتاب الله ..
أخيتي العراقية
العرب اليوم ذبحوا خيولهم ،وارتهنوا سيوفهم ،وأعلنت دويلة الخصيان ..
* * * * * *
كانت الفروسية خلق عربي أصيل وليس غربي . ... فالتراث العربي .. من المعلقات الى الحروب والغزوات . في الإسلام .. كلها . سياق عربي محض .. وان انتقلت الفروسية الى الغرب عن التقاء العرب بالغرب إما في حروب .. او التقاء فكري نجم من حضارة الأندلس .. أيام المجد الإسلامي .. وهذا ما قاله هتلر .
قال أدولف هتلر..
فروسية القشتاليين(الصليبين الأسبان) ورثوها من العرب وما لم ينتصر شارل ما رتل على البويترز –تماما كما ترون ان العالم وقع في ايدي اليهود – وكذا أصبحت المسيحية هي الشيء الجبان !- ومن ثم هناك إمكانيات أن نتحول إلى الدين المحمدي(الإسلام) هذا الدين الذي يمجد البطولة حيث تفتح أبواب السماء السابعة للمحارب الشجاع فقط ومن ثم على الجنس الجرماني أن يقتحم العالم ..
لقد كانت الفروسية خلق عربي . نظرا لطبيعة وظروف العرب الحياتية والثقافية .. إلا أنني ومن خلال بحثى عن الفروسية في المصادر الغربية . وجدت من أشار إلى أن الفروسية قد ماتت عندهم . وان ليس هناك من فروسية اليوم .
ويعرف الغرب الفروسية . كما قالت( باربارا .. تتشمان ..)
ان الفروسية مصطلح من الأخلاق في الحرب والحب ,, الفروسية نظام أخلاقي يتحكم في كل الحياة النبيلة ..
More than a code of manners in war and love, Chivalry was a moral system, governing the whole of noble life...
—Barbara W. Tuchman, A Distant Mirror
يقول (جون رسل ).الصدام ضروري لإفراز الفضيلة لدى الرجال . لإظهار الحياة في الجماد .. والفروسية هي جوهر الفضيلة ..
Collision is as necessary to produce virtue in men as it is to elicit fire in inanimate matter; and chivalry is the essence of virtue.
- John Russell


يقول آخر عصر الفروسية انتهى و جاء عصر الإنسانية . وقال آخر .. قد سمعت أن الفروسية ماتت إلا إنني أشك أنها فقط مصابة بالأنفلونزا .. وهناك من نسب الفروسية إلى الكنيسة . يقول توماس كانياللي .. إذا ذهبت الى العصر الذهبي للكنيسة ستجد مصطلح الفروسية الذي يبدو جميلا لي بالقطع .
كما يعزو توماس فلوينش . أن أصل الفروسية chivalry مستقى من كلمة chivaleشيفال بالفرنسية التي تعني فرس ..
.. وكل هذا تغييب للحقائق اذ ان الفروسية مصطلح عربي بحت ..
الا انني وجدت كلاما رائعا ل ستيوارت ميل..وهو مستقى من مرئيات عربية ..
ممارسة الفروسية نزلت ببالغ الأسى قليلا دون مستواها التنظيري ..فيما يلحق بالممارسة دون النظرية .. وتظل كونها أثمن نصب تذكاري للتاريخ الأخلاقي للجنس البشري.. انه من المحبط للمجتمعات
أنها أصبحت غيرمفعّلة إلا أنها ما زالت محسوسة كما أنها ستظل تؤثر كثيرا على الأفكار والمشاعر في كل الأزمنة التالية .
ويقول احد القساوسة اسمه (تشارلز كينجزلي )..
الفروسية ليست ماضيا ما دام هناك خطأ أي (باطل)تحت الملابس الخارجية او مادام رجل او امرأة يقولان سأعيد تلبيس الخطأ .. او قضاء العمر في المحاولة .
وتقول( أليس استون بلاكويل ) "ان العدل أفضل من الفروسية إذ لم نستطع الحصول على الاثنين "
الا انه من خلال بحثي وجدت هناك .. من نظر الى الفروسية بأنها سياق لابد ان يوضع في الاعتبار الأمريكي في المرحلة القادمة . ومحاولة استحداثه كمصطلح على الساحة الفكرية الأمريكية .. طبعا بمنظور كنسي .صليبي واستعماري أشم فيه الروح الصليبية الاستعمارية .. يتناول الفروسية والسياسة .... Chivalry and Politics.. وكسب حرب الايدولوجيا .Winning the War of Ideologies.. وكان مما أثار دهشتي .. انهم يحاولون نقل التصور الإسلامي ..إلى الذهنية الأمريكية ..حيث يقول " لقد وضّح لنا التاريخ مرة بعد مرة .. ان دم الشهداء ..يشعل روح المقاومة والانتقام .. وان أعدائنا يحبون كلمة( شهيد) .. انه الوقت قد آن لنا ان نواجه الحقيقة بوضوح .. لن نستطيع كسب حرب الايدولوجيات التي شنت ضدنا ..إذ يكمن (الاعتقاد) بداية في مبادئنا نحن أكثر من اعتقاد العدو في مبادئه . ليس من قبيل البلاغة السياسية .. وخاصة فيما يخص بذر الفرقة أكثر من الوحدة وكذا ليس من خلال نجاح وسيم في عالم الاقتصاد .. الذي ينظر إليه أعداءنا على انه نوع من الانحطاط . وكذا ليس باحتقار الثقافات الأخرى حينما نرشد حلفاءنا عندما يفشلون في دعم خطايانا المفتضحة ..وينتهي الباب .. في حرب الايدولوجيا الى انه ليس المهم فيما تفعله قواتنا الحربية .. بيد ان حرب الايدولوجيا ستستمر وفي المقابل علينا ان ننظر لأنفسنا لنقوي مبادئنا ..
ومما لاشك فيه انه مهما أعيد صياغة المصطلحات على واقعهم الفكري ..فيما يخص مصطلح شهيد .. فإنه لا يمكن استعارته ذلك لأن معالجة الجهاد للموت والاستشهاد ودخول الجنة .. مصطلح إسلامي صرف كما قال هتلر أعلاه .. ولا يمكن للإنسان الغربي ..ان يعالج واقعه الفكري وحركته في الحياة من خلال مبدأ مستورد أي إسلاميا لا ينتمي الى دينه وواقعه . هذا لا يمكن اللهم الا إلا اذا اعتنق الغرب الإسلام ..هذا فقط المنطلق كي يسري الجهاد وحب الموت في دمه .. ومن هنا .. عبثا محاولاته .. وستكون حتما من غير طائل ..
* * * * *
مضت قريش بخيلائها .. ومضت بني تغلب بفرسانها .. وبقينا كالأيتام على مأدبة اللئام ..
نعلم الأنبياء ثوار الله في الأرض ..تناسختهم كرام الأصلاب ومطهرات الأمهات .. حتى وصلنا إلى النبي الخاتم سلام الله عليه .. الذي غير العالم .. نحو الحق والحرية ..
وبعد الأنبياء .. إذا رجعنا إلى الدنيا البشر ابتداء من الفرسان انتهاء العوام والقطعان .. ..
هل كان كليب طفرة جينية .. هل كان خالد بن الوليد عنصر فذ في عالم الجينات الوراثة .. هل كان ابو ليلى المهلهل .. مجداً غاب ولن يتكرر . لا يمكن أن تتقبل غطاريف وائل .. ولا فرسان تغلب ولا خيل قريش في الإسلام هذا العار المعاصر . فلا ثمة خيار .. إلا ان يسرجوا الخيول ويمتشقوا السيوف .. ويخوضوا غمار حرب ..
فلا صلح حتى تعثر الخيل بالقنا ****ويضرب بالبيض الرقاق الجماجم ..
وإلاالخيار الاخر.. أن يتعاطوا عقاقيرا من المهدئات .. تنزع النخوة .. وتقتل الرجولة ..وهو ليس حلاً لأن واقع العار سيظل ما ثلا ولن يتغير .. فالجهاد كما قال المصطفى باب يزيل به الهم .. والجينات الوراثية تتأبى إلا صولات الكفاح .. وغبار المعارك قد لا يتوافق مع سيكولوجية الخونة من الحكام .. فهم لم يخلقوا لمجد .. او لصيحات مدوية يكتبها التاريخ ..
الشعوب ترفض .. وعنفوان الأحرار .. يقسم الايمان برفض الضيم .. والفرسان يرتجون في حيرة .. كيف تسبى المسلمات ..
سائل العلياء عنا والزمانا هل ***خفرنا ذمة مذ عرفانا
فالمروءات التي عاشت بنا لم تزل تجري سعيرا في دمانا ..
لا يمكن ان يتخلى الفارس عن عنفوانه ولا يمكن للشعوب أن تطلق المجد طلقة بائنة .. ولا يمكن لنار المجد ان تخمد ولا يمكن للحرب ان تضع أوزارها بين خيل الله وخيل الضلال ..
فالأمم خلقت لقضايا كبرى أي المجد والعنفوان وليس لاعتبارات الذل وعيش الخراف ..التي يتم الهجوم عليها من قبل الذئاب في الليلة الشاتية ..
* * * * * *
لقد قال المصطفى المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .. وقال مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
كانت العلاقة بالأمس بين المسلمين .. علاقة التعاضد والتراحم . والترابط المتين . ولا نعرف اليوم ماهي نوعية علاقة العالم والإسلامي بينهم وبين بعضهم البعض . هل هي صلة رحم أم علاقة أولاد زنا . فالذين باعوا فلسطين كانوا عرباً . والذين باعوا العراق كانوا عرباً .. والذين باعوا أفغانستان كانوا عرباً مسلمين .. والذين تركوا البوسنة بالأمس ليغتصبها الصرب .. كانوا عرباً ومسلمين ..أولئك الذين ووقفوا في كل المرات خلف الأبواب يسترقون السمع لفض بكارتها .. وشهروا خناجرهم وانتفخوا شرفا .. وصرخوا فيهن جميعا ان تسكتن صونا للعرض .. بالله عليكم .. هل تسكت مغتصبة . !!
بالأمس بالغ العرب في حماية الجار .. واللاجئ .. فكان هناك .. من قيل فيهم مجير الجراد .ككليب بن وائل و كمدلج بن سويد الطائي .. الذي أجار الجراد ..حيث خلا يوما في خيمته فإذا بقوم من طيء .. ومعهم أوعيتهم .. فقال ما خطبكم . قالوا جراد وقع بفناءك فجئنا بأخذه .. فركب فرسه واخذ رمحه .وقال لا يعرض له أحد إلا قتلته .. إنكم رأيتموه في جواري ثم تريدون أخذه .. فلم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس فطار .. فقال شأنكم الآن فقد تحول عن جواري .. وقيل في أمثال العرب .. أحمى من مجير الجراد أو مجير الظعن .. وهو ربيعه بن مكدم الكناني الذي حمى الظعن حيا وميتا .. وأتكأ على رمحه ودمه ينزف خلال القتال والقوم بإزائه يحجمون من الإقدام عليه حتى نجت الظعن بسبب ذلك ..والظعينة هي المرأة في الهودج او المرأة المقيمة في بيتها .. ومن حرمة الجوار عند العرب بالجاهلية أن من دخل حرم البيت بمكه صار في جواره آمنا مطمئنا .. وعلى قريش الذب عنه .. وكان الاعتداء على الجار مثيرا لحفيظتهم .. وكثيرا ما نشبت الحروب بسبب الاعتداء على الجار .. وكان من العار ان يهان الحليف المجاور .. والمستجير بأحد البيوت وان لم يكن فيه إلا امرأة أو طفل .. فيجد الحماية والأمان ..
لم يجيروا العراق ولا فلسطين . لقد ُأتيّ العراق من قبل الجيران .. وُأتيت فلسطين حتى اللحظة من قبل الجيران وُأتيت أفغانستان من قبل الجيران .. وما زال السؤال مطروحا .. ما نوع العلاقة بين انظمة سايكس بيكو .. أهي صلة رحم أم علاقة أولاد زنا ..؟! هل هي صلة رحم ام علاقة الأخوة الأعداء ..؟! أولئك الذين يبيعون بعضهم البعض مقابل حفنة من الدولارات .ولم يعبئوا برحم واحد او مصير واحد .. أو آصرة الإسلام ...والتي تعتبر الاصل في كل العلاقات والوشائج ..
وقد استفاد المسلمون في العهد المكي من هذا العرف .. حيث عاش النبي عند ابي طالب ودخل مكة بعد رجوعه من الطائف بحماية المطعم بن عدي ..
وكان العرب . يعرفون من خلال البطولة والفروسية كيف يحمون نساءهم.. بل كان هناك من النساء من يجرن أي يحمين من نزل بجوارهن ..
وحمت ريطة بنت جذل الطعان الدريد ابن الصمة لأنه أعطى رمحه لربيعة بن مكدم يوم الظعينة . .. فألقت على دريد ثوبها وقالت يا آل فراس أنا جارة له منكم .. هذا صاحبنا يوم الوادي ..
وقد أقر الإسلام هذا العرف . قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم .. ولذلك قال المصطفى لأم هانيء قد أجرنا من أجرت ..
في نهاية المقال .. نعود إلى القضية الأساسية .. وهي حماية النساء .. وعار اغتصاب نساءنا وأخواتنا في العراق .. لقد جاء في معلقة بن كلثوم .
على آثارنا بيض حسان**** نحاذر أن تقسم او تهونا ..
يقول بن كيسان .. على أثارنا : أي من وراءنا نساء تحرض على الحرب تحاذر ان تفارقنا ان قصرنا عن منعتهن او يسبين فيصبحن أذلاء .
وأشار التبريزي .. نساؤنا خلفنا نقاتل عنهن ونحذر ان نفارقهن أن يصرن الى غيرنا .
ظعائن من بني جشم بن بكر خلطن بميسم حسبا ودينا ..
يقتن جيادنا ويقلن لستم***** بعولتنا ان لم تمنعونا ..
نعم كان الواقع بالأمس ..
شبان يرون القتل مجداً وشيب في الحروب مجربينا .
وما منع الظعائن مثل ضرب ترى منه السواعد كالقلينا
لتنتهي معلقة بن كلثوم ..
اذا بلغ الفطام لنا صبي ***تخر له الجبابر ساجدينا ..
وكانت نساء بني تغلب لا يبكين على اولئك الذين سقطوا في الميدان .. فهو أمر دارج في واقعهم الحياتي .. فحياة شبابهم .. ونخواتهم ومروءتهم .. خلقت لهذا السياق أي ان يموتوا قتلا ..من أجل المجد وذودا عن حريمهم وعن أعراضهم ..
معاذ الإله ان تنوح نساءنا على**** هالك منا وان قصم الظهر ..
ولقد اعتبر الإسلام من قتل دونه عرضه فهو شهيد..كما قال المصطفى ..فماذا بقي من قيمة في الحياة .. اذا ضاعت ارض الإسلام وانتهكت أعراض المسلمات على هذا النحو .. فبطن الأرض خير من ظهرها أيها السادة .
وفي .. دولة بني حمدان وصراعاتها . كان( يوم المغار)من الأيام المشهودة لأبي فراس وسيف الدولة الحمداني .. حيث خرج سيف الدولة وأبي فراس في طلب بني كلاب . ومن انضاف إليها فلحق بحلة من بني نمير . وكان رئيسها شخص يدعى مماغث .. فخرجت اليه ابنة مماغث .. مسفرة الوجة حافية القدمين تتحدث الى سيف الدولة .. وأبو فراس يسايره فصفح يومها عن الحلة ..
يقول أبو فراس
و ما انس لا أنس يوم المغار .. محجبة لفظتها الحجب
دعاك ذووها بسوء الفعال لما لا تشاء ولما لا تحب
فكان الموقف .. من سيف الدولة هو الصفح .. كونه يحمي الحريم ويأتي الجميل ويحمي النسب ..
فكنت أخاهن إذ لا أخ ********** وكنت أباهن إذ ليس أب
وما زلت مذ كنت تأتي الجميل وتحمي الحريم وترعى النسب
فكانت صيحات النساء من بني نمير وبني كلاب ..في ذلك اليوم لهذا الموقف النبيل.. أن ترتفع صحيات النساء من بين البيوت: لا يقطع الله نسل العرب ..
ينادين من بين خلال البيوت ***:لا يقطع الله نسل العرب .
أما اليوم .. وبعد هذا العار الذي لحق بالأمة .. وما دام العرب على هذا الطراز وهذه الشاكلة .. لا يثأرون لحرمة ولا غيرة على حرمة عرض .. ولا يحمون جار .. وآن لنا اليوم أن نحول بيت الشعر الى سياق ملائم مع الواقع .. ننادي من بين خلال السطور**** :فليقطع الله نسل العرب
أجل.. فليقطع الله نسل العرب ..
قال تعالى :
(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد : 4 )
(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) (محمد : 5 )
(وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) (محمد : 6 )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.