منذ بدء العدوان على لبنان في الثاني عشر من يوليو الماضي وحتى الآن، المائة قتيل حسب المصادر الصهيونية الرسمية، في حين أُصيب مئات آخرون بجروح مختلفة، عدد منها وصفت بأنها حرجة، وهي معطيات كبيرة بوقعها بالنسبة للدولة العبرية غير المعتادة على فقد هذا الكم الكبير من جنودها ومستوطنيها في فترة زمنية قصيرة. الأرقام التي أعلنتها قيادة الجيش الصهيوني وشرطة الاحتلال تشير إلى أنّ عدد القتلى بلغ مائة وثمانية قتلى، ثمانية وثلاثون منهم مستوطنون وسبعون من الجنود والضباط من القوات الخاصة الصهيونية. أما الأرقام التي تتحدث عنها مصادر عسكرية صهيونية أخرى؛ فتشير إلى أن عدد القتلى الصهاينة خلال الأيام الثمانية والعشرين يوماً الماضية، تجاوزت المائة وثلاثين قتيلاً حتى الآن. وهذه أرقام يؤكد المراقبون أنها قليلة بالمقارنة مع المعارك العنيفة الدائرة على الأرض مع مقاتلي "حزب الله"، لا سيما وأن تل أبيب تفرض تعتيماً إعلامياً بشأن عدد القتلى والجرحى وأنها تقلل من هذه الأعداد باستمرار، كي لا يساهم ذلك في رفع معنويات المقاومين. وتشير المصادر الأمنية الصهيونية إلى أنّ ما تم رصده من صواريخ "حزب الله" التي سقطت في أنحاء مختلفة من الدولة العبرية، لا سيما شمال فلسطينالمحتلة، تجاوزت ثلاثة آلاف صاروخ، موضحة أنّ هذا العدد نفسه من الصواريخ أُطلقت من قبل حزب الله وسقطت ضد أهداف صهيونية، إلا أنه لم يتم حتى الآن الوصول إلى مكان سقوطها. وحسب هذه المصادر، التي باتت تحصي خسائر الدولة العبرية؛ فإنّ أكثر من مليون شخص فرّوا من المناطق الشمالية المعرضة للقصف الصاروخي إلى مناطق الجنوب والمركز. وقد تسبّب هذا القصف بإلحاق أضرار مادية جسيمة بالبنى التحتية في المستعمرات في شمال فلسطينالمحتلة، كما أسفر عن تدمير ما يزيد عن سبعة آلاف منزل للمستوطنين اليهود وعدد من المصانع ومئات من السيارات، إضافة إلى شل القطاع السياحي بشكل تام، في ذروة الموسم. هذا وتعمل حكومة إيهود أولمرت بدءاً من أمس الأربعاء (9/8) على إجلاء من تبقى من سكان التجمعات اليهودية في شمال فلسطينالمحتلة، حيث تم إعداد خطة لإجلاء أكثر من ستين ألف صهيوني كمرحلة أولى، لا سيما وأنهم لازموا الملاجئ أكثر من شهر بشكل متواصل