رغم الحرب الجنونية التي تشنها الحكومة الصهيونية على لبنان، وزعمها بأنها دمرت البنية التحتية لحزب الله، إلا أن مقاتلي الحزب واصلوا هجماتهم الصاروخية والبرية ضد المستوطنين في شمال فلسطينالمحتلة، وضد الجنود الصهاينة الذين يحاولون التقدم لقرى جنوب لبنان. فلقد أثار تواصل حزب الله في قصف المستوطنات والمدن الصهيونية في شمال فلسطين، الكثير من التحليلات لدى المحللين الصهاينة، ولدى الشارع الصهيوني الذي بات على وشك الانفجار ضد حكومته الفاشلة في قيادة الحرب على لبنان. الناطق باسم الجيش الصهيوني أعلن أمس عن مقتل خمسة جنود وإصابة عدد آخرين في اشتباكات مع مقاتلي حزب الله، ليرتفع بذلك عدد القتلى الصهاينة إلى أكثر من مئة بينهم 49 مستوطن قتلوا خلال عمليات قصف شمال فلسطينالمحتلة، ناهيك عن الخسائر الحقيقية للقتلى والاقتصادية التي سببتها الصواريخ والعمليات التي وضعت الصناعات الصهيونية في مأزق رفض وإلغاء الدول العالمية عقد صفقات مع الدولة العبرية بسبب تهاوي الأسلحة الصهيونية أمام قدرات المقاومة. وقال الناطق فإنه وحسب شهادات عبرت مصفاة الرقابة العسكرية الصهيونية، فإن معارك ضارية دارت أمس بين مقاتلي حزب الله وبين الجنود الصهاينة في ثلاثة مناطق في الجنوب اللبناني. ففي الوقت الذي حاولت فيه قوات الاحتلال التقدم إلى الأمام باتجاه نهر الليطاني، اعترضت طريقها فرق المقاتلين من حزب الله وأمطرتها بنيران كثيفة استخدمت فيها صواريخ مضادة للدبابات والمجنزرات وأوقعت في صفوفها الخسائر وأعاقت إنقاذ الجرحى. وكانت المعركة الأولى قد وقعت في بلدة لبونة في القطاع الغربي، حيث قتل ثلاثة جنود صهاينة، أحدهم جندي من مستوطنة "معاليه أدوميم" في الضفة الغربية، إلى الشرق من القدسالمحتلة. وفي بلدة دبل في القطاع الأوسط جرح ثلاثة جنود وأعطبت دبابة، فحاولت فرقة انقاذ تخليص الجرحى فوقعت فريسة لنيران حزب الله، فقتل أحد أفراد القوة وجرح ثلاثة آخرون. وعاد اسم بنت جبيل الى العناوين، أمس، مرة أخرى رغم زعم الجيش الصهيوني بأنه سيطر على البلدة منذ أسبوعين، فقد وقعت فرقة من الجنود الصهاينة في كمين لمقاتلي حزب الله، فقتل جندي وجرح آخر بجراح بليغة واثنان بجراح خفيفة. أما على صعيد القصف الصاروخي لحزب الله، فقد سقط حوالي 120 صاروخا في المستوطنات والمدن الصهيونية في شمال فلسطينالمحتلة، أدت لإصابة سبعة مستوطنين فقط. على حد زعم المصادر الصهيونية الرسمية، فيما أصيب ثمانية عشر ما بين إصابات خفيفة وصدمات نفسية. وكالعادة أصاب بالأساس كريات شمونة (حوالي 50 صاروخا). ووقع أحد الصواريخ في صفد قرب مقر قائد الجبهة الداخلية في الجيش الصهيوني، اللواء اسحق جرشون، عندما كان يلتقي الصحافيين ويشرح لهم عن مهمات قوته. فتوقف عن الكلام وبقي صامتا لدقيقة، وما أن استأنف كلامه حتى سقط صاروخ ثان. وسقطت الصواريخ أمس أيضا، على عكا ونهاريا وطبرية وصفد وكرمئيل ومعلوت ترشيحا والبقيعة، ولم تصل جنوبا. وبانتهاء القصف أمس يكون عدد الصواريخ التي سقطت على شمال فلسطينالمحتلة في أيام الحرب الأخيرة 3050 صاروخا، قتل فيها 49 مستوطن، وما زال 75 آخرين يمكثون في المستشفيات لتلقي العلاج من الإصابات. وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس لفين، أمس، أن عملية اجتياح صهيونية الى نهر الليطاني، من شأنها أن تخفف بنسبة 80% عدد الصواريخ المطلقة من حزب الله. على حد ادعائه. وكان الجيش الصهيوني قد اعترف، أمس، بأنه لم يتمكن من التقدم نحو الليطاني، رغم أن وزير الدفاع وقع على أمر خطي بهذه العملية منذ الأحد الماضي. وواضح ان المقاومة العنيدة هي سبب ذلك، وعرض الناطق بلسان الجيش، أمس، مجموعة من الأدوات التي كان وما زال يستخدمها حزب الله في مقاومته، أجهزة غير موجودة في الجيوش النظامية. وكان بين المعروضات كاميرات حديثة يستطيع مقاتلو حزب الله أن يشاهدوا من خلالها تحركات الجيش الصهيوني وهم داخل الخنادق. وهي الكاميرات التي تستخدم عادة في الغواصات البحرية، ونواظير للرؤية الليلية، وأجهزة كومبيوتر متطورة لإعداد الخطط واعطاء الحسابات حولها وطرق جديدة لاخفاء الأنفاق وغيرها. وزعم الناطق بأنه تم قتل 450 مقاتل من حزب الله وأسرت حوالي الثلاثين وأن الأسرى بدأوا يتكلمون عن تاريخهم وكيف انتسبوا الى حزب الله وتدربوا على السلاح في معسكرات تدريب في ايران. ودعا رئيس الحكومة الصهيونية، ايهود اولمرت، الجمهور الصهيوني للصبر والهدوء قائلا: «لقد وجهنا ضربات موجعة للغاية لحزب الله، أقسى بكثير من الضربات التي وجهها حزب الله للجيش والداخل الإسرائيلي، ولم يبق سوى بضعة أيام حتى تتضح الصورة حول خسائر الحرب، وسيتضح للناس ان حزب الله خسر هذه الحرب». على حد زعمه.