قرأت فى صحيفة اللواء الاسلامى 3/11/2011 تعقيب الشيخ محمد سعيد أبو هاشم الإمام بأوقاف الشرقية على الفتوى التى نشرتها الصحيفة فى 8/9/2011 والتى جاء فيها (إن قراءة القرآن فى المقابر على الأموات بدعة لا أصل لها وان الذى يستأجر القراء لقراءة القرآن الكريم على المقابر أعان على البدعة). وقال فى تعقيبه إن قراءة القرآن على المقابر سنة نبوية ثابتة وسنة صحابية وتابعية اكيدة. واحتج على ذلك بعدة أحاديث ضعيفة وموضوعة لا يصح الاحتجاج بها كحديث عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال: قال ابى (إذا أنامت فضعني في اللحد وقل بسم الله وعلى سنة رسول الله وسن على التراب سنا واقرأ عند راسى بفاتحة البقرة وخاتمتها فأنى سمعت عبد الله بن عمر يقول ذلك). فراوي هذا الحديث عبد الرحمن العلاء قال عنه علماء الجرح والتعديل مجهول لم يرو عنه غير مبشر بن إسماعيل. أما القصة التي ذكرها الشيخ عن الامام أحمد بن حنبل ففيها محمد بن قدامة الجوهرى الذى قال عنه ابن معين ليس بشيء وقال عنه ابو داود ضعيف لم اكتب عنه شيئا قط وفيه أيضا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج وقد سبق ما فيه. أما حديث (من دخل المقابر فقرأ فيها يس خففت عنهم يومئذ وكان لهم بعددهم حسنات) فهو حديث موضوع باطل لا يصح الاحتجاج به لان فيه راويين مجهولين واخر متروك كذبه ابن معين. اما الذى يحتج به امام وخطيب ومدرس اوقاف الشرقية فهو القرآن الذى قال الله فيه فى سورة يس التى جعلتموها تقرأ على المقابر للاموات. فى الاية سبعين (إن هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين) وقال الله فيه فى سورة الرعد الاية 37 (وكذلك انزلناه حكما عربيا..) فالقرآن يا مولانا انزله الله لينذر به من كان حيا لا لنقرأه على من ماتوا وافضوا الى ما قدموه حتى لا نكاد نسمع قارىء القرآن يقرأ ألا ويقول الناس (من الذى مات)فجعلتم كتاب الحياة علامة على الموت مع ان الله عز وجل انزل القرآن لنحكم به ونحتكم إليه. فقال سبحانه وتعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون.. فأولئك هم الظالمون.. فأولئك هم الفاسقون) المائدة 44، 45، 47 وقال تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) المائدة:50. فنحن نريد أن نحكم بالقرآن يا مولانا لا أن نقرأه فى المقابر على الأموات الذين لن ينفعهم القرآن إذا لم يكونوا يعملون به فى حياتهم فيرضون بالله ربا ولا يرضون بغير الله ربا. ويرضون بالقرآن حكما ولا يرضون بغير القرآن حكما ويرضون بالنبى صلى الله عليهم وسلم قائدا وإماما ولا يرضون بغيره صلى الله عليه وسل قائدا وإماما. أما الأموات من إخواننا وآباءنا وأمهاتنا فلهم من الدعاء بالرحمة والمغفرة كما قال الله تعالى (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)، (ربنا اغفر لى لوالدى وللمؤمنين يوم يقوم الحساب)، (رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا) عبد الرحمن لطفى