أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب تلفزيوني اليوم الجمعة على أنه سيتجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم وسيطلب العضوية الكاملة، وهو ما فسره بعض المحللين بأنه بداية لنزاع دبلوماسي مع إسرائيل والولاياتالمتحدة. وقال أبو مازن أنه سيذهب إلى الأممالمتحدة للمطالبة بحق مشروع وهو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في هذه المنظمة الدولية."
وأضاف وسط هتافات من مستمعيه "ذاهبون إلى مجلس الأمن..أما الخيارات الأخرى فلم نتخذ بها قرارا."
وتعارض كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة مثل هذه الخطوة وتقولان انه لا يمكن إنشاء دولة فلسطينية إلا من خلال المفاوضات المباشرة. وقالت واشنطن بالفعل إنها سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي محاولة للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية. ويقول بعض الساسة الأمريكيين أنهم سيحاولون قطع المعونة الأمريكيةللفلسطينيين والتي تبلغ نحو 500 مليون دولار سنويا إذا رفضوا التراجع عن موقفهم.
وإذا اعترضت الولاياتالمتحدة على القرار فسيكون بإمكان الفلسطينيين حينئذ التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة بكامل أعضائها. وليس للجمعية العامة سلطة منح الفلسطينيين العضوية لكنها قد تعترف بها كدولة غير عضو.
وقد تعطي مثل هذه الخطوة الفلسطينيين إمكانية الانضمام إلى مؤسسات دولية أخرى منها المحكمة الجنائية الدولية التي قد يسعون من خلالها لمقاضاة إسرائيل لاحتلالها القائم منذ فترة طويلة للضفة الغربية.
وقال عباس انه يريد الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 التي تضم الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة مضيفا أن هذا سيمكن الفلسطينيين من العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل.
وأكد أن أي احتجاجات شعبية لدعم مبادرته يجب أن تكون سلمية. وتخشى إسرائيل أن تؤدي المواجهة في الأممالمتحدة إلى أثارة العنف في أنحاء الضفة الغربية وتضع قواتها في حالة تأهب في المنطقة.
ومن المقرر أن يلقي عباس كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر أيلول وهو الموعد الذي قال انه سيتقدم فيه بطلب الحصول على عضوية فلسطين بالمنظمة الدولية.
في سياق متصل، حذرت الصحف الصينية الرسمية الولاياتالمتحدة من تداعيات استعمالها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد طلب انضمام دولة فلسطين إلى منظمة الأممالمتحدة، فيما لا يزال الفلسطينيون مصرين على مبادرتهم رغم الضغوط والمساعي الدولية ومعارضة بعض الأطراف الفلسطينية. وكتبت صحيفة تشاينا ديلي في افتتاحية أنه "إن اختارت الولاياتالمتحدة أن تتحدى الرأي العام العالمي بعرقلة المبادرة الفلسطينية في الأممالمتحدة الأسبوع المقبل، فإن ذلك لن يؤدي فحسب إلى زيادة عزلة إسرائيل، بل سيؤجج بؤر التوتر في المنطقة". وأكدت الصين مؤخرا أنها تؤيد طلب انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة معتبرة أن هذا "حق (فلسطيني) مشروع غير قابل للتصرف" وأنه سيعزز فرص السلام في المنطقة.