تستمر حالة الإهمال والفساد ببعض الهيئات الزراعية الهامة، بالأخص تلك المسئولة عن حياة الماشية وتربيتها، والإشراف على تلك الثروة التى لا غنى عليها، والتى تتخذها بعض الدول، كمقوم أساسى فى اقتصادياتها. فمديريات الطب البيطرى بالسويس وغيرها من المحافظات، تفوقت على كل هذا، حيث اتهم محمد عوض سكرتير جمعية مربى الماشية، العاملين بمديرية الطب البيطرى فى السويس، بتوزيع تطعيمات فاسدة لا جدوى منها، حيث بلغ عدد ما نفق 12 رأس ماشية فى أسبوع واحد فقط، وقد حمل آخر رأسين على سيارته يناشد المحافظ حلا لمشكلته ومربى الماشية. وأضاف عوض: أنه قام بحمل العجول النافقة فى حظيرته وتوجه بها فى سيارته لديوان عام المحافظة، بعد التجاهل الذى وجده من المسئولين حينما أقدم على ذلك الأمر لأول مرة. وأشار إلى أن أخصائى مديرية الطب البيطرى سحب عينة من أبقاره النافقة وتم إرسالها لمعامل وزارة الزراعة لفحصها، لكن لم يجد ردا أو يتسلم مصلا فعالا فى علاج ماشيته ووقف نزيف الخسائر.كاشفاً أن طبيب المديرية حضر بالأمس لفحص العجول، وعاين ماشية سبق أن طعمها بيديه وقد تأكد من إصابتها، وأثناء ذلك سقط عجل صغير ميتا. وأكد "عوض" أن أمصال وزارة الزراعة لا تقاوم المرض وإذا استمر نزيف الخسائر، فلن يربى ماشية مرة أخرى، لافتا أن الطبيب البيطرى طلب منه شراء عقار "البنسلين" المستخدم لعلاج البشر، لحقن الماشية بعدما فقد الأمل فى أمصال وتطعيمات الوزارة. ولم تخل الدواجن من الكارثة، حيث يشكو أصحاب المزارع أيضا من التأثير السلبي للقاحات والأمصال والتحصينات التي تتسبب في نفوق قطعان الدواجن في المزارع المصرية، بنِسَب قد تصل إلى 90٪، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وفقا لأصحاب شركات ومربين، أكدوا أن الصناعة في تدهور كامل خاصة في فترة الشهور الأربعة الماضية، التي شهدت نفوق الدواجن بنسبة تتراوح من 90 إلى 100 % في عنابر تربية الدواجن في مختلف المحافظات. يقول عبدالخالق النويهي، نائب رئيس الجمعية المصرية لمربي الدواجن، فى تصريحات صحفية مؤخراً،إن هناك ما يقرب من 4 ملايين مزرعة تربية دواجن، ل 4 ملايين مربي، ويعمل في كل مزرعة ما يقرب من 4 عاملين، يعيشون الآن كارثة بسبب نفوق 90 % من الدواجن على مدار 4 دورات متتالية من شهر ديسمبر الماضي وإلى الشهر الجاري، لظهور فيروسات جديدة، لا تتناسب معها الأمصال واللقاحات التي يتم استيرادها.