حالة من الذعر أصابت المزارعين ومربي المواشي بالسويس؛ نتيجة إصابة المواشي والعجول بمرض غريب، أدى إلى نفوقها بشكل سريع وبأعداد كبيرة، رغم أنها محصنة ضد الحمى القلاعية والأمراض الأخرى. ونقل المزارعون العجول النافقة إلى مبنى المحافظة ومقر الطب البيطري، في شكل احتجاجات لمعرفة أسباب المرض، والمطالبة بالتدخل الحكومي، فيما تجول عدد من السماسرة الحظائر صباح اليوم لجمع العجول النافقة وشرائها من المزارعين. فوجئ أصحاب المزارع ومربي الماشية في السويس بنفوق أعداد كبيرة من العجول والمواشي بالقطاع الريفي في حي الجناين، رغم أنها محصنة، وجاءت أغلب الوفيات في العجول الصغيرة بنسبة 80%، ووصل إجمالي العجول النافقة 500 رأس منذ بداية الأزمة، خلال أيام، لكنها تزايدت بشكل كبير اليوم لعدم اتخاذ خطوات إيجابية بشأنها. ورجح بعض الأهالي أن تكون الأمصال التي تم تطعيم العجول بها، فاسدة، وأرجع آخرون الأزمة إلى تهريب عجول من الخارج وخلطها بالعجول المحلية دون الكشف عليها، فيما سحبت إدارة الطب البيطري بالسويس عينات لإرسالها إلى معهد بحوث الحيوان لمعرفة سبب نفوقها وموتها بشكل مفاجئ. وقال أحمد حمدان، أحد مربي الماشية في السويس، إنه فقد 12 عجلا صغيرا لا يتجاوز أعمارهم 10 أشهر، مؤكدا أن مديرية الطب البيطري تتجاهل المرض منذ ظهوره، وتؤكد أنه حمى قلاعية، متهما إياها بالفساد؛ لأن جميع مواشيه تلقت الأمصال والطعوم الخاصة بمرض الحمى القلاعية، في إشارة إلى أنها أمصال فاسدة، ويجب محاسبة المسؤول عنها. وأضاف أن هناك سيارات من خارج محافظة السويس تجوب قطاع الجناين لشراء الأبقار النافقة بحجة تحويلها لعلف الأسماك بالمزارع السمكية، وأنهم عرضوا عليه شرائها، لكنه رفض لأنه يريد معرفة أسباب نفوقها، وخوفا من بيع لحومها للمواطنين، مطالبا بمحاسبة المسؤولين وصرف تعويضات للمزارعين. وأكد عربي السيد، مزارع وأحد مربي الماشية، أنه فقد 5 عجول لا يتجاوز أعمارهم 7 أشهر، وأنه توجه مع المزارعين للاحتجاج أمام المحافظة، لكنهم فوجئوا بأن المسؤولين يحملونهم المسؤولية، ويؤكدون أن أحد مربي الماشية سبب المرض الغامض لأنه استورد عجولا من الخارج وتهريبها دون أن تمر على الحجر الصحي أو الطب البيطري. وطالب الأجهزة الأمنية بضرورة القبض على السيارات التي تتولى شراء العجول النافقة بحجة تحويلها لعلف المزارع السمكية، خاصة أنها مريضة، وسواء تم تحويلها لعلف أو أي شيء آخر، ستعود بالضرر على الإنسان، مؤكدا أنه رفض بيع العجول لهم، في حين أن الكثيرين في أمس الحاجة لأي تعويض عن العجول النافقة، وقبلوا بيعها بعد رفض المسؤولين تعويضهم. وقال محمد عوض، سكرتير جمعية مربي الماشية في السويس، إنه فقد 8 عجول وأبقار صغيرة نفقت بسبب مرض الموت المفاجئ، الذي ضرب الماشية دون ظهور أي أعراض عليها، مؤكدا أن المرض يستهدف الماشية الصغيرة التي لا تتجاوز أعمارها 6 أشهر، وأن المرض انتقل من المحافظات الأخرى التي ينقل منها الماشية إلى السويس، خاصة "الإسماعيلية والبحيرة والشرقية". وأشار إلى أن الماشية التي يتم جلبها للذبح والتسمين بالسويس، تحمل المرض الذي ينتشر في الهواء وتنتقل مع اتجاه الريح بطريق "السويس – الإسماعيلية" المتاخم للقطاع الريفي بحي الجناين، حيث مزارع الماشية، مؤكدا أن السويس خالية من لقاح ومصل للمرض ويستلزم شراءه من المحافظات الأخرى، ومن المفترض أن توفره مديرية الطب البيطري، مضيفا أن هناك ما يزيد على 500 رأس ماشية نفقت خلال الثلاثة أسابيع الماضية، لدى المربين بالقطاع الريفي. وقال محمد عوض عسراني، سكرتير جمعية الثروة الحيوانية بالسويس، إن العجول من عمر 4 إلى 6 أشهر تعرضت لموت مفاجئ نتيجة إصابتها بالحمي القلاعية رغم تطعيمها وتحصينها، واصفا ما يحدث ب"كارثة كبيرة وخسارة لأصحاب الحظائر"، متهما مديرية الطب البيطري في المحافظة بتوزيع تطعيمات عديمة المفعول ضد أمراض الحمى بأنواعها الثلاثة القلاعية والجبل المتصدع والتسمم الدموي، مؤكداً أنه حصن ماشيته قبل شهر، لكن أعراض المرض ظهرت عليها وبدأت في النفوق واحدة تلو الأخرى. وأكدت عزيزة عثمان، مديرة الطب البيطري بالسويس، أن فرقيا من الطب البيطرى يعاين الحظائر التى نفق بها عجول، وتم سحب عينات لإرسالها إلى معهد بحوث الحيوان لمعرفة سبب نفوقها، ورجحت أن يعود السبب إلى استيراد بعض المزارعين عجول من الخارج وتهريبها إلى الداخل، دون أن تمر على الطب البيطري أو الحجر الصحي، وخلطها بالسلالة المحلية، ما تسبب في انتشار الأمراض. وأوضح محمد نشأت، السكرتير العام المساعد لمحافظة السويس، أنه انتقل مع أصحاب الحظائر لمقر مديرية الطب البيطري بالسويس للإشراف علي تحرك الطب البيطري بعد تعرض العجول للنفوق، ولم يتجاهل احتجاجتهم أمام المحافظة، وإن لجنة من الطب البيطري ستعاين موقع الحظيرة التي ظهر بها النفوق الجماعي للعجول وسنتابع ما يحدث. ومن جانبه، قال اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، إنه أحال قضية نفوق العجول المفاجئ في القطاع الريفي للطب البيطري؛ من أجل سرعة وضع حلول للمشكلة ورفع تقرير بنتائجها مباشرة له، مطالبا الدكتورة عزيزة عثمان، مدير الطب البيطري، بسرعة حل الأزمة ورفع تقرير بالنتائج له.