تلعب وسائل الاعلام الصهيونية في دولة الاحتلال دورا مهما في التحريض ضد العرب والمسلمين، في محاولة خبيثة لتأليب الرأي العام الصهيوني، المؤلب اصلا، ضدّ كل من هو ليس يهوديا، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، تطرقت مقالة هيئة تحرير صحيفة (هموديع) الدينية الى التصريحات الاخيرة التي ادلى بها نائب وزير الاعلام الفلسطيني التي وصفتها المقالة بالتصريحات الوقحة، واعتبر الكاتب ان هذه التصريحات تعبر عن الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية، التي تنفي اي حق لليهود في حائط المبكى. واورد المقال فقرة على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تقول: ان انكار ارتباط الشعب اليهودي بحائط المبكى من قبل وزارة الاعلام الفلسطينية هو امر مخزٍ. ويدّعي مقال (هموديع) ان الشعب اليهودي هو المالك الشرعي الوحيد لهذه البلاد، وهو ادعاء عنصري وتحريضي، ينفي حق غير اليهود، وخاصة الفلسطينيين في العيش في هذه البلاد.
في سياق متصل، نشر موقع (حدريه حرديم) خبرا للكاتب ياكي ادمكر، تطرق فيه الى الاعلان الذي نشر مؤخرا في عدد من التجمعات الدينية في البلاد، والذي يدعو طلاب المدارس الدينية المتطرفة للانضمام الى التجمع الديني الذي افتتح مؤخرا في منطقة الحرم القدسي الشريف.
وفي سياق الخبر، يذكر المقال على لسان منظمي المشروع انه: يوجد في جبل الهيكل تجمعات عربية تتلقى تمويلا من الشيخ رائد صلاح، وهذا تدنيس كبير، لذا وكردٍ على ذلك قمنا بتنظيم هذه المجموعات التعليمية، من اجل الحفاظ على قدسية المكان.
ويتبنى الخبر الاعلان المذكور اعلاه، والذي يعتبر دعوة صريحة لاحتلال المسجد الاقصى والمساحات التي تحيطه.
ونموذج ثالث للعنصرية الصهيونية، التي رصدتها وكالة الانباء والمعلومات الصحافة الفلسطينية (وفا) هو حديث وزير الخارجية الصهيوني افيجدور ليبرمان عبر الاذاعة الصهيونية الرسمية 2010، حول عدة مواضيع ابرزها استطلاعات الراي الاخيرة، التي اجراها المعهد الصهيوني للديمقراطية، والتي اشارت الى ان ثمة توجهات عنصرية عند الجمهور الصهيوني، مثل عدم الرغبة بالسكن جوار العرب، ومنعهم من التصويت في الكنيست وحجزهم في معسكرات اعتقال خلال الحرب. حيث اتهم وزير الخارجية، خلال حديثه، المواطنين العرب بالمسئولية عن هذه الميول العدائية لدى الصهاينة ضدهم، واعتبرها امرا طبيعيا.
وخص ليبرمان اتهامه اعضاء قيادة الجمهور العربي قائلا "اعتقد ان سبب ذلك هو قيادة عرب اسرائيل، الذين عندما كانوا يخرجون في العام 2010 في مظاهرات داخل دولة اسرائيل كانوا يحملون صورا لحسن نصر الله ونداءات داعمة لحزب الله. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، قام بالتحريض المباشر على القيادات والجماهير العربية في اسرائيل، بادعاء انهم معادون لدولة اسرائيل ويتعاونون مع اعدائها".
مضافا الى ما ذُكر، نشر الحاخام افرايم زلمنوفيتش مقالة رأي في صحيفة "ماكور ريشون" الدينية انتقد فيها تجميد البناء في الضفة الغربية. مدعيا ان: اي عربي يطلب من يهودي توقيف بناء بيته في ارض الدولة الصهيونية، فانه لا يبحث عن السلام او عن جيرة طيبة، وخصوصا في القدس او بؤر الاستيطان في هضبة الجولان. وبهذا يقوم الحاخام بالتحريض على استمرار الاحتلال غير الشرعي للضفة الغربية والجولان السوري المحتل.
ويمكن في هذه العجالة استعراض الحادث التالي، فقد استضاف المذيع رينو تسرور خلال برنامج (نقطة ساخنة) على اذاعة الجيش الصهيوني، البروفسور الصهيوني سامي سموحة، الباحث المتخصص في علم الاجتماع والمحاضر في جامعة حيفا، للحديث حول نتائج الاستطلاع الذي اجراه المعهد الصهيوني للديمقراطية، والذي اظهر جنوح المجتمع الصهيوني نحو العنصرية ضد المواطنين العرب في الدولة الصهيونية. فقال "يوجد لدينا مشكلة صعبة في الديمقراطية الاسرائيلية، بالذات فيما يخص الفجوة بين اليهود والعرب في دولة اسرائيل، فاليهود يؤيدون التعامل بديمقراطية مع العرب واعطاءهم حقوقهم، ولكن توجد اقلية كبيرة في الجمهور الاسرائيلي تؤيد سلب الحقوق من العرب".
وهنا تدخل المذيع بشكل منحاز لا يليق برجل اعلامي محايد بقوله "ولكن اريدك ان تعطي تفسيرا للادعاء بان اليهودي لا يميل للعنصرية، فاليهودي يرى ان المجموعة العربية تهدده، ويرى صورا لحسن نصر الله خلال المظاهرات، ويسمع اقوالا متطرفة للقيادات العربية، لذلك فان اليهودي الاسرائيلي يشعر بالضغط فقط، فالعنصرية لا تعبر عن طابعه الشخصي. ماذا تعتقد بالنسبة لهذا الموضوع؟".
فيجيب البروفسور سموحة متجاوبا مع اغراض السؤال "بشكل عام اليهود يشعرون بانهم مهددون بسبب نضال العرب ضد الطابع اليهودي للدولة، وبسبب نسبة الانجاب العالية لدى العرب فهم يعتقدون ان هذا الامر سيحول الاغلبية اليهودية الى اقلية، انهم يخافون ان يقوم العرب بالتعاون مع العدو".
وهنا يلاحظ كيف تتم محاولة تبرير النتائج المقلقة والخطيرة للاستطلاع الذي اجراه المعهد الصهيوني للديمقراطية، والتي اشارت الى انتشار الافكار والمعتقدات العنصرية لدى الجمهور الصهيونى ، بادعاء ان المسئول عن هذه النتائج هم العرب.
علاوة على ذلك، اتهم الباحث الصهيوني يوسف دوريئل على موقع (NFC) الفلسطينيين والمسلمين بانهم يتبعون اساليب نازية في حربهم ضد الصهاينة، وقال "ان تلاميذ وزير الدعاية النازية جوزيف جوبلز العرب، يتبنون اسلوبه بشكل ناجح ويضربون به اسرائيل ويشكلون خطرًا على المكانة الشرعية لدولة اليهود في العالم، الامر الذي لم يدركه قادة اسرائيل". وهذا الامر تطرق له مؤخرا، حسب ما اورده كاتب المقال (عملاق الاعلام) روبرت مردوخ خلال محاضرة القاها امام جمهور رابطة منع التشهير في الولاياتالمتحدة حين قال "مع قيام الدولة اليهودية، حاول العرب ابادتها عن طريق الحرب العسكرية المباشرة ولكنّ محاولاتهم فشلت. فحاولوا، بعد ذلك ابادتها عن طريق الاعمال العنيفة في اسرائيل وفي العالم، وفشلوا ايضا، والآن وجدوا الخطة المنتصرة، حملة نزع الشرعية عن اسرائيل، والتي تدفعها لان تكون دولة جذماء ومقاطعة، والتنبؤ بانهيارها مثلما انهار حكم البيض في جنوب افريقيا، ومن اجل ذلك، يستخدمون الاكاذيب والافتراءات الدموية المفبركة والتي يمكن لها ان تقنع العنصريين المعادين لليهود واليساريين التائهين".
يقوم الكاتب، من خلال مقالته، بالتحريض المباشر ضد الفلسطينيين والمسلمين، حيث ادعى بانهم يتبعون اساليب نازية في حربهم ضد الدولة الصهيونية، ويصفهم بتلاميذ جيدون لوزير الدعاية النازية جوبلز، وهو اتهام في غاية الخطورة لما يثيره في النفوس من نفور واستعداء.