فيما يبدو ردا على تصريحات رئيس الوزراء البريطانى قبل أيام بشأن الحصار الصهيونى المفروض على قطاع غزة منذ نحو أربع سنوات، وفيما ينذر بأزمة بريطانية صهيونية، اتهم الرئيس الصهيونى شيمون بيريز البريطانيين بأنهم "مؤيدون للعرب بشدة ومعادون لإسرائيل". بيريز مضى قائلا "إنهم فى بريطانيا يقولون إن العداء للسامية هو أن تكره اليهود أكثر مما ينبغى"، كما هاجم بشدة مساعى أعضاء مجلس العموم البريطانى لإرضاء الناخبين المسلمين، وذلك فى مقابلة مع موقع يهودى على الإنترنت، وفقا لصحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أمس الأول.
واعتبر بيريز أن موقف بريطانيا تجاه اليهود هو "المشكلة الكبرى القادمة لإسرائيل"، مضيفا أن "هناك عدة ملايين من الناخبين المسلمين، وبالنسبة إلى كثيرين من أعضاء البرلمان، يعد ذلك هو الفارق بين أن يتم انتخابك وألا يتم انتخابك".
وتابع اتهاماته بالقول إنه فى بريطانيا هناك دائما ما هو "مؤيد للعرب بشدة، ولا يوجد بالطبع ذلك الشىء بين جميع المواطنين البريطانيين، كما أن هناك ما هو مناهض لإسرائيل فى مؤسسات الحكم البريطانية، فقد سبق أن امتنعوا عن التصويت على قرار الأممالمتحدة الخاص بالتقسيم (فلسطين) عام 1947، وفرضوا حظرا على الأسلحة ضدنا فى خمسينيات القرن الماضى، ودائما ما عملوا ضد مصلحتنا".
فى مقابل هجومه على بريطانيا، شدد الرئيس الصهيونى على متانة العلاقة التى تربط بلاده بألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ويبدو هجوم بيريز استكمالا لتصريحات للنائب اليمينى فى الكنيست الصهيونى، إرييه الداد، اتهم فيها بريطانيا بالعمل ضد المصالح الصهيونية على مدى عقود، منذ أن "خانت وعودها ببناء وطن قومى لليهود"، وقت كانت تحكم فلسطين.
وتابع الداد أن "الحكومات البريطانية (من اليمين واليسار) تفضل أن تقف فى صف المصالح العربية على حساب المصالح الإسرائيلية".
وبحسب "ديلى تليجراف" فى تقرير على موقعها الإلكترونى فإن بيريز يرد بهذه التصريحات اللاذعة على تصريحات كاميرون التى اعتبر فيها غزة "معسكر اعتقال كبير"، داعيا تل أبيب إلى السماح بإدخال المساعدات الدولية إلى القطاع المحاصر، وبحرية دخول وخروج الأفراد من وإلى الأراضى المحتلة.
وذكرت الصحيفة أن عدد من أعضاء البرلمان البريطانى وقادة الجالية اليهودية فى بريطانيا انتقدوا تصريحات الرئيس الصهيونى، حيث رأى البعض، خاصة من اليهود، أن بيريز "فهم الصورة بشكل خاطئ".
ونقلت "ديلى تليجراف" عن النائب البريطانى المحافظ جيمس كلابيسون قوله "لقد أخطأ السيد بيريز فى ذلك، فهناك آراء مؤيدة ومناهضة لإسرائيل فى جميع البلدان الأوروبية، ومن المؤكد أن الأمور ليست سيئة بقدر ما تشعر به إسرائيل. يمكننى أن أتفهم مخاوف السيد بيريز، لكنى لا أدرك ماذا يقوله بشأن بريطانيا".
فيما قال الحاخام جوناثان رومين "لقد فوجئت بما قاله بيريز، فهذا عبارة عن بيان شامل أحادى الجانب، فقد سبق لبريطانيا أن دعمَت القضايا الإسرائيلية والعربية على حد سواء فى فترات مختلفة على مدى الخمسين عاما الماضية، صحيح أن هناك عناصر معادية للسامية، لكنها ليست مستوطنة فى المجتمع البريطانى. وأرى أن ما يوجد فى بريطانيا من تسامح وتعددية يجعلها واحدة من أفضل البلاد التى يمكن العيش بها فى العالم".
ورغم هذه الانتقادات البريطانية لتصريحات بيريز، ذكرت "ديلى تليجراف" أن جمعيات معنية بأعمال العنف المرتكبة بسبب العداء للسامية رصدت 924 حادثا خلال عام 2009، بزيادة 55% على ما كان عليه الحال 2006.
ويرتبط 66% من تلك الحوادث بالدولة الصهيونية ومجريات الأحداث فى الشرق الأوسط، لا سيما ما يعانيه الشعب الفلسطينى فى الأراضى المحتلة، خاصة المليون ونصف المليون نسمة الذين تحاصرهم قوات الاحتلال الصهيونى فى غزة.