أ ثار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز غضبا وجدلا واسعا في بريطانيا, بعد أن اتهم انجلترا بأنها معادية للسامية ومؤيدة أكثر للعرب, وذلك بالرغم من الدور التاريخي لبريطانيا في قيام ولة إسرائيل وخاصة وعد بلفور عام1917 الذي مهد الطريق أمام إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وذكرت صحيفة صنداي تليجراف البريطانية أمس أن تصريحات بيريز أثارت غضب أعضاء بارزين في مجلس النواب البريطاني وكذلك عدد من القيادات اليهودية الذين أكدوا أن الرئيس الإسرائيلي يفهم الأمور بطريقة خاطئة, بينما أيدت جماعات أخري بيريز, مؤكدة أن عدد الحوادث المعادية للسامية تصاعد بشكل كبير في بريطانيا في السنوات الأخيرة, في إشارة إلي المواقف الشعبية المؤيدة للفلسطينيين التي اتخذها البريطانيون, فضلا عن تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أخيرا الذي وصف فيه قطاع غزة بأنها سجن, وحث إسرائيل فيه أيضا علي السماح للمساعدات والأفراد بدخول القطاع بحرية. واتهم بيريز, في مقابلة نشرت علي موقع تابلت الاخباري اليهودي الأسبوع الماضي, نواب البرلمان البريطاني بأنهم يعملون علي إرضاء الناخبين المسلمين, زاعما أن الانجليز عادة ما يتبنون توجهات وآراء موالية للعرب ومعادية لليهود وإسرائيل, وقال: إنهم عملوا دائما ضدنا. وقال بيريز, الحائز علي جائزة نوبل ولقب فارس من ملكة بريطانيا, هناك عدة ملايين من الناخبين المسلمين, وبالنسبة لنواب البرلمان هذا هو الفرق بين إعادة انتخابهم أو عدم انتخابهم, وفي انجلترا هناك معاداة لإسرائيل في مؤسسة البرلمان, وتأييد عميق للعرب, لكن ليس بين كل الانجليز. وأشار إلي أن الانجليز امتنعوا عن التصويت علي قرار الأممالمتحدة عام1947 بتقسيم فلسطين والذي كان مؤيدا للصهيونية, وأبقوا علي حظر تصدير السلاح إلي اليهود في الخمسينيات من القرن الماضي, خاصة أنهم اعتقدوا أن العرب كانوا الطرف الذي يتعرض للخسارة. وشدد بيريز علي أنه علي النقيض من انجلترا, فإن علاقات إسرائيل مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا جيدة للغاية. وتحظي مواقف بيريز بتأييد واسع في إسرائيل خاصة من اليمين, منذ طرد بريطانيا دبلوماسيا إسرائيليا عقب اتهامات للمخابرات الإسرائيلية( الموساد) باستخدام عملائه جوازات سفر بريطانية في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي هذا العام.
