منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تخفض من توقعاتها بالنسبة لنمو الاقتصاد الألماني    مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع اليوم لمناقشة موضوعي الرهائن واجتياح رفح    طريق الزمالك.. البداية أمام بروكسي.. والإسماعيلي في مسار الوصول لنهائي الكأس    رانجنيك يوجه صدمة كبرى ل بايرن ميونيخ    حبس طالب جامعي تعدى على زميلته داخل كلية الطب في الزقازيق    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث بالطريق الزراعي بالقليوبية    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لاستقبال عيدي القيامة وشم النسيم    الثانوية العامة 2024.. مواصفات امتحان اللغة العربية    بحضور سوسن بدر.. انطلاق البروفة الأخيرة لمهرجان بردية لسينما الومضة بالمركز الثقافي الروسي    «الشيوخ» ينعي رئيس لجنة الطاقة والقوى العاملة بالمجلس    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 48 شخصا    مصير مقعد رئيس لجنة القوى العاملة بالشيوخ بعد وفاته    السيسي: حملات تفتيش على المنشآت لمتابعة الحماية القانونية للعمال    الأهلي والالومنيوم والزمالك مع بروكسي.. تفاصيل قرعة كأس مصر    نجم الأهلي السابق: إمام عاشور أفضل لاعب في مصر    الهجرة تعلن ضوابط الاستفادة من مهلة الشهر بمبادرة سيارات المصريين بالخارج    «القومي للأمومة» يطلق برلمان الطفل المصري لتعليم النشئ تولي القيادة والمسؤولية    وزراة الدفاع الروسية تعلن سيطرة قوات الجيش على بيرديتشي شرقي أوكرانيا    واشنطن تطالب روسيا والصين بعدم منح السيطرة للذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية    الأرصاد: الأجواء مستقرة ودرجة الحرارة على القاهرة الآن 24    حداد رشيد حول منزله إلى ورشة تصنيع أسلحة نارية    أب يذبح ابنته في أسيوط بعد تعاطيه المخدرات    ميقاتي: طالبنا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على لبنان    بعد طرح فيلم السرب.. ما هو ترتيب الأفلام المتنافسة على شباك التذاكر؟    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 4.. جد بينو وكراكيري يطاردهما في الفندق المسكون    الإمارات: مهرجان الشارقة القرائي للطفل يطلق مدينة للروبوتات    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    فيديو وصور.. مريضة قلب تستغيث بمحافظ الجيزة.. و"راشد" يصدر قرارا عاجلا    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    «اكتشف غير المكتشف».. إطلاق حملة توعية بضعف عضلة القلب في 13 محافظة    مصدر رفيع المستوى: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة وسط اتصالات مصرية مكثفة    رئيس اتحاد القبائل العربية يكشف أول سكان مدينة السيسي في سيناء    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    كلية الإعلام تكرم الفائزين في استطلاع رأي الجمهور حول دراما رمضان 2024    هل تلوين البيض في شم النسيم حرام.. «الإفتاء» تُجيب    شيخ الأزهر ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    شوبير يكشف مفاجأة عاجلة حول مستجدات الخلاف بين كلوب ومحمد صلاح    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    البنك المركزي: تسوية 3.353 مليون عملية عبر مقاصة الشيكات ب1.127 تريليون جنيه خلال 4 أشهر    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    رئيس الوزراء: الحكومة المصرية مهتمة بتوسيع نطاق استثمارات كوريا الجنوبية    سؤال برلماني للحكومة بشأن الآثار الجانبية ل "لقاح كورونا"    أبرزها تناول الفاكهة والخضراوات، نصائح مهمة للحفاظ على الصحة العامة للجسم (فيديو)    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسريبات صهيونية بقرب ضرب إيران.. وطهران تهدد برد حاسم علي من يهدد أمنها
نشر في الشعب يوم 27 - 07 - 2010

هدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس بأن ايران سترد بسرعة وحسم اذا تعرضت سفنها أو طائراتها التجارية للتفتيش.
وكانت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية قد نقلت عن مدير وكالة المخابرات الأمريكية (سي. آي. إيه) السابق قوله، إن احتمالات اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران يبدو أكثر إلحاحا الآن عن أي وقت مضى، إذ أن طهران ماضيه في برنامجها النووي، على الرغم من جهود الولايات المتحدة الدبلوماسية.
وقال نجاد في خطاب ألقاه أمام مؤتمر في طهران "عليكم ان تعلموا ان من يقدم علي اتخاذ قرار ضد (الأمة الايرانية) مثل ما يسمي بتفتيش السفن والطائرات الايرانية. فاننا سنتخذ رداً حاسماً يجعله يندم علي ما فعل".
وشدد نجاد في كلمته الأحد إلى أن إيران ستنظر إلى أي مواقف مساندة للسيناريوهات الأمريكية ضدها على أنه موقف معادي لها ولن يبقى دون رد ، ولوح بأن كل من تسول له نفسه، على مستوى الدول أو الأفراد، التطاول على إيران فإن الشعب الإيراني "سيقطع يده".

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبني قرارا يوم 9 يونية الماضي يقضي بفرض قيود علي قطاع الشحن الايراني وقطاعات أخري بهدف اثناء ايران عن عمليات تخصيب اليورانيوم وبموجب هذا القرار ستكون للدول سلطة تفتيش السفن المتجهة من وإلي إيران.

أصدقاء أمريكا أعداء لإيران
وأكد نجاد ان بلاده ستعتبرجميع الدول التي تقف مع الولايات المتحدة ضدها بمثابة أعداء لها، وكان نجاد قد أعلن ان الولايات المتحدة بدأت دعاية جديدة ضد ايران بهدف اضعاف عزيمة الشعب الايراني عن مواصلة حقه المشروع في برامج نووية سلمية وحذر دولا أخري وخص بالذكر روسيا ورئيسها ديمتري ميدفيدف من الانضمام إلي المخطط الأمريكي وهاجم نجاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقال لقد أدركنا في النهاية ان الوكالة تفضل العداء وليس التعاون.

في الوقت نفسه أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ان ايران أعربت عن استعدادها لاجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي حول برنامجها النووي بعد انتهاء شهر رمضان في أوائل سبتمبر المقبل.

قال أوغلو، الذي كان يتحدث قبل اجتماعه مع نظيريه الايراني منوشهر متكي والبرازيلي سيلسو اموريم، ان أنقرة تحاول احياء المفاوضات الدولية في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أوغلو ان متكي أكد انه يؤيد عقد الاجتماع مع الاتحاد الأوروبي بعد رمضان مضيفاً ان الأمور تعتمد علي سير التطورات لكن لا أحد يعارض الاجتماع من حيث المبدأ وكان أوغلو يشير بذلك إلي تصريحات أدلي بها متكي قبل زيارته الحالية إلي تركيا.

في تطور آخر أقر الاتحاد الأوروبي أمس فرصة عقوبات قاسية ضد قطاع النفط والغاز الايراني وقال دبلوماسي أوروبي ان هذه الحزمة من العقوبات تستهدف ممارسة ضغوط علي الايرانيين لكي يعودوا إلي مائدة المفاوضات.

اجتماع ثلاثي في استانبول
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن وزير الخارجية، منوشهر متكي، ونظيريه التركي، داوود أوغلو، والبرازيلي، سيلسو أموريم، عقدوا اجتماعا ثلاثياً في مدينة اسطنبول الأحد.

وأشار المتحدث إلى انه سيتم خلال هذا الاجتماع البحث في التطورات المتعلقة بإعلان طهران الموقع من قبل الدول الثلاث بشأن تبادل الوقود النووي بين إيران وبعض الدول الغربية.

ويذكر أن الدول الثلاثة وقعت في 17 مايو/ أيار الماضي، ما يعرف ب"إعلان طهران" الذي ينص على تبادل 1200 كغم من اليورانيوم المنخفض التخصيب (بنسبة 3,5 بالمائة) في تركيا مقابل 120 كغم من الوقود المخصب بنسبة 20 بالمائة مخصصة لمفاعل الأبحاث العلمية في طهران.

وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن موقف تركيا تجاه مسألة البرنامج النووي الإيراني واضحة، ويتمثل في أن من حق أية دولة امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

وذكر أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرازيلي سيلسو اموريم، في اسطنبول ، أن الجانبين التركي والبرازيلي سيواصلان بذل الجهود من اجل مواصلة المحادثات الإيرانية مع مجموعة دول (5+1) (روسيا والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) ومجموعة فيينا، وفق وكالة الأناضول.

احتمالات ضرب إيران
ونقلت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية عن مدير وكالة المخابرات الأمريكية (سي. آي. إيه) السابق قوله، إن احتمالات اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران يبدو أكثر إلحاحا الآن عن أي وقت مضى، إذ أن طهران ماضيه في برنامجها النووي، على الرغم من جهود الولايات المتحدة الدبلوماسية.

وأكد مايكل هايدن، أن إيران تعتزم الوصول إلى النقطة، التي تسبق فقط امتلاكها سلاح نووي، مضيفا أن الوصول إلى خطوة كتلك سوف يزعزع استقرار المنطقة، تماما مثل امتلاك السلاح.

وأضاف أن خلال توليه منصبه في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، كان توجيه ضربة في أسفل قائمة الخيارات، غير أنه قال في حديث لقناة "سي. إن. إن" الإخبارية، إن مثل ذلك التحرك يبدو حتميا الآن.

وأشار إلى أن بدء التفكير بأن ذلك ربما لن يكون الأسوأ بين كافة النتائج المحتملة، مؤكدا أن احتمالية توجيه ضربة إلى إيران تتزايد في وجه تحدي إيران واستمرار العمل في برنامجها النووي.

جدير بالذكر أن إيران كانت قد وضعت مسئولية الدفاع عن مياه الخليج العربي الإقليمية، التي تعتبر ممرا حيويا للبترول، لقوات الحرس الثوري، التي تعد أفضل قواتها العسكرية على الإطلاق.

اتفاق لتطوير درع صواريخ (أرو 3)
وفى تل أبيب، قالت وزارة الحرب الصهيونية الأحد إن الدولة الصهيونية والولايات المتحدة وقعتا اتفاقا لزيادة قدرة نظام الدفاع الصاروخي (أرو 3) بحيث يصبح قادرا على إسقاط الصواريخ على ارتفاع أكبر.

وذكرت الوزارة في بيان أن نظام (أرو 3) سيمكن الدولة الصهيونية من التصدي لخطر الصواريخ ذات المدى الطويل وسيمنحها القدرة على اسقاط أسلحة الدمار الشامل خارج الغلاف الجوي.

وتقول تل أبيب التي تصف نظام أرو بأنه نظام دفاعي ضد إيران إن (أرو 3) سيتوج دفاعها الجوي المتعدد المستويات.

ونظام أرو انتاج مشترك لشركة صناعات الطيران والفضاء الصهيونية المملوكة للدولة وشركة "بوينج" الأمريكية واستهلك قرابة مليار دولار من التمويل الامريكي المباشر منذ بداية المشروع فى العام 1988.

وقالت القوات الجوية الصهيونية العام الماضي ان نظام (أرو 3) سيستغرق مدة تزيد على أربع سنوات حتى يكتمل وان المدة تتوقف على مقدار الموارد التي ستخصص له.

وتزعم الولايات المتحدة والقوى الغربية والدولة الصهيونية، أن البرنامج النووي المدني الإيراني مصمم لإنتاج قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.

وألمحت الدولة الصهيونية التي يعتقد أنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إلى أنها قد تلجأ للقوة لمنع ايران من الحصول على الوسائل النووية التي تهدد بها وجودها.

وهددت إيران بالانتقام إذا وقع أي هجوم على منشآتها النووية بإطلاق صواريخ متوسطة المدى على الدولة الصهيونية.

إيران وأمريكا اللاتينية
يأتى هذا، وقد زعمت دراسة صهيونية اعدّت من قبل ما يسمى "مركز مكافحة الارهاب" ان ايران رسخت، وجودها السياسي والاقتصادي في امريكا اللاتينية، التي تشكل الساحة الخلفية للولايات المتحدة الامريكية، وتستغله للقيام بحملات تشيع وتصدير الثورة الإيرانية، ما يشكل تحديا للولايات المتحدة الامريكية.

وبالمقابل، تقيم ايران بنى تحتية استخباراتية وارهابية واجرامية بواسطة حزب الله وتعززها، لافتةً الى انّ هذه البنى التحتية قد يتم استغلالها ايضا ضد الولايات المتحدة الامريكية والدولة الصهيونية وقال معدو الدراسة انّه منذ انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا لايران في شهر اغسطس 2005، يلاحَظ تحسن ملحوظ على علاقات ايران مع عدد من دول امريكا اللاتينية، وفي مقدمتها فنزويلا وبوليفيا، وان القاسم المشترك للعلاقات الاخذة بالتوثق والتوطد هو الايديولوجيا والسياسة المناوئة لامريكا والرغبة في طرح بديل ثوري جدير ومستحقّ للاستعمار الامريكي.

وزادت قائلة "تستغل ايران هذه العلاقات لتوسيع وطأة قدمها في امريكا اللاتينية، بما في ذلك بواسطة حزب الله وترسيخ وجودها ونفوذها السياسي والاقتصادي والديني والاستخباراتي - الارهابي في المنطقة".

وقالت الدراسة ان المحرك لترسيخ النفوذ الايراني في امريكا اللاتينية هو رئيس فنزويلا هوجو تشافيز الذي يقود سياسة مناوئة ومتحدية لامريكا. وسبق ان التقى تشافيز لمرات عدّة في طهران وكاراكاس مع محمود احمدي نجاد وفي الواقع فتح امام الايرانيين النافذة الى فنزويلا ولاحقا امام بوليفيا ونيكاراجوا والاكوادور، وان زعماء امريكا اللاتينية الذين كانوا حتى انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد شبه غير معروفين في طهران، قد تحولوا خلال السنوات القليلة الماضية الى وجوه معروفة فيها وعلاقاتهم مع ايران في مرحلة من التوسع والتعزيز، وتابعت ان ترسيخ النشاطات الايرانية في امريكا اللاتينية يُشكل جزءا من استراتيجية ايرانية شاملة تتعدى اهدافها الى حدّ ابعد بكثير من تحقيق الهيمنة في الشرق الاوسط.

إصلاح ميزان القوى
في اطار هذه الاستراتيجية فان ايران التي تَعتبر نفسها مطوقة على ايدي الولايات المتحدة الامريكية والتي تدير باصرار وحزم الازمة النووية امام الغرب تسعى الى وضع تحد ثوري امام الولايات المتحدة في ساحتها الخلفية وفي مناطق جغرافية اخرى في اسيا وافريقيا.

لاجل ذلك تستغلّ ايران جيدا فوائدها النسبية: الايديولوجية والمفردات البلاغية والخطابية المناوئة لامريكا والى جانب ذلك البترو- دولارات التي يُمكن استخدامها لاغراض سياسية ووجود سكان مسلمين بعضهم شيعة لبنانيون يقطنون في بلدان رئيسية في امريكا اللاتينية ويُشكلون رافعةً لتطوير المصالح الايرانية.

ورأى الخبراء الذين اعدّوا الدراسة ان المصالح الايرانية التي تقف من وراء سعي ايران لتوثيق علاقتها مع دول امريكا اللاتينية هي كالتالي: تحسين مكانة ايران امام الولايات المتحدة الامريكية: طرح تهديد عيني محتمل وخلق شبه ميزان قوى يتحدى الولايات المتحدة الامريكية في 'ساحتها الخلفية' عن طريق التعاون مع دول ثورية في امريكا اللاتينية وخلق وجود ملحوظ على اراضيها.

ان هذه الثروة من شأنها ان تستخدم على ايدي ايران بشكل متزايد وعملي في اطار التحاور التي تُحاول ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما هذه الايام العمل على تطويرها امام ايران بهدف ايجاد حلّ للازمة النووية.

على الصعيد الاقتصادي: القضاء على نظام العقوبات المفروض على ايران عن طريق الانفتاح الى اسواق جديدة. وذلك، مع القيام بتنسيق اسعار النفط مع مُصدّرة نفط كبيرة مثل فنزويلا (ان ايران وفنزويلا هما مُصدّرتا النفط الرابعة والخامسة في العالم بالتطابق) والتعاون في موضوع المواد المستخرجة من النفط المقطّر في حال تفاقم العقوبات المفروضة على ايران التي تستصعب القيام بنفسها باستخراج المواد من النفط المقطّر وتتكل تماما على استيراد المواد المستخرجة من النفط المقطّر.

خلق بنى تحتية سوف تُؤدي الى المساس السياسي بالعلاقات القائمة بين الدولة الصهيونية ودول امريكا اللاتينية، مثل قيام فنزويلا وبوليفيا بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع تل أبيب خلال حملة الرصاص المصبوب.

حصار الدولة الصهيونية
ورأت الدراسة ايضا انّه من وجهة نظر الدولة الصهيونية تُكمن في الفعاليات النشطة الايرانية الواسعة والاخذة بالازدياد في امريكا اللاتينية سلسلة من المخاطر جزء منها على المدى القريب والجزء الاخر بمثابة مخاطر محتملة.

على الصعيد السياسي قد تعود هذه النشاطات بالضرر على العلاقات التي تُقيمها تل أبيب مع دول امريكا اللاتينية كما حدث في فنزويلا وبوليفيا. بالاضافة الى ذلك فان هذه النشاطات تُشجع على اثارة مظاهر لا سامية تجاه الجاليات اليهودية في امريكا اللاتينية كما حدث في فنزويلا، اما في مجال الارهاب فتقوم ايران باستغلال توثيق علاقاتها مع دول امريكا اللاتينية لاقامة بنى تحتية ارهابية محلية بمساعدة الحرس الثوري الايراني واجهزتها الاستخباراتية مستعينةً في ذلك بمنظمة حزب الله.

ان هذه البنى التحتية متواجدة على الارض والبعض منها سبق ان تم تفعيله في التسعينات لتنفيذ عمليتين انتحاريتين في الارجنتين، كما انها قد تُستغلّ مستقبلا لتنفيذ عمليات ارهابية انتقامية في السياق الصهيوني - اللبناني - الفلسطيني او حتى الصهيوني – الايراني، في اطار نطاق اوسع من التعاطي الايراني الشامل مع الدولة الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية، على سبيل المثال في حال حدوث سيناريو تفاقم الازمة النووية وتصاعدها.

تدهور علاقات إيران مع روسيا
وفى المقابل، اتخذ التوتر فى العلاقات الإيرانية - الروسية منحى تصعيدياً من جديد، حيث اتهمت الجمهورية الإيرانية حليفتها التقليدية بالتخلى عنها والانضمام إلى الولايات المتحدة فى تلفيق الأكاذيب حول البرنامج النووى الإيرانى. وذلك من خلال الهجوم القاسى الذى شنه الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد على نظيره الروسى ديمترى ميدفيديف، أمس الأول، معتبراً أنه أصبح «الناطق باسم الخطط المدبرة من قِبَل الأعداء ضد طهران».

وبدت تحذيرات ميدفيديف فى 12يوليو من أن «إيران تقترب من امتلاك قدرات يمكن استخدامها لصنع سلاح نووى» مفاجأة من العيار الثقيل تعكس تحولاً فى الموقف الروسى بعد «شهر العسل» الذى مرت به العلاقات بين البلدين الصديقين فى عهد الرئيس الروسى السابق، رئيس الوزراء الحالى فلاديمير بوتين.

ووسعت التصريحات الساخنة من الجانبين هوة الخلاف بين روسيا وإيران الناشئ قبل فترة بسبب ما اعتبرته طهران توجهاً روسياً لرفع اليد عن مساندة حقها فى امتلاك برنامج نووى. بعد ما وافقت على مشروع عقوبات ضد إيران.

فمن ناحيته، يرى أ.د محمد السعيد عبدالمؤمن، أستاذ الدراسات الإيرانية المعاصرة، أن الواقع أن العلاقة بين إيران وروسيا لم تكن علاقة صداقة أو تحالف وإنما كانت علاقة مصلحة بحتة، فقد كان الروس يدعمون المشروع النووى الإيرانى، ماداموا يحصلون على المقابل من الإيرانيين.

وكان تولى روسيا استكمال وتشغيل مفاعل "بوشهر" فى إيران مدخلاً لتعقيد العلاقات بين البلدين، حيث إن هذا المفاعل لم يكن يرضى الطموحات الإيرانية، لذلك فكر الإيرانيون فى بناء مفاعلات أخرى متعددة الأغراض ترضى طموحاتهم.

وعندما تطور المشروع النووى الإيرانى، أصبح الروس فى موقف المراجعة، خوفاً من أن يفلت الزمام من بين أيديهم، فعرضوا مشروع تخصيب اليورانيوم فى روسيا.

ويبدو أن روسيا استثمرت الضغوط الغربية على إيران، وقدمت لها وعوداً لم تنفذ معظمها، سواء فيما يتعلق بصفقة صواريخ (إس-300)، أو استكمال مفاعل "بوشهر"، أو بالصمود مع إيران فى مواجهة العقوبات الغربية، بينما حاولت إيران التخلص من الابتزاز الروسى ولجأت إلى أطراف أخرى فى عملية تبادل الوقود النووى، وهى تركيا والبرازيل، مما أفقد الروس مزايا مادية وسياسية.

ويرى محللون أن التقارب الأمريكى الروسى الذى حدث عقب تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة ضمن ما تسميه الإدارة الأمريكية "سياسة اليد الممدودة" لدول العالم، والتفاهم الذى جرى بين البلدين فيما يتعلق ببعض القضايا الشائكة التى كانت سببا فى الاحتقان بينهما كالدرع الصاروخية ومعاهدة خفض الأسلحة النووية، كانت سبباً فيما اعتبره مراقبون تغيراً فى موقف موسكو.

ولكن على الرغم من ارتفاع نبرة الخلافات بين إيران وروسيا، يراهن البعض على أن الأمر لن يصل إلى حد القطيعة.

وتعد روسيا شريك تجارى بالغ الأهمية لإيران، كما أنهما من أكبر منتجى النفط والغاز فى العالم، ولعل تلك العلاقات الوثيقة بين البلدين عكسها اتفاق الطاقة الذى وقعته روسيا وإيران فى موسكو مؤخراً، كما عكسته تصريحات زعيمى الدولتين، فرغم تبادل نجاد وميدفيديف التصريحات النارية، فإن كلماتهما لم تخلُ من التأكيد على علاقة الصداقة بين البلدين وحرصهما على الحفاظ عليها وتنميتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.