وزير التعليم العالي: 3.5 ملايين طالب في 55 جامعة    قطع التيار الكهربائي عن عدة مناطق ببنها الجمعة    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الاربعاء 15-5-2024 في محافظة قنا    الإحصاء: تراجع معدل البطالة ل 6,7% خلال الربع الأول من 2024    سعره مليون دولار، قصة مخبأ نووي بأحد غابات ألمانيا    توافد القادة العرب على المنامة للمشاركة في القمة العربية بالبحرين    حلمي مشهور يمثل الجبلاية في الاجتماع الأمني لمباراة الأهلي والترجي    مواعيد مباريات الدورة الرباعية المؤهلة للدوري الممتاز    تموين الدقهلية يضبط 69 مخالفة في حملات رقابية    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    أفقده البصر.. السجن 7 سنوات للمتهم بتعذيب ابنه بالفيوم    رئيس استئناف القاهرة يفتتح قسم الترجمة بعد التطوير    صحة الإسماعيلية تقدم الخدمات الطبية لأهالي أبو صوير المحطة (صور)    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    الصحة: مناظرة 2519 حالة عن طريق التشخيص عن بعد في 12 مستشفى للحميات    ضبط 27 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    «السكة الحديد» تعقد ندوات للتوعية بمخاطر ظاهرة المعابر غير الشرعية على القضبان    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    مسلسل دواعي السفر الحلقة 2.. صداقة تنشأ بين أمير عيد وكامل الباشا    مفاجأة في عمر الهندية إميلي شاه خطيبة مينا مسعود.. الجمهور: «شكلها أكبر منك».    إجراء قرعة علنية لأراضي توفيق الأوضاع في الشروق    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    محافظ بورسعيد يطمئن على سير امتحانات الشهادة الإعدادية في يومها الأول    تفاصيل قانون «المنشآت الصحية».. 11 شرطا لمنح القطاع الخاص إدارة مستشفيات حكومية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    الاتحاد الأوروبي يحذر من تقويض العلاقات مع إسرائيل حال استمرار العملية العسكرية في رفح    الأحد.. إعلان تفاصيل المهرجان الدولي للطبول بالأعلى للثقافة    23 مايو.. عرض أوبرا أورفيو ويوريديتشي على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    محافظ أسيوط يتفقد أعمال تنفيذ مشروع إحلال وتجديد موقف سيارات الغنايم    وكيل «تعليم قنا»: امتحانات الرابع والخامس الابتدائي هادئة والأسئلة واضحة (صور)    ياسمين فؤاد: إنشاء موقع إلكتروني يضم الأنشطة البيئية لذوي الإعاقة    وفود أجنبية تناقش تجربة بنك المعرفة في مصر.. تفاصيل    إنعام محمد علي.. ابنة الصعيد التي تبنت قضايا المرأة.. أخرجت 20 مسلسلا وخمسة أفلام و18 سهرة تلفزيونية.. حصلت على جوائز وأوسمة محلية وعربية.. وتحتفل اليوم بعيد ميلادها    وسيم السيسي: العلم لم يثبت كلام موسى على جبل الطور.. أو وجود يوسف في مصر    رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا سيبقى مُتجذرا في أرضه رغم كل محاولات تهجيره    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    اليوم.. بيراميدز يسعى لمواصلة الانتصارات في الدوري من بوابة سيراميكا    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة هيئتي النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية لعام المالي 2024-2025    "الأوروبي لإعادة الإعمار" يتوقع ارتفاع معدل النمو إلى 3.4% بجنوب وشرق المتوسط خلال 2024    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    إعلام فلسطيني: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    عيد الأضحى المبارك 2024: سنن التقسيم والذبح وآدابه    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغم آلام المذبحة الصهيونية.. تركيا تعيد الأمل للأمة.. مجلس الأمن القومي التركي يبحث مجزرة الحرية
نشر في الشعب يوم 02 - 06 - 2010

عقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعًا، اليوم الأربعاء، يبحث في جانب منه الاعتداء الصهيونى على أسطول الحرية.
يأتي هذا وسط غضب شعبي على خلفية هجوم القوات الصهيونية على المتضامنين مع غزة وإجلاء تل أبيب عائلات سلكها الدبلوماسي من أنقرة وإسطنبول.
كما عقدت قمة أمنية شارك فيها رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان ووزراء الدفاع والأمن والقضايا المتعلقة بالعمل العسكري والأمني إضافة إلى قادة أركان الجيوش البرية والبحرية.
وأفادت مصادر بأن الاجتماع ناقش الوضع التركي بشكل عام ومنه الهجوم على أسطول الحرية إضافة إلى الهجوم المتزامن مع ذلك الحدث الذي شنه متمردو حزب العمال الكردستاني على قاعدة عسكرية في الإسكندرونة.

غير أن أردوجان استبعد الحل العسكرى المباشر، وصرح بأن الخيارات التركية كثيرة.. "فلدى أنقرة من التدابير والخيارات ما يمكنها من حفظ حقوقها لدى إسرائيل دون اللجوء لعمل العسكرى".

وأدانت تركيا، في وقتٍ سابق، الهجوم الصهيونى على أسطول "الحرية" الذي يضم مئات المئات المتضامنين بينما كانوا في طريقهم إلى قطاع غزة لكسر الحصار المستمر منذ ثلاث سنوات، وسط تحذيرات للصهاينة من مغبة "العدوان" على القافلة، حيث سقط العشرات من الشهداء والجرحى.

واستدعت تركيا السفير الصهيونى في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، وذلك للإعراب عن احتجاج تركيا على هجوم قوات الاحتلال على أسطول الحرية، وطلبت من الدولة الصهيونية توضيحًا عاجلاً بشأن العدوان على أسطول "الحرية" محذرة إياه من عواقب غير مسبوقة ولا يمكن تداركها.

كما ألغت تركيا ثلاث اتفاقات عسكرية مع الدولة الصهيونية، مشيرةً إلى إمكانية تخفيض العلاقات التجارية معها.

تدابير تركية
وبدأت الحكومة التركية إعداد جملة تدابير ضد الدولة الصهيونية بعد أن هاجمت قواتها البحرية أسطول الحرية للمساعدات الإنسانية لغزة.

وكانت صحيفة (ينى شفق)، المقربة من الحكومة التركية، قد قالت اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، سيعقد خلال ساعات اجتماعا مصغرا لمجلس الأمن القومي باشتراك رئيس الأركان وقادة القوات المسلحة ووزيري العدل والداخلية ورئيس جهاز المخابرات ومدير الأمن العام، لمناقشة التدابير الممكن اتخاذها ضد إسرائيل ومنها التدابير العسكرية والتجارية.

وأوضحت أن الخيار العسكري ضد الكيان الصهيونى سيكون مطروحا خلال هذا الاجتماع، من خلال إرسال قوات تركية عبر الحدود بعد حصول حكومة العدالة على صلاحية البرلمان.

وذكرت الصحيفة أن التدابير التي ستتخذ من قبل الحكومة هي بمثابة خارطة الطريق التي كان يخطط لإعلانها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، لكن تأجل إعلانها إلى ما بعد معرفة نتائج الاتصال الهاتفي بين أردوجان والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي جرى الليلة الماضية.

سحب عائلات الدبلوماسيين من تركيا
من جهتها سارعت الحكومة الصهيونية إلى التحرك لسحب عائلات الدبلوماسيين الصهاينة من تركيا، في خطوة تعكس مخاوف جدية من عواقب إقدام قواتها على قتل عدد من الأتراك ممكن كانوا على متن أسطول "الحرية" المتجه إلى قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية الأربعاء، أن وزارة الخارجية الصهيونية أصدرت أوامر لعائلات دبلوماسييها بمغادرة تركيا بأسرع وقت ممكن، والعودة إلى الكيان والبقاء فيها إلى حين انتهاء الأزمة العميقة للغاية في العلاقات الصهيونية – التركية وزوال الغضب التركي.

وكانت مظاهرات غضب حاشدة قام بها أتراك أمام القنصلية الصهيونية في اسطنبول يوم الاثنين، حيث حاول عدد من المتظاهرين اقتحام مقر القنصلية، إلا أن الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من اقتحامها.

إغلاق السفارة والقنصلية
ومنذ الاثنين الماضى، أوصدت السفارة الصهيونية في أنقرة والقنصلية في اسطنبول أبوابهما، فيما يتمنع الدبلوماسيين الصهاينة عن مغادرة بيوتهم ولا يحضرون إلى مكان عملهم خوفًا من الالتقاء مع متظاهرين أتراك.

وقالت الصحيفة إن المتظاهرين الأتراك الغاضبين على مهاجمة قافلة "الحرية" واستشهاد 19 ناشطا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بنيران القوات الصهيونية، يحاصرون القنصلية الصهيونية في اسطنبول ومنزل السفير الصهيوني في أنقرة.

واعتبرت أن محاصرة بيت السفير الصهيوني ليومين متتاليين هو حدث غير مسبوق، وقالت إن وزارة الخارجية الصهيونية ترددت في إخلاء عائلات الدبلوماسيين من تركيا في البداية، لكنها قررت القيام بذلك بعد مشاورات مع دبلوماسييها في تركيا الذي عبروا عن تخوفات من بقاء عائلاتهم في أنقرة واسطنبول.

وعادت الغالبية العظمى من عائلات الدبلوماسيين إلى الكيان الثلاثاء.

وكانت تركيا قد استدعت السفير الصهيونى لديها وأبلغته احتجاجها على مهاجمة سفن أسطول "الحرية" فجر الاثنين بينما كان متوجهًا إلى قطاع غزة.

عمل دنيء
ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طب أردوجان انتقادات شديدة اللهجة إلى الدولة الصهيونية، معتبرًا أن "المجزرة الدموية" التي ارتكبتها ضد سفن المساعدات "عمل دنيء وغير مقبول" ويجب عليها دفع ثمنه، محذرًا إياها من اختبار صبر أنقرة.

وأضاف خلال اجتماع في البرلمان التركي أمس أن "الإبادة الدموية التي بدأتها إسرائيل انتهاك للقوانين الدولية واستهداف للسلام العالمي الذي أصيب بجرح بالغ، وأن على الأمم المتحدة ألا تكتفي بقرار الإدانة، وأن على المجتمع الدولي أن يقول كفى لإسرائيل".

واعتبر أردوجان أن الدولة الصهيونية وضعت الإنسانية تحت الأقدام، وقال إنها لا يمكن أن تنظر في وجه العالم إذا لم تعتذر وتُحاسب على ما أقدمت عليه، وإنه لا عذر لها بشأن الدماء التي سالت.

وطالب تل أبيب برفع الحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، مشددا على استمرار الدعم التركي للشعب الفلسطيني وأهل غزة ولإحلال السلام في الشرق الأوسط.

أمريكا تسعى لاحتواء الخلاف مع تركيا
وكشفت تقارير صحفية أمريكية عن مساعي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرأب الصدع الذي أحدثه انتقاد قادة الأتراك علنًا لواشنطن و"تل أبيب" إثر "مجزرة الحرية".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقت نظيرها التركي أحمد داود أوغلو لأكثر من ساعتين بواشنطن، في حين تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بعد أن انتقد المسؤولان التركيان علنًا الولايات المتحدة والدولة الصهيونية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات داود أوغلو قبل اجتماعه بكلينتون، والتي قال فيها إن "هذا الهجوم، نفسيًا، بالنسبة لتركيا مثل هجوم 9/11" بالنسبة للولايات المتحدة، مضيفًا "نحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تظهر تضامنًا معنا.. وأنا لست سعيدًا بالتصريحات التي صدرت عن الولايات المتحدة أمس".

كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات أردوجان أمام البرلمان التركي بأن "لا شيء سيكون على حاله في العلاقات بين البلدين وهذا التصرف من جانب إسرائيل يجب أن تعاقب عليه بلا ريب وبالتأكيد".

ورأت "واشنطن بوست" أن "تركيا التي تقف على مفترق الطرق بين الشرق الأوسط وأوربا، حليف مهم لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ولها ثقل مركزي في تواصل إدارة أوباما مع العالم الإسلامي".

وأضافت "لكن يبدو أن الإدارة (الأمريكية) لها نفوذ أقل على الحكومة الحالية التي خطت طريقها الدبلوماسي الخاص مع إيران، وشجعت الأسطول على تحدي الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة".

حل الأزمة
ولحل أزمة العلاقات بين أنقرة و"تل أبيب"، قال داود أوغلو إن على الدولة الصهيونية أن تقدم اعتذارًا "واضحًا ورسميًا"، وتقبل تحقيقًا مستقلًا وتطلق سراح كل الركاب فورًا وتعيد جثامين كل الشهداء وترفع "حصار غزة".

وأضاف أن هذه المطالب إذا لم تلب فورًا فإن تركيا ستطالب باتخاذ إجراء من قبل مجلس الأمن.

واستطرد داود أوغلو إن "الإسرائيليين يعتقدون أنهم فوق كل قانون لكن تركيا ستحاسبهم وكذلك المجتمع الدولي"، وشبه أعمال الحكومة الصهيونية بأعمال القرصنة التي تحدث في الصومال، وسخر من المزاعم الصهيونية بوجود علاقات بين أسطول المساعدات والقاعدة.

ومن جهته، قال البيت الأبيض، في بيان له، إن أوباما أبلغ أردوجان بأن الولايات المتحدة أيدت "تحقيقًا محايدًا وشفافًا للملابسات المحيطة بهذه المأساة، وأن الإدارة ستبحث عن طرق أفضل لتوفير المعونة الإنسانية لأهل غزة دون تقويض أمن إسرائيل".

تركيا شريكة العرب
واستبعدت مصادر مطلعة بالجامعة العربية أن يتبنى وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم قرارا بسحب مبادرة السلام العربية، مشيرة إلي عدم وجود نية للتلويح بهذا الأمر إلا علي سبيل زيادة الضغوط علي الدولة الصهيونية.

وأفادت مصادر مقربة من اجتماع المندوبين الدائمين أن اجتماع الوزراء قد يتمخض عن السعي لانتزاع قرار بمحاكمة القادة الصهاينة علي الجريمة "مكتملة الأركان" ضد نشطاء سفينة الحرية، فضلا عن إمكانية استصدار قرار يوصي برفع الحصار عن قطاع غزة والمستمر منذ ثلاث سنوات.

من ناحية أخرى، وجه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية التحية لتركيا وشكر مساعي قياداتها لوضع حد للمأساة الإنسانية فى غزة، ومحاولاتها المتتالية لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر، معتبرا أن تركيا أصبحت شريكة للعرب في ضبط الأمور في المنطقة، والتصدي للهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيونية.

وقال موسى، في تعليق له على كلمة السفير التركي في القاهرة حسين عوني التي ألقاها في افتتاح مجلس الجامعة العربية لمناقشة الهجوم الصهيوني على أسطول الحرية، إن هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول تاريخية، حيث يشارك فيه سفير تركيا بالقاهرة بناء على قرار جماعي من المجلس بدعوته رغبة في إطلاق تعاون عربي تركي فى هذا الإطار.

وأعرب عن أمله في أن يكون حضور السفير التركي للاجتماع بداية لتعاون مستمر بين الجامعة العربية ودولها وبين تركيا التي وصفها بالدولة الصديقة والشقيقة والجارة فى أمور تهمنا جميعا وتمثل قضية حيوية للمنطقة بأكملها.

وقال إن تركيا تتفهم الموقف فى الشرق الأوسط مثل ما نفهمه، ورأت بعينها الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى إزاء مجموعة من المدنيين الذين كانوا يحملون الدواء والغذاء لأهالي غزة دون أى أسلحة.

ووجه عمرو موسى كلامه لسفير تركيا قائلا "حضوركم معنا سيكون هو نمط العمل المشترك من الآن فصاعدا".

سليل الشرف حفيد الكرام
وأصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا ثمنت فيه الموقف التركى عموما، وموقف رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركى، عنوانه:

"من جبهة علماء الأزهر إلى محمد طيب رجب أردوغان"

قالت فيه:
سليل الشرف حفيد الكرام محمد طيب رجب أردوغان والذين معه:

اليوم قرَّت بمواقفكم عينُ محمد صلى الله عليه وسلم في الآخرين كما قرت من قبل عينه صلى الله عليه وسلم بعمر بن الخطاب في الأولين؟

فهنيئا لك ولإخوانك ما أقامكم الله فيه، واجتباكم له وأقامكم عليه، وهنيئا لكم كذلك عصمة الله لكم مما أنزله بالقاعدين وابتلى به الأغرار المهازيل الذين شُغلوا بالدون ورضوا بالقعود أول مرة، فكان جزاؤهم من الله تعالى هو نفس جزاء أسلافهم من قبل الذين قال لهم بعد أن فرطوا في حق المواجهة وشرف المقاومة (لقد رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع القاعدين)، اقعدوا ولا ترحلوا للمكارم فلستم لها بأهل، والزموا مجالس الهوان واللهو والزور فهي لن تعدوا ان تكون كذلك ولو ألبستموها زورا وكذبا رداء الحصانة والتحصين.

أما أنت يا بن أردوجان فهنيئا لك ولإخوانك ما شغلكم الله به، و اختاركم له، فقد شغلكم الله بالحق فرفع شأنكم حين وكل المبطلين أصحاب الدعاوى الكاذبة إلى أنفسهم وتركهم في غيهم وباطلهم عن معاني الشرف يعمهون، لن تغني عنهم حيلهم وأكاذيبهم من الله شيئا ( وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ) (آل عمران: من الآية10).

أقررت يا أردوجان والذين معك عيون أصولك وجدودك ، وكلَّلْت بثابت مواقفك رؤوس المجاهدين الذين جئتهم كما أتى موسى الكليم ربه على قدر؛ فألبستهم رداء العز و تاج الفخار، ألبسك الله والذين معك لباس الرفعة و العزة والشرف، وأقرَّ اللهُ عينك بما تحب لدينك وأمتك، وجمع لك ولإخوانك معالم العزة والفخار من جميع أطرافها ، وجعلك وإخوانك للآخرين فئة مثل ما جعل نور الدين زنكي وصلاح الدين في السابقين، ورفع في العالمين قدرك وقدرهم ،وشرح على الدوام للحق وأهله صدرك وصدورهم، وأنار لكم البصائر، وألهمكم على الدوام ذكره وشكره وحسن عبادته، وأعانكم معنا على كل ما هو آت فقد ( اقتربت الساعة وانشق القمر).

لقد أذعت البهجة يا أردوجان في حنايا وصدور أمتك بصادق لهجتك وثبات قدمك ، فذكروا فيك وبك أئمة أسلافك المجاهدين الفاتحين من لدن محمد الفاتح حتى حسن البنا المرشد الأمين، فجزاك الله عن الأمة خيرا من خير خلفٍ لخير سلف".

صدر عن جبهة علماء الزهر في 18 من جمادى الآخرة 1431ه الموافق 1 يونية 2010م

صحف العالم تحاكم الإجرام الصهيوني
من ناحية أخرى، استمرت صحف العالم الصادرة، اليوم الأربعاء، في متابعة ردود الأفعال الدولية الرسمية والشعبية على المجزرة الصهيونية البشعة ضد النشطاء الدوليين الذين حاولوا فك الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة في أسطول الحرية.

وأكدت صحيفة (النيويورك تايمز) الأمريكية أن الهجوم الصهيوني على قافلة مساعدات غزة ساهم بشكلٍ كبيرٍ في فضح الممارسات العدوانية الصهيونية، وفي المقابل كشف عن زيف الادعاءات التي روَّجها الغرب بأن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية منظمة مرتبطة بالإرهاب؛ وذلك بعد أن شاهد العالم كله الاستخدام غير المتكافئ للقوة من قِبل الكيان في مواجهة نشطاء دوليين ومدنيين عزل.

أمريكا وتركيا
وقالت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حاولت أمس إصلاح ما أفسده الكيان الصهيوني بممارساته الإجرامية ضد نشطاء أسطول غزة، خاصةً الأتراك منهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اجتمعت مع وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو لمدة ساعتين، قبل أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء اتصالٍ هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، خاصةً بعدما وجَّه أوغلو وأردوغان انتقادات حادة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

فشل ذريع
واعتبرت صحيفة (الوول ستريت جورنال) الأمريكية أن ما حدث لأسطول مساعدات غزة يعدُّ فشلاً ذريعًا للدبلوماسية والعسكرية الصهيونية، على حدٍّ سواء، مشيرةً إلى أن الكيان فشل عسكريًّا لأن الخطة لم يتم تنفيذها بدقة كما أعدَّ لها مسبقًا، خاصة أن وحدات الكوماندوز البحرية الصهيونية لم تتمكن من الصعود على سفن وزوارق المساعدات في وقتٍ واحدٍ في حين فشلت الدبلوماسية الصهيونية في تبرير الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني.

وأضافت أن مصر ردَّت على الفشل الصهيوني في التعامل مع النشطاء الدوليين بفتح معبر رفح بينها وبين قطاع غزة لأجلٍ غير مسمى، كما تستعد تركيا للرد على قتل وإصابة مواطنيها على يد الكيان الصهيونى.

تحول جديد
وأكدت صحيفة (الكريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن حالة التعاطف الغربي مع الكيان الصهيوني في مقابل كراهية العرب والمسلمين منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر انتهت بعد ارتكاب الكيان جريمته الوحشية ضد النشطاء الدوليين، مؤكدةً أن رد الفعل الرسمي والشعبي في أوروبا ظهر وكأنه موحد في توجيه اللوم للكيان على جريمته البشعة التي لا يمكن تبريرها بأي شكلٍ من الأشكال.

وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي وجهتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا شعبًا وقيادةً للممارسات الصهيونية غير المقبولة، والتي دفعت بعض المؤيدين للكيان في فرنسا إلى الاعتراف بأن الجريمة الصهيونية سببت ضررًا للكيان أكثر من الضرر الذي كان سيتعرض له إذا هُزِمَ في عمليةٍ عسكرية.

حملة مضادة
وشنت صحيفة (الواشنطن تايمز) الأمريكية هجومًا شديدًا على النشطاء الدوليين وحركة حماس والمجتمع الدولي الذي اتهم الكيان بالقرصنة والإبادة الجماعية عقب حادثة أسطول مساعدات غزة.

واعتبرت الصحيفة المقربة من اللوبي الصهيوني الأمريكي أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الصهاينة هو استخدامهم للسلاح الناري في مواجهة السكاكين، على حد زعمها.

وطالبت الصحيفة الكيان الصهيوني بتوخي الحذر بعد ذلك في تعامله مع النشطاء والتعامل معهم بحنكة تجنبًا للانتقادات الدولية، مع عدم الإخلال بسياسته في حصار قطاع غزة.

رعب صهيوني
واعتبرت صحيفة (تايمز) البريطانية أن قرار الكيان الإفراج عن كافة النشطاء المعتقلين لديه جاء نتيجة الضغوط الدولية، التي سببت حرجًا شديدًا للكيان الصهيوني خاصة التي جاءت من قبل أكبر حلفائه في الغرب.

وقالت "إن مطالبات حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي باتت أكثر وضوحًا، وتتلخص في فك الحصار الصهيوني فورًا عن قطاع غزة، والإفراج عن النشطاء وإجراء تحقيق شفاف ونزيه دفع الكيان للتنازل عن فكرة عرض النشطاء للمحاكمة، وقرر الإفراج عنهم دون التقيد بفترة زمنية محددة".

النفس فداكِ يا فلسطين
وأبرزت صحيفة (الجارديان) و(التليجراف) البريطانيتين، تصريحات عدد من النشطاء الذين أفرج عنهم خلال الساعات الماضية، والذين أكدوا تعرضهم للإهانة وسوء معاملة من قبل الجنود الصهاينة.

وقالت (الجارديان) إن قرار الكيان الإفراج عن جميع المعتقلين جاء مفاجئًا، خاصة أنه أعلن صباح أمس أن معظم هؤلاء الناشطين سيعرضون للمحاكمة أولاً.

ونقلت الصحيفة عن النائب والسياسي الكويتي وليد الطبطبائي، والذي أُفرج عنه قبل ساعات ضمن نشطاء أسطول الحرية أن الكيان تعمَّد إذلالهم رجالاً ونساءً وأطفالاً.

كما أشارت الصحيفة، نقلاً عن بعض النشطاء المفرج عنهم؛ أن الكيان منع الطعام والشراب ودخول الخلاء لفترة طويلة عنهم.

وقال أحد النشطاء إن الكوماندوز البحري الصهيوني أشهر سلاحه الناري في وجه طفل رضيع عمره عام أمام والديه التركيين، وهددوا بأنه سيقتل الطفل إذا لم يقم قبطان السفينة التركية بتسليم السفينة للصهاينة.

وأكدت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن سكان قطاع غزة لا يحتاجون للمساعدات الإنسانية كاحتياجهم لفك الحصار الفوري ودعم الغرب لقضيتهم واعترفت بأن قادة الغرب هم شركاء حاليًّا في الحصار.

وحذرت الصحيفة من ضياع حقوق الشعب الفلسطيني في غزة إذا لم يستثمر النشطاء الدوليون الجريمة الصهيونية بشكل فوري لدعم مطالب فك الحصار الصهيوني.

الصحف الصهيونية
وأشارت صحيفة (جيروزاليم بوست) الصهيونية إلى قرار مصر والكيان فتح المعابر مع قطاع غزة وإدخال كميات كبيرة من المساعدات؛ للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للجانبين بسبب دورهما في الحصار المستمر للقطاع.

وقالت الصحيفة إن الآلاف من سكان قطاع غزة تسابقوا على معبر رفح عقب الإعلان عن فتحه لأجل غير مسمى، في الوقت الذي أعلن فيه الكيان فتحه لمعبري كرم أبو سالم والمنطار.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، فأبرزت إعلان دولة نيكاراجوا بأمريكا الوسطى تعليقها للعلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني؛ ردًّا على الجريمة التي ارتكبها ضد النشطاء الدوليين.

وطالبت نيكاراجوا بفك الحصار فورًا عن قطاع غزة، وإجراء تحقيق مستقل في جريمة القرصنة الصهيونية على المتضامنين.

من جانبها، أبرزت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي دعا جميع أعضائه للتصويت اليوم بطلب من الدول العربية على تشكيل لجنة مستقلة؛ للتحقيق في جريمة الاعتداء على النشطاء الدوليين الذين حاولوا فك الحصار عن غزة.

وأشارت إلى أن القرار الذي سيجري التصويت عليه يتهم الكيان بانتهاك القانون الدولي عندما أقدمت على الاعتداء على سفن أسطول غزة بالمياه الدولية، ويطالب القرار الكيان بسرعة إمداد غزة بما تحتاجه من مساعدات إنسانية عاجلة.

وأبرزت صحيفة "إسرائيل إنترناشونال نيوز" قرار الكيان الصهيوني بإعادة عائلات الدبلوماسيين الصهاينة من تركيا، مع عدم وجود نية لقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، على الرغم من قيام تركيا بسحب سفيرها من الكيان.

من جانبها، تحدثت الإذاعة الصهيونية نقلاً عن صحيفة (التايمز) الأيرلندية أن حكومة أيرلندا تنوي طرد دبلوماسي صهيوني بسفارة الكيان هناك كما فعلت أستراليا وبريطانيا؛ ردًّا على قيام الموساد الصهيوني باستخدام جوازات سفر مواطنين من هذه البلدان لاغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الذي استشهد في يناير الماضي بأحد فنادق إمارة دبي الإماراتية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.