تطرق موقع ديلي بيست الإلكتروني , إلى الحرب الدائرة بين الإيزيديين وتنظيم الدولة الإسلامية بعد عام منذ بداية الصراع بينهم فى أغسطس 2014, و تشكيل ما سمي بوحدات حماية سنجار "واي بي إس"، أقسم شباب من الذكور والإناث الإيزيديين، الدفاع عن أرضهم، والانتقام من جرائم تنظيم الدولة ضد طائفتهم. ويشير موقع ديلي بيست الإلكتروني إلى مرور عام على هجوم شنه جهاديون ضد الإيزيديين في بداية أغسطس 2014. وكان تنظيم الدولة استولى، قبلها بأسابيع، على ثاني أكبر مدن العراق الموصل، ولكن واشنطن تباطأت في بدء حملة قصف في محاولة لوقف هجوم التنظيم، إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي، أوباما في 7 أغسطس أن الولاياتالمتحدة ستبدأ في شن ضربات جوية" للمساعدة في إنقاذ آلاف المدنيين العراقيين ممن حوصروا فوق جبل سنجار دون ماء أو غذاء، وواجهوا الموت المحتم". وهكذا بدأت عودة أمريكا إلى حرب معقدة وشائكة في العراق، وبالتالي في سوريا. شبح الإبادة ولكن لم تفلح الحملة في إنقاذ آلاف الرجال الإيزيديين الذين أعدموا على عجل، وما زالت أشباح تلك الإبادة تطارد أبناء هذه الطائفة الدينية الصغيرة، والذين تعتبرهم ميليشيات داعش كفاراً، وحتى عبدة شيطان. وهكذا عندما عرض عليهم فرع لحزب العمال الكردستاني، المعروف باسم بي كا كا، فرصة التدرب كمقاتلين، تعهدوا بأن لا يعرضوا أنفسهم ثانية لتلك المجازر ثانية. ولم يعد يهمهم حقيقة اعتبار أنقرةوواشنطن وبروكسل لبي كا كا كمنظمة إرهابية. ولذا تقول آري، أيزيدية عمرها 16 عاماً انضمت لمليشيا حماية الشعب الإيزيدي: "أتيت لأنه أتيحت لي الفرصة لحماية شعبي، وليست هذه أول مرة ترتكب فيها مجزرة بحق الإيزيديين، إذ تعرضت طائفتنا لقرابة 47 محاولة لمحوها عن الوجود، ووجدت فرصة الدفاع عن شعبي ومنع تكرار المجازر". تجميع الصفوف وجلست آري بزيها إلى جانبها بندقيتها من طراز آي كي 47، مع قرابة 6 من زملائها داخل بيت تحول إلى ثكنة عند سفح جبل سنجار، وكان الجميع يرتدون زياً مماثلاً، وجلسوا لشرب الشاي، وما زال معظمهم في سني مراهقتهم أو في بداية العشرينات. وقال جميع أولئك المقاتلين، إن حكومة إقليم كردستان في أربيل، وقواتها المعروفة باسم البشمركة، والمتحالفين بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة، تخلوا عن الإيزيديين عندما هاجمهم تنظيم الدولة في قراهم المحيطة بسنجار في شمال غرب العراق. قالوا بصوت واحد "عندما وصل عدونا لم يدافع عنا أحد"، وتقول آري بتحدي"، سنبقى في مليشيا "يو بي إس" لأن الجيش العراقي تخلى عنا، والبشمركة هربوا بعيداً، عندما وصل أعداؤنا لم يدافع عنا أحد، وفي المرة القادمة، سنكون نحن القوة المدافعة عن الإيزيديين". خطب ود ويشير ديلي بيست إلى أن مسؤولي كردستان العراق، وخاصة من أعضاء الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة رئيس الاقليم مسعود برزاني، دأبوا على خطب ود الإيزيديين، ممن يتحدث معظمهم الكردية، ويقيمون في منطقة تشكل امتداداً عرقياً لمنطقة نينوى المختلطة، والتي تتنافس أربيل على أراضيها مع حكومة بغداد. ولكن مسؤولي إقليم كردستان العراق كانوا أول الهاربين لحظة اقتراب داعش من الجبل، ولو لم يدافع عنهم البشمركة لذبح جميع الإيزيديين. ويلفت الموقع إلى تقدم داعش نحو مدينة سنجار عند جنوب سفح الجبل في 3 أغسطس، بعد أيام من سيطرته على القرى المحيطة بالجبل، مما أضطر قرابة 200 ألف شخص للهروب، وقتل ما لا يقل عن 5000 رجل إيزيدي، واستعبدت ما بين 5000 إلى 7000 امرأة. وقالت سوزدار (20 عاماً)، إحدى رفيقات آري من الجانب الشمالي لجبل سنجار: "كانت وحدات واي بي جي أول من حضروا لإنقاذنا، وساعدونا وفتحوا ممراً إنسانياً وقدموا لنا أسلحة، ودربونا على قتال داعش، ومات عدد كبير منهم وهم يقاتلون إلى جانبنا". غضب لكن، بحسب ديلي بيست، يشعر جميع من يقاتلون داعش في المنطقة بالغضب من فكرة اعتبارهم إرهابيين بنظر الغرب، وتقول فيان، مقاتلة من بي كي كي، ومدربة لآري وسوزدار: "أنقذنا حياة عدد كبير من الأشخاص، ومنهم أطفال، ولو كنا إرهابيين لكنا مثل داعش". وتضيف "لا نستمع لأولئك الأشخاص، نحن نقاتل لأجل الإنسانية، ومن يأتي ليقابلنا سيعلم من نحن، لسنا إرهابيين". وتعرف فيان روجوفا، المنطقة الكردية في سوريا، إذ تطوعت منذ 5 سنوات في صفوف بي كي كي، وتقول أنها حاربت في تركيا وضد داعش في سوريا قبل أن تأتي إلى سنجار منذ 3 أشهر، ويعطى مقاتلوها في وحدات حماية الشعب الإيزيدي دروساً في القراءة والكتابة والتدرب على استخدام السلاح، قبل أن يسلموا أسلحة تساعدهم في القتال. وتابعت فيان أن "قوات بي كي كي ستبقى في سنجار لحين التأكد من تأمين الحماية للإيزيديين، لكن بي كي كي ليس لديه طموحات لضم الجبل إلى أراضيه، وسيغادر مقاتلوه حال طرد تنظيم الدولة ". وبحسب ديلي بيست، قد يكون كلام فيان صادقاً، لكن وجود التنظيم يمثل مشكلة لحكومة كردستان العراق، والتي تطالب بسنجار، وتعارض إيديولوجية بي كي كي، وكان رئيس كردستان العراق مسعود برزاني، طالب سابقاً جميع وحدات بي كي كي وواي بي جي، بمغادرة أراضي كردستان، وجدد تلك النداءات منذ بداية حملة القصف التركية الأخيرة.