نقابية العاملين بشركة الفيوم للمياه تلتقي مجلس الإدارة لبحث مطالبهم    جوتيريش يعلق على مقتل أحد موظفي الأمم المتحدة في غزة    أخبار الأهلي: كولر يستقر على مهاجم الأهلي أمام الترجي التونسي    تجديد حبس سيدة لإدارتها كيانا تعليميا وهميا في المنوفية    أطلق النار على جاره أمام منزله..والمحكمة تحيل أوراقه للمفتي (تفاصيل)    تعرف على شروط التقديم للوظائف في المدارس التكنولوجية    لطفي لبيب يكشف موعد اعتزاله الفن وكواليس فيلم نور الريس    40 صورة ترصد الحشد الكبير لمؤتمر اتحاد القبائل العربية    بدء التشغيل التجريبي للتقاضى الإلكتروني بمحاكم مجلس الدولة .. قريبا    «التعليم» تلوح ب «كارت» العقوبات لردع المخالفين    لو بتستعد للإجازة.. مواعيد القطارات الصيفية لمرسى مطروح والإسكندرية    حجازي: فلسفة التعليم المجتمعي إحدى العوامل التي تعمل على سد منابع الأمية    إيرادات الأحد.. "السرب" الأول و"فاصل من اللحظات اللذيذة" بالمركز الثالث    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: لو بتسرح في الصلاة افعل هذا الأمر «فيديو»    أفغانستان: استمرار البحث عن مفقودين في أعقاب الفيضانات المدمرة    بعد الإعلان عنها، تعرف على شروط ورابط التقديم لوظائف الجامع الأزهر    ساوثجيت عن تدريب يونايتد: شيء واحد فقط يهمني    إيسترن كومباني بطلًا لكأس مصر للشطرنج    أشرف زكي: «اللي عايز يعرف تاريخ مصر يتفرج على أفلام عادل إمام»    رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطنيين"    الصين تدعو إلى دعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    بوتين يعقد أول اجتماع لمجلس الأمن الروسي بعد التغييرات في قيادته    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا.. ظاهرتان جويتان تضربان البلاد    مدرب توتنهام: لا أستمتع ببؤس الآخرين.. وأثق في رغبة المشجعين بالفوز على مانشستر سيتي    سينتقل إلى الدوري الأمريكي.. جيرو يعلن رحيله عن ميلان رسمياً    مياه الشرب بالجيزة تستطلع رأى المواطنين بمراكز خدمة العملاء    السجن المؤبد للمتهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا لفتح مقبرة أثرية بالفيوم    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق السياحة العلاجية    الغموض يحيط بموقف رياض محرز من الانضمام للمنتخب الجزائري    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    تقديم معهد معاوني الأمن 2024.. الشروط ورابط التقديم    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    تحرير 92 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز البلدية والأسواق    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    دعبس: لا خلاف بين فيوتشر وتامر مصطفى.. وجنش من ركائز الفريق الرئيسية    بينها 1000 لتر خل، إعدام 2.5 طن أغذية ومشروبات فاسدة بأسيوط    هل يحق للمطلقة أكثر من مرة الحصول على معاش والدها؟.. «التأمينات» توضح الشروط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    هيئة التنمية الصناعية تستعرض مع وفد البنك الدولى موقف تطور الأعمال بالمناطق الصناعية بقنا وسوهاج    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    للسيدات.. تعرفي على أعراض سرطان المبيض    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرصاد الجوية: حذرنا المحافظين قبل الكارثة وكان لابد من إخلاء المواطنين
نشر في الشعب يوم 21 - 01 - 2010

انفجر غضب الجماهير المنكوبة بسبب السيول بمدينة العريش فى وجه رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف، وذلك خلال زيارته أمس برفقة خمسة وزراء.
وكان نظيف قد قلل أمس الأول من حجم الدمار، قائلا: "إنه ليست هناك حاجة لإعلان الأماكن المتضررة مناطق منكوبة"، وتعالت هتافات المواطنين قائلين «ارحمونا يرحمكم الله وانتو فين والمساعدات فين».
فيما صرح المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية، بأن الهيئة أبلغت محافظى أسوان وشمال سيناء وجنوب سيناء بالتنبؤ بحدوث السيول التى سادت هذه المحافظات قبل حدوثها بوقت كاف لاتخاذ اللازم.
وأكد ان سيناء الآن تعد بالفعل منطقة منكوبة بعد الكوارث التى شهدتها والخسائر المالية الكبيرة التى تكبدتها.

وانشغلت معظم أجهزة المحافظة بالزيارة فى حين كان بالقرب منهم مواطنون يحاولون إنقاذ 4 أطفال سقطوا فى بالوعات الصرف، ولم يساعدهم أحد.

تحذيرات الأرصاد
وأكد المتحدث باسم هيئة الأرصاد على قطب، فى اتصال هاتفى ببرنامج البيت بيتك بالتلفزيون المصرى الأربعاء (20-1)، قائلا "أنا أنهيت مهمتى بإبلاغ المحافظين بدليل أن هذه المعلومات نشرت بصحيفة الأخبار صباح الأحد "، وتابع أنه أرسل فاكسات الى مكاتب هؤلاء المحافظين يوم السبت (16-1)، فضلا عن إصدار بيان عن الهيئة ان الجمهورية ستتعرض لطقس غير مستقر مصحوب بأمطار رعدية وسيول شديدة فى أسوان ومنطقة سيناء والبحر الأحمر وعلى المحافظين اتخاذ اللازم.

وقال إنه أكد فى هذه الفاكسات التى أرسلت أيضا الى الصحف لنشرها ان هذا الطقس السيء سيستمر لمدة 72 ساعة وكان ذلك صباح السبت وبدأ الطقس يسوء ليل الأحد واشتد مع صباح الاثنين، وأضاف ان طريق مخرات السيول معروفة ومن السهل السيطرة على الأمور وكان لابد من إجلاء المواطنين منها حيث إن الأمطار التى سقطت على سيناء تعادل أمطار 10 سنوات كاملة حتى أنها تحركت الى البحر الأحمر.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من شبورة كثيفة، صباح اليوم الخميس، فضلاً عن برودة قارصة ليلاً، بعد تحسن حالة الطقس نسبياً، كما توقعت انحسار الأمطار على السواحل الشمالية وشمال سيناء.

وأعلنت محافظات بنى سويف وقنا والمنيا حالة الطوارئ، تحسباً لسيول جديدة، خصوصاً فى القرى التى تقع فى مخرات السيول.

وقد غابت الإحصاءات الرسمية بعدد القتلى والمفقودين غائبة وإن أشار الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث باسم وزارة الصحة مساء أمس الأول إلى مقتل 4 وإصابة 41 آخرين، وارتفع العدد إلى 6 أشخاص بعد العثور على جثتين إحداهما لشرطى

ونظيف يتفقد الملاعب المفتوحة
وقام الدكتور أحمد نظيف - رئيس مجلس الوزراء - برفقة اللواء مراد موافي - محافظ شمال سيناء - وخمسة وزراء بتفقد مناطق وأضرار السيول بالعريش (من الجهة الشرقية) أمس حيث تفقدوا منطقة المدينة الشبابية والملاعب المفتوحة، والأضرار التي سببتها مياه السيول، كما شاهدوا الطرق والزراعات المدمرة ورأوا آثار السيول بمنطقة غرب العريش.

و"وعد" نظيف قبيل مغادرته العريش بتوفير جميع الاحتياجات العاجلة والمطلوبة لمحافظة شمال سيناء لعلاج آثار السيول وتسكين جميع المتضررين "فورا" وصرف "إعانات فورية" لهم، وأكد أنه «تم وضع خطة متكاملة لتنمية شمال سيناء سياحيا وعمرانيا وصناعيا وتحسين وتطوير حالة البنية الأساسية ورفع كفاءة المرافق وتطوير الميناء والعمل على الحد من آثار وأضرار السيول”.

1500منزل
وانتقد المنكوبون بطء الإجراءات الحكومية في الإنقاذ وضياع كل ما يمتلكونه أمام طوفان المياه، وعدم كفاية مستلزمات الحياة في المواقع التي خصصتها الحكومة لإيوائهم، وأشاروا إلي أن محافظة العريش أقامت منشآت عمرانية وسياحية وترفيهية وتجارية بتكلفة تزيد علي 150 مليون جنيه في مخر سيل العريش، وفجأة انهارت كل هذه المنشآت أمام السيول، كما فقد الأهالي أكثر من 1500 منزل جرفتها السيول في طريقها إلي البحر.

وقال الشيخ محمد أبو سلامة زايد: «بماذا تنفعنا ال100 جنيه والبطانية بعد أن دمرت منازلنا بالكامل؟!».وهددت 200 أسرة فى قرية «أبو صوير» التى دمرتها السيول بالتظاهر لعدم توفير مأوى ومعونات لهم، وتوقف أعمال الإغاثة والإنقاذ، وتوزيع مواد المساعدات على المحاسيب وفقاً للأصوات الانتخابية.

150وجبة وقنابل مسيلة للدموع
وقال مصدر أمني إن نحو ألف شخص من مواطني قرية أبو صوير بجنوب سيناء قطعوا الطريق المؤدي من رأس سدر إلي شرم الشيخ بالشاحنات الصغيرة وأشعلوا النيران في الإطارات المطاطية احتجاجاً علي تأخر وصول المساعدات الإغاثية إليهم، مضيفاً أن المتظاهرين قذفوا رجال الشرطة بالحجارة.

وفى جنوب سيناء أغلق مواطنون غاضبون الطريق الدولى المؤدى إلى مدينة شرم الشيخ، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات. وبعد أن فتحوا الطريق بعد تدخل شيوخ البدو، أغلقه آخرون ورفضوا فتحه، فيما هددت 200 أسرة ممن شردتهم السيول بالتظاهر، احتجاجا على عدم توفير مأوى لهم. وقال عدد ممن شاركوا فى قطع الطريق الدولى إن الشرطة حاصرتهم، ونجحت فى فتح الطريق، بعد اشتباكات بينها والمتضررين، شهدت إطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع، حسب تأكيدهم.

وقال شهود عيان إن السيول محت مناطق كاملة مثل منطقة الجراجرة التي قضي عليها السيل، في حين بات الناس ليلتهم الأولي في الشوارع، وقد تم فتح الكنائس والمساجد لاستقبال الناس في قري أبو صوير ورأس سدر، فيما قام الناجون من المنازل المهدمة باقتحام مباني الإسكان البدوي الجديدة والإقامة فيها، وظهر نقص شديد في الوجبات الجافة مع استمرار انقطاع الكهرباء في منطقة أبو صوير وحي السادات، كما أن قرية وادي سدر معرضة لنزول سيول قوية بها، وقامت الشركة العامة للبترول بتوزيع 150 وجبة علي المشردين.

احتجاز محافظ سيناء
واحتجزت السيول محافظ جنوب سيناء اللواء محمد عبد الفضيل، بين أبو رديس وأبو زنيمة أثناء محاولته المرور علي القري المضارة فيما نجحت القوات المسلحة في فتح الطريق الدولي المتجه للقاهرة صباح أمس.

وأدي تدمير أجزاء من شبكة الطرق الدولية في سيناء إلي احتجاز المئات من الموظفين والطلبة الذين يدرسون في جامعات الدلتا، وتكدست أتوبيسات النقل العام في الموقف الرئيسي لشركة شرق الدلتا بمدينة الطور مما أدي لتصاعد الغضب بين أهالي جنوب سيناء الذين انتقدوا تركهم معزولين بلا اتصالات ولامواصلات في حين بقي مطار الطور مغلقا، وتساءل الأهالي: لماذا لا تفتح الحكومة المطار وتشغل رحلات طوارئ لنقل المحجوزين من الطلاب والموظفين؟!

وفي شرم الشيخ تصاعدت انتقادات العاملين بالسياحة لترك شوارع المدينة غارقة في المياه رغم توقف السيول من يومين، وقال أحد العاملين بالسياحة في اتصال مع «الدستور»: إن الفنادق الواقعة خلف منطقة المطار محاصرة بالمياه ولا يستطيع السياح الوصول إليها، وإن الحافلات السياحية تتعطل بالعشرات بسبب المياه التي تركها المسئولون في سابقة تعد الأولي للمدينة التي تحظي من سنوات بمعاملة مميزة من الدولة.

جندى الحدود
وقد لقي شرطي مصرعه أمس الأول - الثلاثاء - في سيول سيناء بينما لم يتمكن نحو خمسة آلاف مواطن من العودة إلي منازلهم منذ يوم الاثنين الماضي.

وقال مصدر أمني إن الشرطي ويدعي عيد صلاح أحمد رمضان 23 عاما وهو من قوات قطاع وسط سيناء، قد وصل إلي مستشفي رفح جثة هامدة.

وأضاف أن السيول جرفت الجثة حيث كان الشرطي في نوبة حراسة له عند إحدي النقاط الحدودية بين مصر وإسرائيل بالقطاع الأوسط لسيناء.

ويعاني سكان شرق العريش من نفاد مؤنهم من مواد تموينية وغذائية وكذا نفاد الوقود في المحطات وجميع احتياجاتهم الضرورية الأخرى.

الجيش يتدخل
إوقال مسئول محلي إنه لا يوجد حتي الآن حصر واضح لحجم الخسائر بسبب انقطاع الاتصالات التليفونية. وأشار إلي أن الحصر المتوفر حتي الآن يشير إلي أن مياه السيول غمرت 68 منزلا بمدينة رفح وتسببت في انهيار ثلاثة و25 عشة، بالإضافة إلي خسائر أخري في خطوط الضغط العالي والكهرباء.

وتابع أن ارتفاع المياه بوادي العريش قد وصل إلي نحو مترين، وأن منزلا من ثلاثة طوابق قد انهار.

وقال إن نحو 500 مواطن قد غمرت المياه منازلهم ونقلوا إلي معسكر إيواء بإحدي مدارس العريش، فيما أقامت القوات المسلحة معسكرا آخر يسع ألف شخص إلا أنه لم يستقبل أحدًا حتي الآن كما تم إقامة معسكر آخر لم يستقبل أي مواطنين.

وقال إنه تم إخلاء مستشفي العريش من المرضي وعددهم 75 مريضا بعد أن غمرت المياه الدور الأول من المستشفي بالكامل.

ولا تزال مناطق شرق العريش كضاحيتي السلام والجيش، وأحياء ومناطق الريسة وعاطف السادات والموقف الجديد وأبو صقل معزولة تماما عن وسط المدينة بسبب انقطاع الطرق، علاوة علي انفصال الشيخ زويد ورفح والحسنة ونخل عن العريش العاصمة. وانقطع التيار الكهربائي عن المدن الرئيسية بينما تواصل انقطاع التيار الكهربائي لليوم الثالث علي التوالي داخل القري التي اجتاحتها السيول والقريبة من مخرات السيول، فيما انقطعت خدمة مياه الشرب بعد أن دمرت مواسير المياه بفعل قوة السيل.

وفي جنوب سيناء أكد شهود عيان من أهالي القري أن عشرات المحال بالسوق التجارية بقرية أبو صوير دمرت تماما واختفت معالم السوق وأغرقت مياه السيول المحال وأفسدت البضائع داخلها.

المبيت بالمساجد
وفتحت المساجد أبوابها أمام المشردين من الرجال والنساء والأطفال وقام عدد من المواطنين بتوزيع مئات الأغطية علي المشردين بعد أن فقدوا أمتعتهم داخل منازلهم المهدمة بينما قام البعض بتوزيع الفاكهة والمعلبات علي المشردين.

وقال أحد السكان إن ثلاثة محال تجارية يمتلكها بقرية أبو صوير دمرت تماما وجرف السيل البضائع الموجودة داخلها فيما يعد خسارة مالية فادحة له ولأسرته وشركائه.

وقال رضا الخضري - أحد السكان - إن مجمع المدارس بقرية أبو صويرة أحاطته بحيرة من مياه السيول من جميع الجهات وأن مدرسة محمد فريد الابتدائية غطت المياه أرضيات الفصول بها وامتنع الأطفال عن مواصلة امتحانات نصف العام الدراسي.

مبارك يتجاهل أهل سيناء
ومن ناحية أخري ارتفعت أعداد البيوت المنهارة من جراء السيول التي شهدتها قري أسوان إلي 458 منزلاً، وشهدت الأجهزة التنفيذية تحركات واسعة في القري المنكوبة وهي الشديدة والشيخ علي واللقطة والأعتاب بعد أن تلقي اللواء «مصطفي السيد» محافظ أسوان أمس الأول إخطاراً بوصول الرئيس مبارك لأسوان لزيارة موقع الأحداث. التقي الرئيس أمس عدداً من الأهالي في حضور «محمد جلال» رئيس المجموعة البرلمانية و«دياب عبدالله» و«صالح مشالي» عضوي مجلس الشوري وأعضاء المجلس المحلي، وأصدر مبارك تعليماته بصرف 25 ألف جنيه لكل منزل منهار بخلاف تعويض الأهالي عن المنقولات وتدخل اللواء «عبدالسلام المحجوب» وزير التنمية المحلية قائلاً: وبتوع «سينا» ياريس، فقال مبارك: بتوع «سينا» بيصَّرفوا نفسهم يا محجوب.

تكافل شعبى
وفي الوقت الذي شهدت فيه زيارة الرئيس اهتماماً غير عادي من جانب المحافظة بالمنكوبين تابعت طوائف المجتمع الأسواني استضافة المتضررين وسارع عدد كبير من مواطني أسوان بتقديم الوجبات للمضارين من السيول.

وأكد «ثابت عبدالقادر» عضو المجلس المحلي بأسوان أن معظم المنازل المنهارة كانت بعيدة عن مخرات السيول، مفسراً ما حدث بأن عاصفة ثلجية لم تشهدها أسوان من قبل هي التي تسببت في انهيار المنازل، إذ تراكمت الثلوج فوق جبال أسوان وحملتها السيول في اتجاه المنازل، مما تسبب في انهيارها. وطالب الأهالي الجهات التنفيذية بضرورة أن تشمل التعويضات كل الأسر المتضررة وليس البيوت فقط، إذ يحتوي المنزل الواحد في أسوان علي أكثر من أسرة.

خسائر الزراعة ومسئولية الحكومة
من جهة أخرى كشفت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة عن أن مديريتي الزراعة بكل من شمال سيناء وأسوان قد قدرتا المساحات المزروعة التي دمرتها السيول التي ضربت المحافظتين بنحو 50 ألف فدان.

وأشارت المصادر إلي أن السيول قد دمرت نحو 40 ألف فدان مزروعة بالفاكهة بمنطقة وادي العريش، كما دمرت ما يقرب من 10 آلاف فدان بمحافظة أسوان مزروعة بالفاكهة والخضر.

وأضافت المصادر أن السيول تسببت في تدمير محصول التمر المخزن لدي المزارعين بأسوان، الذي تقدر كمياته بآلاف الأطنان. من جانبه حمل الدكتور مغاوري شحاتة دياب- أستاذ المياه والرئيس السابق لجامعة المنوفية- الحكومة مسئولية الآثار السلبية التي خلفتها السيول في الزراعات أو الطرق.

وأشار دياب إلي أن الحكومة أهملت بشكل تام سد الروافع الذي يقع علي بداية وادي العريش، حيث لم تتحرك المحليات لإزالة الرمال التي ردمت مجري السد، كذلك لم تقم بتعليته منذ ما يقرب من 12 عاماً، وبالتالي فعندما ضربت السيول العريش تجاوزت السد ودمرت الزراعات والمنشآت التي تقع في وادي العريش، فضلاً عن تقسيمها لمدينة العريش إلي قسمين.

تشكيل لجنة
ومن جانبه قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري، إنه قرر تشكيل لجنة برئاسة رئيس مصلحة الري لمتابعة أوضاع السيول. وأشار علام إلي أن الوزارة تنبأت بحدوث الأمطار والعاصفة قبل وقوعها بنحو 24 ساعة وأبلغت الوزارة محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر تليفونياً عن طريق إدارات الري في المحافظتين.

وفيما يتعلق بتأثير السيول في هذه المحافظات أشار إلي أن سقوط الأمطار علي مناطق شمال سيناء أدي إلي حدوث سيول بمناطق وسط سيناء بوادي العريش ووادي الأزارق وارتفعت مياه السيول عن سد الروافع ووصلت السيول إلي وادي العريش متدافعة بسرعة كبيرة تصل إلي 100 كم/ساعة، وتدفقت المياه في اتجاه البحر مما تسبب في فصل شرق العريش عن غربها، مضيفاً أنه يجري حالياً متابعة التطورات وإزالة العوائق لحماية المدينة.

الرى واستيعاب السيول
أما محافظة جنوب سيناء فأوضح علام أن السيول التي ضربت المحافظة لم تتسبب في حدوث أية تلفيات في المنشآت بزمام المحافظة، حيث تم استيعاب السيول بمخرات السيول الموجودة بالمحافظة بأمان وتوجيهها عن طريق حواجز التوجيه إلي مواقع السدود المقامة لحجز مياه السيول.

أما في محافظة البحر الأحمر فتجمع السيل في مخرات الأودية وتجمعت مياه السيل علي جانبي الطريق الأسفلتي الواصل بين الغردقة ومرسي علم، مما أدي إلي تعطل حركة المواصلات علي الطريق من مساء الأحد الماضي حتي ظهر الاثنين الماضي، كما حدث تهدل لبعض المناطق الواقعة علي طريق السويس- الغردقة، كما حدث تهدل لأجزاء من حارات طريق القصير- قفط مما أدي إلي قطع الطريق بالكامل ثم غلق الطريق مؤقتاً. كما تعرض موقع سد سفاجا الجاري إنشاؤه بمجري وادي سفاجا لتجميع السيول للغرق.

أما في محافظة أسوان فأوضح علام أن منطقة مخر سيل نجع الشديدة شهد تصدع وانهيار بعض المنازل المبنية بالطوب اللبن، كما شهد مخر سيل أبوالريش قبلي 1 وقبلي 2 حدوث تصدع لبعض المنازل نتيجة للسيول. وأوضح علام أن المنازل المنهارة والمتصدعة بفعل السيول في أسوان حتي الآن بلغت نحو 300 منزل وذلك طبقاً لحصر الوحدات المحلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.