أنذرت السلطات الإيرانية عناصر المعارضة بمواجهة "معاملة قاسية" إذا ما شاركوا في مسيرات غير مرخصة وصعدت اتهاماتها لقيادات المعارضة، في وقت يكتنف الغموض مكان وجود زعيميها مير حسين موسوي. ومهدي كروبي وهدد قائد الشرطة إسماعيل أحمدي أنصار المعارضة بمعاملة قاسية إذا شاركوا في مسيرات غير"شرعية".
وقال احمدى: "سيواجه المشاركون بالمسيرات غير الشرعية معاملة أقسى وستتصدى لهم السلطة القضائية بحزم أكبر" معتبرا أن المشاركين باحتجاجات الأحد الماضي "يحاربون الله ورسوله" وستتم مواجهتهم بحزم، مشيرا إلى أن 120 من أفراد قوات الأمن قد أصيبوا خلال الاشتباكات مع أنصار المعارضة الأحد.
ويشارك مئات الآلاف من أنصار الحكومة في مظاهرات بعدة مدن لليوم الثالث على التوالي تأكيدا على ولائهم للمؤسسة الدينية، متهمين قادة المعارضة بالتسبب في الاضطرابات.
وردد المتظاهرون شعارات ضد زعيمي المعارضة موسوي وكروبي وب"الموت لأمريكا، والموت لبريطانيا". وأحرقت حشود من المتظاهرين في طهران علمي البلدين تعبيرا عن إدانة ما قالوا إنه تدخل من جانب واشنطن ولندن فى الشئون الداخلية لإيران. وقامت مجموعة من المتظاهرين بالتجمع أمام السفارة البريطانية في طهران، ورددوا هتافات بإغلاق السفارة. وفي تطور لافت، أعلن زعماء متشددون في تيارالمحافظين، وقادة في الحرس الثوري وفي الباسيج، ردة الزعيم الاصلاحي مير حسينموسوي ومهدي كروبي.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن "زعيمين للفتنة بالبلاد قد فرا إلى إقليم بشمال إيران (لأنهما خافا من الناس الذين طالبوا بمعاقبتهما)" إلا أن الوكالة لم تسم الرجلين. ونفى أحد أبناء كروبي التقرير على الفور، وقال حسين إن والده وزعيم المعارضة موسوي لا يزالان في طهران.
وكان موقع راه سبز على الإنترنت المقرب من موسوي، قد أشار إلى أن عناصر من الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات نقلت الأخير وكروبي لمدينة "كلير أباد" لحمايتهما من غضب الشعب.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد المخاوف من احتمال اعتقال موسوي عقب إلقاء القبض على عدد من قادة المعارضة ورموزهم.
وقال حسن نوروزي وهو نائب محافظ بالبرلمان "طلبنا من السلطة لقضائية اعتقال زعماء هذه الفتنة" دون أن يحدد عدد النواب الذين قدموا الطلب. وأضاف: يجب اعتقال ومحاكمة كروبي وموسوي وكل من يثيرون التوتر.
وأمام تلك التطورات، أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة عن صدمتها بسبب سقوط قتلى وجرحى لدى تصدي الأمن الإيراني لمظاهرات المعارضة.
ودعت نافي بيلي الحكومة إلى كبح "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن وضمان عدم تصعيد العنف، مشيرة إلى أن من حق الشعب التعبير وتنظيم احتجاجات سلمية دون التعرض للضرب والاعتقال.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إنه طلب من الدول الأوروبية استدعاء سفراء طهران لديها للاحتجاج على "قمع" المعارضة.
وقد كشفت مصادر دبلوماسية غربية النقاب عن مساع أمريكية وأوروبية لفرض عقوبات "انتقائية ومركزة" على إيران حتى تتجنب الإضرار بحركة المعارضة.
وردا على تلك التصريحات الغربية، اعتبر مرشد الجمهورية علي خامنئي أنها "نابعة من نوايا خبيثة". وقال أحمد علام الهدى، رجل الدين الشيعى، موجها حديثه إلى قادة المعارضة "عليكم أن تتوبوا وإلا فسيواجهكم النظام كمن يحاربون الله رسوله".