أكد مركز "النديم" لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، أن شهر مايو شهد ارتفاعًا كبيرًا فى تجاوزات الداخلية بحق المعتقلين السياسيين؛ حيث ارتفعت أعداد حالات التعذيب والاختفاء القسري، فضلا عن تنفيذ حكم الإعدام بحق شباب قضية "عرب شركس"، والتى ثار حولها الكثير من اللغط. ورصد المركز، خلال الشهر المنصرم، 49 حالة تعذيب، و23 وفاة، و20 إهمال طبى، و19 حوادث اختفاء قسرى، و6 تكدير وتشريد جماعي، و6 حالات نُفذ فيهم حكم الإعدام، و3 اتخذوا رهائن؛ للضغط على أقاربهم لتسليم أنفسهم. الوفاة داخل السجون وقال "النديم" فى تقرير له صدر، اليوم الإثنين، إن حالات الوفاة كان قد ضمت 4 بسبب الإهمال الطبى، و4 قتل بالرصاص أثناء فض المسيرات، و3 نتيجة التعذيب، و3 جراء هبوط حاد فى الدورة الدموية، و2 قتل بالرصاص فى مشاجرة مع رجال شرطة فى الشارع، و2 قتل خطأ بالرصاص، و2 قتل بعد فترة اختفاء، وحالة صعق بالكهرباء، وحالة ذبح بواسطة المحتجزين، وحالة قتل فى ظروف غامضة فى مكان الاحتجاز. وأشار إلى أن حالات الإهمال الطبى شملت أمراض الغدة النكفية، والجرب، والأزمات القلبية، والفشل الكلوى، والكبد والنزيف، وحالة جلطة فى الدماغ. التعذيب الممنهج أما التعذيب داخل الأقسام والسجون، فأوضح التقرير أنها وصلت ل 49 حالة، كان من بينها 3 حالات تعذيب، وتكدير جماعى فى سجون الوداى الجديد، وطرة ومعسكر الشلال بأسوان، وحالتى تعذيب جنسى. الأطفال رهن الاختطاف وأكد أن الداخلية استهدفت الأطفال بالقبض أو التعذيب؛ حيث قامت باعتقال الطفلة هدى مصطفى، 16 سنة، عشوائيا فى 10 إبريل، ولكنها نقلت إلى المستشفى؛ نتيجة إصابتها بالتهاب حاد فى المعدة، كما تعرض الطفل عبد الله محمود عبد الرحمن، 15 عاما، للاختطاف لمدة 20 يوما، فى الإسكندرية، وتعرض للتعذيب داخل الدور الرابع بمديرية أمن الإسكندرية، ثم نُقل لأمن الدولة بالقاهرة، ورُحِّل بعدها إلى دار رعاية أحداث كوم الدكة، ومنعت عنه الزيارة، ثم نقل لمكان غير معلوم، ولا تعلم أسرته مكانه حتى الآن، بحسب التقرير. وفى قسم أول المنصورة، تعرض الطفل، إبراهيم أحمد إبراهيم حمزة، 15 عاما، للإهمال الطبى المتعمد من إدارة القسم، بعد إصابته بالتهاب حاد فى الغدة النكفية؛ نتيجة للتكدس وسوء التهوية، وهو ما نقل العدوى للموجودين فى الحجز، ولم يسمح لهم بتلقى العلاج، وتعرض الطالب مازن حمزة، المحتجز بقسم أول المنصورة، للإصابة بالتهاب حاد فى الغدة النكفية، ورفض الضابط نقله للمستشفى، بدعوى عرضه على النيابة؛ وهو ما أدى لتعرضه لإغماء متكرر، وبعد نقله للطوارئ أكد الأطباء ضرورة حجزه، إلا أن ضابط القسم رفض. ورصد التقرير تعرض صبرى عامر، 17 عاما، - محكوم عليه بثلاث سنوات سجن بتهمة التظاهر - لتشنج وصرع وضيق فى الشرايين وصعوبة فى التنفس لأكثر من مرة، ونقل فى عربة "بوكس"، لمستشفى دمنهور لكنه أعيد لمحبسه مرة أخرى. النساء رهائن وكان شهر إبريل الماضي، قد شهد وفاة 10 داخل مناطق الاحتجاز، و68 حالة تعذيب، و14 حالة إهمال طبى، والقبض على 6 أشخاص كرهائن لحين تسليم ذويهم أنفسهم، من بينهم نساء، وفقا لتقرير المركز الشهر الماضى. وفى شهر مارس الماضي، رصد المركز نفسه أكثر من 60 حالة تعذيب وتكدير جماعى فى السجون، و18 حالة وفاة، وفى فبراير قتل 7 وعُذب 82. وبحسب مصادر حقوقية ونشطاء سياسيين، فإنه خلال عام عبد الفتاح السيسى الأول فى الحكم، تزايدت حالات الاختطاف والاختفاء القسرى لمواطنين مصريين على يد الأجهزة الأمنية، بشكل غير مسبوق؛ حيث بلغت حالات اختطاف المواطنين وإخفائهم قسريا على يد الأجهزة الأمنية لأكثر من 600 فى الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام الجاري. كما شهدت أقسام الشرطة والسجون المصرية وفاة أكثرمن 100 حالة جراء التعذيب تارة، والإهمال الطبى تارة أخرى، وذلك منذ تولى حكومة السيسى السلطة، منتصف العام الماضي؛ حيث سجلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان، وفاة 95 معتقلا فى زنازين أقسام الشرطة خلال العام الماضي، بزيادة 40% عن العام الذى يسبقه، وذلك فى تقرير لها صدر فى يناير الماضى بعنوان: "مصر.. موجة من الوفيات داخل السجون". وقالت المنظمة: إن المعتقلين يتعرضون للضرب حتى الموت فى زنازين الشرطة والسجون المكتظة بشدة، بخلاف حالات وفاة أخرى لمعتقلين لديهم أمراض القلب، والسرطان، أو أمراض أخرى، وتم رفض علاجهم، وسط تردى الخدمات الصحية داخل السجون.