نرصد ضحايا التعذيب والإهمال الطبي داخل معتقلات الانقلاب تضاف جريمة وفاة معتقل سجن برج العرب بالإسكندرية مؤخرا جراء الإهمال الطبي المتعمد إلى قائمة جرائم الانقلابيين ضد المرضى من المعتقلين والتي راح ضحيتها 24 معتقلا بحسب مركز "ضحايا لحقوق الإنسان" والذي أكد أن عدد المتوفين داخل سجون الانقلاب نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب بلغ 24 متوفى بخلاف ضحايا مذبحة أبو زعبل والتي راح ضحيتها 37 معتقلا من مؤيدي الشرعية.
وبحسب مرصد الحقوق والحريات هناك ما يزيد عن 5000 معتقل يعانون من أمراض مزمنة وظروف صحية صعبة للغاية كأمراض القلب والسكري والسرطان والفشل الكلوي، بالإضافة إلى المئات من المرضى الذين يعانون آلاما ومضاعفات خطيرة جراء إصاباتهم أثناء عمليات الاعتقال أو على إثر وسائل التعذيب الخطيرة.
يذكر أن أول ضحايا الإهمال الطبي داخل المعتقلات هو القيادي صفوت خليل (57 عاما)، والذي توفي بسجن المنصورة العمومي، 27 في سبتمبر الماضي نتيجة عدم تلقيه العلاج الكافي لمرض السرطان الذي كان يعاني منه، ولم يمر ثلاثة أيام على وفاته إلا وشهدت معتقلات الانقلاب حالة الوفاة الثانية للمعتقل عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (46 عاما)، من كوادر جماعة الإخوان بالمنيا، بسجن المنيا العسكري، وكان مصابا بمرض السكري والسرطان.
كما شهد شهر أكتوبر من العام الماضي وفاة حالتين للأسباب نفسها وهي الإهمال الطبي، ففي 14 أكتوبر توفي عبد الرحمن مصطفي داخل مستشفى قصر العيني، التي نقل إليها من سجن طره، متأثرًا بهبوط حاد في الدورة الدموية، كما توفي صلاح يوسف أبو الليل (30 عاما)، بسجن المنيا العسكري في 30 أكتوبر، واتهمت نقابة الصيادلة الشرطة بتعذيبه داخل السجن؛ وهو ما أدى إلى وفاته.
وفي الإسكندرية توفي سامي محمود أبو ركبة (60 عاما) بسجن طره، في 6 يناير/2014، واتهمت أسرته ومحاميه الشرطة بمنع الأدوية عنه حيث كان مصابا بالسكري والضغط. وفي 5 فبراير الماضي توفي الدكتور محمد الغزلاني (60 عاما) والذي تم القبض عليه في أحداث كرداسة ووجهت له تهمة الاعتداء على مركز شرطة كرداسة، وكانت الحالة الصحية للغزلاني قد تدهورت بشكل كبير في السجن وأصيب بشلل في الجزء السفلي من جسمه، وقد أوصى الأطباء بضرورة نقله إلى المستشفى لوضعه تحت الرعاية والمتابعة إلا أن إدارة السجن تعنتت وقابلت الطلب المتكرر بالرفض إلى أن دخل في غيبوبة توفي على أثرها، وكان قد سبق وأن منعت عنه إدارة السجن دخول الدواء على الرغم من أنه كان يعاني من أمراض السكري والضغط والكبد.
وبعد شهر واحد وبتاريخ 4 مارس توفي محمود عبد الهادي (59 عاما) نتيجة ارتفاع في ضغط الدم، وفي الشهر نفسه وبتاريخ 18 مارس 2014، توفي رضا عبد الفتاح عمارة (52 عاما)، بسجن دمنهور العمومي، وقال مصدر أمني، وقتها، إن الوفاة طبيعية وناتجة عن هبوط حاد بالدورة الدموية جراء الإصابة بمرض الفشل الكبدي.
واقرأ: جمال عبد السلام: الأوضاع داخل المعتقلات تنذر بكوارث صحية كبرى كما شهد شهر إبريل الماضي وفاة كل من المعتقل فتحي رمضان (45 عاما)، بسجن المنيا العمومي وذلك بتاريخ 5 إبريل، والمعتقل سيد علي جنيدي (63 عاما)، بسجن دمو بالفيوم والذي توفي نتيجة تجاهل إدارة السجن نداءات واستغاثات زملائه في الزنزانة وتأخرها في تقديم المساعدة الطبية له بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة.
يُذكر أن سيد علي جنيد (عامل) كان في زيارة لقسم الشرطة قبل سبعة أشهر لزيارة ابنه المعتقل، فرأي ضابطا يضرب معتقلا فاحتج، فلفقت له تهمة، حسب نزلاء معه في السجن. واعتقل على أثرها على الرغم من سوء حالته الصحية.
وفي الجمعة الماضية وبتاريخ 2 مايو توفي المعتقل جمعة علي حميدة (64 عاما) والمعتقل بسجن برج العرب نتيجة الإهمال الطبي وعدم تلقيه العلاج اللازم، وكان جمعة قد ألقي القبض عليه من منزله بعزبة محسن يوم 28 ديسمبر الماضي، بعدما داهمت قوات الأمن منزله بحثًا عن نجله فلم تجده، فاعتقلت الأب.. وبحسب تصريحات محامي المعتقل أنه منذ أسبوعين والرجل يعاني داخل سجن برج العرب من تدهور حالته الصحية نتيجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والالتهاب الكبد الوبائي، ولم تقدم إدارة السجن له العلاج، ما دفع أسرته لتقديم طلب للقاضي أحمد طلبة، رئيس نيابة شرق الكلية بالإسكندرية، لنقله إلى المستشفى، إلا أن هذا الطلب لم يتم تنفيذه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل زنزانته.
واقرأ: د. سيد أبو الخير: ما يحدث داخل المعتقلات جرائم إبادة جماعية ومن جانبها حمّلت هيئة الدفاع عن المحبوسين "المسئولية الكاملة لوزارة الداخلية، مطالبين لجان حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بالتدخل لوقف التعذيب والانتهاكات بحق كل معارض للانقلاب العسكري". وأكدت الهيئة في بيان لها أن المعتقلين يتعرضون لكافة وسائل التعذيب الوحشي لإجبارهم على الاعتراف بالانقلاب العسكري والتنازل عن الشرعية، مثل استخدام الصعق بالكهرباء والتعليق ونزع الأظافر والضرب المبرح وتشريح أجزاء من الجسم، مما أدى إلى مقتل 21 معتقلا. وأكد البيان أن عدد المعتقلين بلغ عشرين ألف معتقل، بينهم أطباء ومهندسون وأساتذة جامعات ونساء وأطفال.
تعذيب المعتقلين ولم يكن الإهمال الطبي هو فقط السبب وراء موت المعتقلين في السجون وإنما التعذيب داخل المعتقلات كان من أهم الأسباب؛ حيث تعددت حالة الوفيات نتيجة التعذيب على الرغم من محاولات التعتيم التي تحرص عليها سلطات السجون والتي كان آخرها موت أحد المعتقلين بسجن مركز المنصورة نتيجة التعذيب، وبحسب محامي المعتقل فإن سلطات السجن رفضت تسليم جثته لأهله.