أقسم الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال حميد كرزاي الخميس اليمين الدستورية رئيساً للبلاد لولاية ثانية، وسط ضغوط دولية مكثفة بمكافحة الفساد المتورطة فيه حكومته في أفغانستان. وأدى كرزاي القسم الدستوري في القصر الرئاسي بالعاصمة كابول، بعد فوزه بثقة الاحتلال وبحضور نحو 800 من كبار مسئولي الاحتلال من العديد من دول العالم، ومن بينهم عدد محدود من قادة الدول، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ووسط إجراءات أمنية مشددة. وخلال كلمته، قال كرزاي إنه سيعمل على تشكيل حكومة خبراء، وتعهد بمكافحة الفساد، الذي وصفه بأنه "أخطر أعداء الأمة"..! وقال إن كل مواطن أفغاني له الحق بالعيش بأمان، متعهداً التعلم من الأخطاء السابقة، وطالب كرزاي بإنشاء خطوط للسكك الحديدية، مشيراً إلى أنها تعمل على ترابط البلاد بصورة أكبر. ودعا منافسه في الانتخابات الرئاسية، عبد الله عبد الله، إلى المشاركة في حكومة وحدة وطنية. وجاء حفل تنصيب كرزاي رئيساً لأفغانستانالمحتلة بعد الانتخابات التي شهدتها البلاد مؤخراً، والتي كشفت هيئات دولية عن وقوع تزوير فيها. وكانت كلينتون وصلت الأربعاء إلى العاصمة الأفغانية في زيارة غير معلنة، هي الأولى لها منذ توليها منصبها. وفور وصولها، اجتمعت كلينتون إلى سفير الاحتلال الأميركي في كابول، كارل إيكينبري، والجنرال ستانلي ماكريستال، قائد قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان، قبل أن تتناول طعام العشاء مع حليفها كرزاي. وتأتي زيارة كلينتون في وقت ما زال الرئيس الأميركي فيه يفكر فيما إذا كان عليه إرسال 40 ألف جندي إضافي لدعم الاحتلال في أفغانستان، بناء على طلب الجنرال ماكريستال، أم لا. يشار إلى أنه وبعد تحديد موعد لإجراء جولة انتخابات ثانية بين كرزاي ومنافسه على الرئاسة، وزير الخارجية الأفغاني السابق عبد الله عبد الله، قرر الأخير الانسحاب وعدم خوض جولة جديدة، الأمر الذي حسم جعل من كرزاي المرشح الوحيد في السباق الرئاسي، وبالتالي أعلن فوزه في الانتخابات.