أكدت مصادر حكومية أفغانية أن حركة طالبان رفضت عرضا تقدمت به إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يقضى بتقاسم السلطة في 6 أقاليم في الجنوب والشمال الشرقي، مقابل السماح ببقاء 8 قواعد عسكرية للاحتلال الدولي "الناتو" بصفة دائمة في أفغانستان. وقال مسئول بوزارة الخارجية الأفغانية: "إن مفاوضين من الولاياتالمتحدة عرضوا على طالبان، من خلال وكيل أحمد متوكل وزير خارجية طالبان السابق، السيطرة على ستة أقاليم في الجنوب والشمال الشرقي مقابل إنشاء 8 قواعد جديدة لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان". وذكر المسئول أن المحادثات التي توسطت فيها السعودية وتركيا استمرت عدة أسابيع في مواقع مختلفة وفي ذلك العاصمة الأفغانية كابول، وتعتبر السعودية والإمارات الدولتين الوحيدتين اللتين اعترفتا بنظام حركة طالبان التي حكمت أفغانستان في الفترة من 1996 إلى 2001. وبحسب المصدر المسئول عرض مفاوضي الاحتلال الأمريكيون على طالبان شكلا من أشكال تقاسم السلطة في مقابل الموافقة على وجود القوات الأجنبية بأفغانستان. وأوضح المصدر أن "الولاياتالمتحدة تريد 8 قواعد للجيش وسلاح الجو في مناطق مختلفة من أفغانستان من أجل التصدي لتنظيم القاعدة". وأضاف أن القواعد ستكون في مزار الشريف وبدخشان في الشمال، وقندهار في الجنوب، وكابول وهيرات في الغرب، وجلال آباد في الشمال الشرقي، وغازني وفارياب وسط أفغانستان. في المقابل، وبحسب المصدر نفسه، عرضت إدارة الرئيس أوباما على طالبان السيطرة على 6 أقاليم هي: قندهار، وزابول، وهلمند، وأورزوجان، فضلا عن المحافظات الشمالية الشرقية من نورستان وكونار، وهي معاقل للمقاومة التى تشنها حركة طالبان. نداء كرزاي كلام فارغ وفي ذات السياق رفضت حركة طالبان اليوم الثلاثاء عرض الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال حميد كرزاي الذي أعيد انتخابه أمس الاثنين، والذي عرض فيه المصالحة والحوار مع الحركة، واعتبرت الحركة أن ندءاه الموجه إلى "الأشقاء في طالبان" مجرد "كلام فارغ من أي مضمون". وقالت حركة طالبان: إن كرزاي ليس سوى ألعوبة في يد القوى الغربية التي اتخذت قرار إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد تعهد بعد فوزه بالتزكية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية "بالعمل على استئصال الفساد في البلاد ومد يده إلى حركة طالبان. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي حضره نائبه محمد قاسم فهيم المتهم بتجاوزات في مجال حقوق الإنسان: إن "السلام سيكون ممكنا حين يتحد كل الأفغان ويتحدثون بصوت واحد ويعملون معا على تشكيل حكومة وحدة تمثل كل الأفغان". وأضاف: "سنحاول إحلال السلام في كافة أنحاء البلاد في أسرع وقت ممكن، وندعو أشقاءنا من طالبان لكي يعودوا إلى أفغانستان وبهذا الصدد نحن نطلب مساعدة وتعاون المجموعة الدولية", على حد قوله. وكان حميد كرزاي عرض عدة مرات على الملا عمر القائد الأعلى لطالبان ومسؤولين آخرين من المقاومة الانضمام إلى العملية السياسية إلا أنهم رفضوا واشترطوا خروج قوات الاحتلال أولا. وتمكنت حركة طالبان في الفترة الأخيرة من إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال التي بدأت بإعادة النظر في إستراتيجيتها في أفغانستان وسعت للحوار مع المقاومة. وطلب القائد الأعلى للاحتلال من الرئيس الأمريكي المزيد من الجنود لمواجهة الحركة, وأكد في تقريره الأخير عن الأوضاع في أفغانستان صعوبة هزيمة المقاومة بالإمكانيات الحالية للاحتلال, إلا أن الإدارة الأمريكية تتخوف من إرسال المزيد من الجنود لتنامي المعارضة الداخلية للحرب في أفغانستان.