طالب عدد من الخبراء هيئة السكة الحديد بفتح الباب أمام حملة المؤهلات العليا والمتوسطة لشغل وظيفة سائق قطار، وذلك بعد أن كشف حادث قطاري العياط أن سائقي الهيئة - وعددهم 5000 سائق ومساعد - لم يستوعبوا بعد التكنولوجيا المتطورة فى الجرارات الجديدة، خاصة أن معظمهم من حملة الابتدائية والإعدادية. هذا وقد أثبتت النيابة المصرية التسجيلات فى حادث قطاري العياط أن عامل برج قرية "الرقة الغربية"، وهى المحطة التى كان مفترضاً أن يتوقف بها القطار (152 ) علم بتوقف القطار، واتصل ببرج المراقبة المركزية فى "رمسيس" عدة مرات للإبلاغ والتحذير من وقوع الكارثة، لكن عامل المراقبة المركزية لم يرد طوال 15 دقيقة. وأكدت التحقيقات أن الوقت بين توقف القطار الأول واصطدام القطار الثاني به تخطى 25 دقيقة كاملة، وكانت مدة كافية لتبادل الاتصالات ومنع الحادث. وأمر المستشار عبد المجيد محمود، النائب العام، بحبس مساعد سائق القطار (152)، وتبين أنه كان مكلفاً بإخطار الجهات المختلفة وبرج المراقبة المركزية فى رمسيس بتوقف القطار، لكنه تكاسل فى عمله. وأضاف العامل فى التحقيقات أنه اتصل بالشيخ حسن" وهو عامل برج المراقبة المركزية فى رمسيس، ثم طلب من برج مراقبة البدرشين الاتصال به، وسجل مراقب "البدرشين" مكالمة وأرسلها على الجهاز ل"رمسيس" قال فيها: "رد يا شيخ حسن.. فيه عطل فى جرزا وممكن تحصل مصيبة.. والنبي رد يا شيخ حسن". وتبين للنيابة صحة الواقعة، وباستدعاء الشيخ حسن، تبين أنه ترك عمله لمدة نصف ساعة، وغاب دون أن يخطر أحداً بالتواجد مكانه. من جهة أخرى، طالب الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، المشرف على وزارة النقل، رئيس هيئة السكك الحديدية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافى آثار حادث قطاري العياط الأخير، وتفعيل إجراءات السلامة والأمن، وإعطائها الأولوية لتأمين سلامة المواطنين. وأكد يونس خلال اجتماعه، أمس، ووفد من قيادات هيئة السكة الحديد بمقر وزارة الكهرباء، ضرورة العمل على تجنب احتمالات تكرار الحادث فى المستقبل، مشدداً على أهمية مرفق السكة الحديد باعتباره أحد المرافق الحيوية المهمة للدولة. وحول ما إذا كان الوزير سيتخذ إجراءات بشأن المسئولين عن حادث العياط بهيئة السكة الحديد، قالت مصادر بالوزارة إن «الوزير لن يتخذ أي إجراءات بهذا الشأن، لأن القضية مطروحة الآن أمام القضاء، ولا يمكن التدخل فى سير القضاء»، رافضة التعقيب على مصير المسئولين بالهيئة الذين تم تحويلهم للتحقيق على خلفية الحادث بمن فيهم رئيس الهيئة. من ناحية أخرى، غاب القائم بأعمال وزير النقل عن اجتماع مجلس وزراء النقل العرب، الذي عقد صباح أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وحضر نيابة عنه توفيق أبومندية، رئيس قطاع النقل البحري بالوزارة. ووقف وزراء النقل العرب دقيقة حداداً على أرواح ضحايا الحادث، وألقوا كلمة موجزة قدموا خلالها الشكر إلى المهندس محمد منصور، وزير النقل المستقيل، على جهوده فى تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الدول العربية.