يتضح من معلومات نشرتها الشرطة الصهيونية اليوم، أن هذه الشرطة تجد صعوبة في تحديد، بشكل دقيق، مواقع سقوط الصواريخ التي أطلقها حزب الله على شمال فلسطينالمحتلة، منذ بدء الحرب الصهيونية على لبنان قبل اكثر من أسبوعين. ووفقا للمعطيات الصهيونية، فان الشرطة تمكنت من تحديد مواقع نحو 1500 صاروخا من صواريخ حزب الله التي سقطت على الكيان، رغم أن العدد الفعلي لعدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله هي ضعف هذا العدد. وبررت الشرطة الصهيونية عجزها عن الوصول إلى أماكن سقوط الصواريخ، بأنها سقطت في مناطق خلاء ومفتوحة، مما يجعل من المتعذر الوصول إلى مواقعها بسهولة. وقالت الشرطة أنها تجهد للوصول إلى كافة مواقع سقوط الصواريخ، مشيرة إلى أن نحو 432 صاروخا منها سقطت على تجمعات سكانية وأوقعت 19 قتيلا، وأصابت 400 آخرين بجروح، عدد منهم ما زال يتلقى العلاج داخل المشافي الصهيونية. وفيا يعتقد انه محاولة، من الحكومة الصهيونية رفع معنويات مواطنيها وشد أزرهم، قللت مصادر صهيونية رسمية من قصف حزب الله لمدينة العفولة أمس، واعتبرت أن ذلك دليلا على أن مخزون حزب الله من صواريخ متوسطة المدى قد بدأ ينفذ إن لم يكن نفذ، بسبب الهجمات الصهيونية التي قالت أنها استهدفت، مخازن للصواريخ ومنصات لإطلاقها وذخائرها، في حين ينفي حزب الله ذلك. واعتبرت هذه المصادر، أن قصف العفولة، بصواريخ يصل مداها إلى 100 كلم يعني، نجاحا للجيش الصهيوني بإبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود، حيث يعتقد صهيونيا بأنه تم قصف مدينة العفولة، من مواقع لحزب الله قرب مدينة صيدا اللبنانية. وتقع مدينة العفولة قريبا من الخط الأخضر، وتتوسط المسافة بين مدينة الناصرة داخل هذا الخط، ومدينة جنين خارجه. وقع وزير الحرب الصهيوني عمير بيرتس في إحراج كبير عندما زار قاعدة عسكرية شمالي صهيوني والتقى هناك مع قادة سلاح الجو والطيارين الذين يشاركون في الغارات الجوية على لبنان. فكان بيرتس يوجه أسئلة للطيارين لا تليق بوزير للأمن أن يسأل مثلها. حيث قال للطيارين:" ألا يمكن أن تصيب الصواريخ التي نطلقها على أهداف لبنانية إحدى طائراتنا في الجو". لكن الطيارين وجدوا أنفسهم مجبرون على الإجابة لأن من يوجه السؤال هو وزير الأمن فقال أحد الجنود "نعم ممكن لكن الاحتمال واحد في العشرة ملايين". وأثار هذا الأمر تعليقات الصحف الصهيونية فيقول اليكس فيشمان المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت أن بيرتس الذي جاء للاطلاع على المجريات عن كثب، أُغرق بالمعطيات والمعلومات والاحصائيات والصور الجوية والتقنيات القتالية والقنابل الذكية. فكان الطيارون والضباط، يغرقونه بالمعلومات، وهو، المدني، يمطرهم بالاسئلة. وأضاف:"وعندها سألهم بيرتس سؤالا يمكن أن يطرحه كل مواطن مدني: مع كل هذه العمليات، وكل هذه الصواريخ، ألا يمكن أن تصيب احدى قذائفنا طائرة من الطائرات؟ الطيارون نظروا الى بعضهم البعض، ومن ثم ردوا عليه، فهو وزير الدفاع وليس من اللائق أن لا يُجيبوا على سؤاله. هذا ممكن، قال له أحد الفهلويين، ولكن الاحتمالية هي 1: عشرة ملا ويصف اليكس فيشمان بيرتس بأنه شكاكا ولكنه ليس متشائما بسبب انعدام خبرته العسكرية ويضيف:" منذ أن بدأ التدهور الأمني مع اصابة عائلة غالية على شاطىء بحر غزة، أصبح على يقين بأن النظريات القتالية التي يسمع عنها ليست توراة سيناء، وأن من الأفضل دائما الاستعداد لما هو اسوأ. في البداية قالوا له إن الحرب في لبنان ستستغرق اسبوعين الى ثلاثة اسابيع، وانها ستكون حربا جوية. الآن، ها هو أمام اسوأ كابوس: المراوحة في المكان. نفس الوضع الجنوني الذي تمثله حالة اللاسلم واللاحرب حيث يتم تبادل الضربات في حالة انتظارية الى أن تأتي التسوية الدولية". بدوره نفى حزب الله اليوم ما اعلنته الصهاينة عن سقوط 26 مقاتلا له في المعارك الدائرة حاليا في منطقة بنت جبيل، واعتبر هذه المعلومات "جزءا من اكاذيب العدو". وجاء في بيان صادر عن المقاومة الاسلامية الجناح العسكري لحزب الله ان "المقاومة الاسلامية تنفي ما يروجه الاعلام الصهيوني الغادر حول استشهاد اكثر من عشرين شخصا من مجاهديها". واضاف البيان "ان هذا لا يتعدى كونه جزءا من اضاليل واكاذيب العدو التي اعتدنا عليها في محاولاته المتكررة للتغطية على خسائره المعنوية والمادية". وكانت ناطقة باسم الجيش الصهيوني اعلنت ان المعارك في بنت جبيل الجمعة والسبت ادت الى جرح ستة جنود صهاينة والى مقتل 26 مقاتلا من حزب الله. ولا تزال المعارك مستمرة في منطقة بنت جبيل-مارون الراس حيث تدور اكثر المواجهات ضراوة منذ بدء الهجوم الصهيوني على لبنان في 12 يوليو اثر خطف حزب الله جنديين صهيونيين عند الحدود اللبنانية-الفلسطينية.