أكد اقتصاديون إن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى القاهرة تأتى للهروب من حالة الحصار الأمريكى الأوروبى المفروض على روسيا جراء العقوبات المقررة من قبل التحالف بعد دعم انشقاق شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، مشيرين إلى أن الوضع الاقتصادي متردٍّ بالنسبة للبلدين. وبحسب موقع "مصر العربية" أكد الخبراء: أن الزيارة سياسية أكثر منها اقتصادية حيث إن روسيا تحاول تكوين منبر موازياً للتحالف الأوروبي الأمريكى في مصر والصين خاصة بعد الحظر الموجود على صادراتها من قبل الاتحاد الأوروبى وأمريكا.
5 ملفات على رأس المباحثات وقال على لطفى رئيس الوزراء الأسبق، إن زيارة الرئيس فلادمير بوتين إلى القاهرة ستناقش أكثر من 5 ملفات اقتصادية على رأسها سبل التعاون بين البلدين خاصة في ضخ الاستثمارات الروسية التي وصلت إلى أكثر من 700 مليون دولار معظمها في المجال السياحى.
وأضاف أن الزيارة ستتطرق إلى زيارة حجم التبادل التجارى المصري الروسي خاصة أن الميزان التجارى في صالح روسيا بنسبة تصل إلى 5 مليارات دولار سنويا منها 4.3 مليار دولار صادرات روسية لمصر و700 مليون صادرات مصرية لروسيا.
وأوضح أن الملف الثالث سينصب في المحطات النوية وكيفية الاستفادة من الجانب الروسي في هذا المجال خاصة أن روسيا لديها باع كبير في الطاقة النووية، خاصة أن مصر تعتزم خلال الفترة المقبل التوسع في المشاريع الطاقة النووية.
وأشار إلى أن الملف السياحى بين البلدين سيأخذ بعدًا كبير من البلدين خاصة أن السياح الروسي يستحوذون على 30% من حجم السياحة الواردة إلى مصر، مؤكدا أن مصر تستقبل أكثر من 10 مليون سائح سنويا منهم 3 مليون روسي فقط، الأمر الذي يلزم الطرفين بوضع الملف السياحى على رأس الأولويات.
واستطرد: ” تداعيات ارتفاع الدولار في السوق المصري، سيجبر الطرفين على ضرورة ربط العملين بعضهم ببعض لتغلب على نقص السيولة في السوق المصري، مشيرا إلى أن الروبل الحل الوحيد لتغلب على السوق السوداء في مصر خاصة أن مصر تعتبر أكبر مستورد للقمح من روسيا.
الزيارة لهروب من الحصار وبدوره قال ممدوح الولى الخبير الاقتصادي، إن زيارة الرئيس الروسى فلامير بوتين إلى القاهرة تهدف في المقام الأول إلى خلق فتح أسواق استهلاكية جديدة في بلاد الشرق خاصة بعد الحصار الأوروبى الأمريكى الذي تم فرضه على الصادرات الروسية بعد أزمة شبة جزيرة القرم.
وأضاف أن الحصار الأمريكى الأوروبى لروسيا أدى بشكل كبير إلى قيامها بتكثيف الجولات الرسمية إلى بعض البلاد مثل الصينوتركيا من أجل إبرام تعاقدات مع تلك الدولة لتقليل الفجوة التصديرية التي حدثت نتيجة للحصار المفروض.
وتابع: " في نفس المضمار تجيء زيارته لمصر لتعويض نقص قيمة الصادرات الروسية وتقلص مجال تحركها، خاصة أن الميزان التجارى بين البلدين يميل دائما لصالح روسيا، حيث بلغت قيمة صادرات روسيا لمصر بالعام الأسبق 866ر1 مليار دولار، مقابل 266 مليون دولار فقط للواردات الروسية من مصر، بفائض تجارى لصالح روسيا بلغ 600ر1 مليار دولار
ويصل حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 4.6 مليار دولار خلال ال 11 شهرًا الأولى في عام 2014 بزيادة قدرها 80 بالمئة مقارنة بعام 2013، بحسب مجلس الأعمال المصري الروسي.
وأوضح الولى أن زيارته الرسمية إلى بعض البلاد مثل تركياوالصين نتج عنها بعض التعاقدات مثل صفقات تصدير الغاز، مؤكدا أن الزيادة إلى مصر سيتم التعاقد على بعض الكميات الكبيرة من الغاز خاصة بعد تأخر مصر في ابرام عدد من التعاقدات مع الجزائر وغيرها من الدول.
وأكد أن الجانب الروسي المستفيد الاكبر من تلك الزيادة حيث أن الميزان التجارى يصب في الغالب في صالح الروس مشيرا إلى أن روسيا تصدر إلى مصر الكثير من المنتجات وفي حين مصر تصدر إلى بعض المحاصيل وبكميات صغير للغاية.
وأشار إلى أن النظامين القائمين في مصر وروسيا أشبه ببعضهما البعض فكل منهم يحاول بكافة السبيل تجميل وجهه أمام شعبة وأن له بعد بالدول الأخرى، مشيرا إلى أن التعاقدات والزيارات الرسمية التي تمت مع تركياوالصين خير دليل على ذلك.
حلف مواز لأمريكا ومن جهتها أكدت الدكتور بسنت فهمى الخبيرة الاقتصادية، إن زيارة الرئيس بوتين إلى القاهرة تأتى بسبب التشابه الكبير بين اقتصاد البلدين خاصة أن روسيا تعانى من أزمة اقتصادية حادة بسبب العقوبات المفروضة عليها. وأوضحت أن التعاون بين البلدين سينصب خلال الفترة القادمة في عدد من المشاريع مثل الاعتماد على بعض السلع من مصر التي تحتاجها روسيا وهى الموالح والبطاطس وغيرها، فضلا عن التعاون بينهم في المشاريع الطاقة النووية التي اعلن عنها الرئيس بوتين.
وأكدت أن هناك عددا من رجال الأعمال المساندين والداعمين للرئيس بوتين لحق بهم خسائر فادحة وصلت إلى 50 مليار دولار بسبب المساندة وتراجع أسعار النفط والهبوط الحاد للروبل الروسى "العملة الروسية".
وتابعت: ” الرؤية مازالت ضبابية في الوقت الراهن ولا نعلم ما هى بالتحديد المشاريع التي من المقرر أن تتم بين البلدين، مشيرا إلى أن الاقتصاد الروسي يمر حاليا بحالة من التدهور الأمر الذي يعد مقلقا جراء ربط العملتين مع بعضهم البعض.
وأشارت إلى أن الرئيس بوتين يحاول إبرام تحالف دولى بين البلاد العربية والصين لتكون حلفا موازى للتوسع الأمريكى الأوروبى خاصة بعد العقوبات المفروضة عليه من قبل التحالف الأوروبى الأمريكى، مؤكدا أن الزيارة سياسية أكثر منها اقتصادية لتكون تلك التحالفات منبرا للدب الروسي.