توقع خبراء اقتصاديون أن تنعكس خطوة اعتماد الجنيه والروبل في التعامل التجاري بين روسيا ومصر، قي تحقيق انتعاشة اقتصادية بين البلدين والقضاء على السوق السوداء للعملة في مصر. يأتي ذلك، مع انخفاض عملة البلدين أمام الدولار الأمريكي إذ يجل الجنيه المصري أدنى مستوى في تاريخه ليبلغ مستوى 7.63 جنيه، كما فقد الروبل 45% من قيمته منذ فرض العقوبات الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية ليبلغ الدولار الواحد مستوى 65.70 روبل. وتمد روسيا مصر بنحو 3 مليون سائح سنويًا يدرون دخلاً يناهز الملياري دولار، إلا أن أعداد السائحين تراجعت مع انخفاض العملة الروسية بشكل كبير، مما يؤثر على الفنادق المصرية خاصة جنوبسيناء، والبحر الأحمر. واقترح خبراء السياحة عقد صفقة تبادل اقتصادي مع روسيا، يعتمد على تصدير منتجات زراعية وغذائية لروسيا، مقابل سفر السائحين الروس، على أن تدفع الحكومة المصرية ثمن إقامة السائحين الروس بالفنادق والمنتجعات بالجنيه المصري، وتستفيد مصر من مصروفات السائحين على أرضها. ويقول الخبير الاقتصادي رشاد عبده إن التبادل التجاري بالروبل والجنيه يحل مشكلة العملة في مصر، إذ يعني توفير احتياجاتنا بالعمة المحلية بدلاً من الدولار في شراء الطاقة والقمح، خاصة أننا نستورد أكبر بكثير مما نصدر، مشيرًا إلى أن الصينوروسيا قاما بذلك الأمر. وقال إن روسيا تستفيد أيضًا في كسر الحصار الغربي لها وتوجيه ضربة للدولار الأمريكي، كما أن تلك الخطوة تزيد عدد السائحين الروس لمصر والذين بلغ عددهم العام الماضي 3.3 مليون مواطن بعائد 1.98 مليار دولار. وأضاف أن تلك الخطوة ستؤثر على ميزاني المدفوعات والخدمات، خصوصا أن روسيا حاليا تستورد منتجات غذائية من مصر والمغرب والأرجنتين بدلاً من الاتحاد الأوروبي الذي فرض عليها العقوبات بعد الأزمة الأوكرانية. ويقول إلهامي الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن إيرادات السياحة المصرية تأثرت بالأوضاع في روسيا خصوصا أن سائحيها يمثلون 30% من الحركة الوافدة لمصر، مشيرا إلى أن الروس توقفوا عن الرحلات السياحة ويتجهون للادخار واقتناء الدولار أو الذهب أو السلع المعمرة لإعادة بيعها حال ارتفاع التضخم، فالاقتصاد الروسي يعتمد على صادرات البترول والسلاح والذهب والقمح. وأشار إلى أن السائحين الروس بلغوا 3 ملايين سائح من إجمالي 10 ملايين في عام 2014 الماضي، لافتًا إلى أن حركة السياحة الروسية انخفضت بنسبة كبيرة بسبب ضعف الروبل.