اعتقلت السلطات الأمريكية 44 شخصا من بينهم رؤساء بلديات في ولاية نيوجيرسي وعدد من الحاخامات والسياسيين للتحقيق معهم بتهم غسيل أموال وتجارة الأعضاء وذلك في أكبر قضية فساد تهز الولاية الأمريكية. وقادت التحقيقات التي بدأت باتهام المسئولين الأمريكيين بالتورط في عمليات رشوة وفساد إلى الكشف عن بيع وتهريب كلى بشرية من الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل عبر مؤسسات يهودية أمريكية. والحاخامات المتهمون هم الياهو بن حاييم الحاخام الرئيسي بأحد المعابد اليهودية في ديل، وشاؤول كاسين سوري الجنسية وهو كبير حاخامات معبد في بروكلين، وآدموند ناحوم الحاخام الرئيسي بمعبد آخر في ديل، ومردخاي فيش الحاخام بأحد المعابد في بروكلين. وقال محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي): إن حملة الاعتقالات الضخمة "غير مسبوقة" وتفضح "ثقافة الفساد" التي لطخت سمعة ولاية نيوجيرسي خلال العقود الماضية، موضحين أن التحقيقات في الفضيحة بدأت منذ 10 سنوات. وأشار بيان صدر من مكتب المدعي العام في الولاية الأمريكية الخميس 23-7-2009، إلى أن حملة الاعتقالات شملت كلا من: بيتر كامرانو رئيس بلدية "هوبوكن"، ودينيس إليويل رئيس بلدية "سيراكوز"، ودانيال فان بلت عضو مجلس مدينة نيوجيرسي، وليونا بيلديني نائبة رئيس بلدية جيرسي سيتي. كما أفاد البيان بأنه تم أيضا اعتقال عدد من الحاخامات في كل من نيوجيرسي ونيويورك بتهم غسيل أموال. "زعماء عصابة" وقال رالف مارا القائم بأعمال المدعي الأمريكي في بيان إن القضية كشفت عن "شبكة فاسدة من المسئولين الذين يتولون مناصب عامة كانوا جميعا على استعداد لقبول أموال مقابل وعود بإجراءات رسمية. كان الجميع يريدون فيما يبدو جزءا من العملية، كان الفساد واسع النطاق ومتفشيا"، بحسب رويترز. وجاء في مستندات القضية أن التحقيق يدور حول مخبر اتهم باحتيال مصرفي عام 2006 وتخفى في صفة صاحب شركة صغيرة للتنمية العقارية يسعى لتنفيذ مشروعات والحصول على عقود في شمال نيوجيرسي. وذكرت السلطات الأمريكية أن الشاهد المتخفي ساعد في اختراق شبكة لغسل الأموال يديرها حاخامات كانوا يمارسون نشاطهم بين بروكلين وديل ونيوجيرسي وإسرائيل وبيضوا ملايين الدولارات من خلال جمعيات خيرية. وقالت السلطات أيضا إنهم غسلوا نحو ثلاثة ملايين دولار لحساب الشاهد المتخفي بين يونيو عام 2007 ويوليو 2009. وأضاف مارا في بيان المدعي العام الأمريكي إن التهم رسمت "صورة مشينة لرموز دين يتزعمون "عصابة" لغسل الأموال... إنهم رموز دين يعملون زعماء عصابات جريمة". وصرح جوليو لا روزا الضابط المسئول بجهاز الإيرادات الداخلية الأمريكي أنه رغم أن غسل الأموال كان يقتصر في الماضي على مهربي المخدرات وعصابات الجريمة المنظمة فإنه "بناء على الادعاءات التي تتضمنها شكاوى اليوم فغسل الأموال لا يعرف حدودا ويؤثر في كل قطاع في مجتمعنا". واتهمت إحدى الشكاوى الجنائية العديدة المقدمة في القضية رجلا من بروكلين يدعى إسحاق روزنبوم بالتآمر للتوسط في بيع كلية بشرية يشتريها ب10 آلاف دولار مقابل بيعها ب160 ألف دولار للشخص الذي سيجرى له زرع الكلى. وذكرت السلطات أن مجموعة مسئولين في مناصب عامة ومرشحين لعضوية مجالس بلديات ورئاسة بلديات وشركاء لهم حصلوا على رشا مقابل تعهدات بالمساعدة في منح أولوية لمشروعات وإرساء العقود عليهم. ووجهت لرئيس بلدية "هوبوكين" بيتر كامورانو تهمة تقاضي رشاوى نقدية بقيمة 25 ألف دولار، فيما اتهم رئيس بلدية "سيكوكوس" دينيس إلويل بتلقي كل منهما 10 آلاف دولار رشوة. وقال مارا: "لقد عرض السياسيون أنفسهم للبيع.. لقد كان الفساد بالنسبة لهؤلاء المتهمين أسلوب حياة". لقطات وأظهر تلفزيون محلي لقطات للحاخامات وباقي المتهمين أثناء نقلهم إلى سجن فيدرالي في نيويورك، بولاية نيوجيرسي. يشار إلى أن بيتر كامرانو، والذي كان عضوا شهيرا بمجلس بلدية هوبوكن، انتخب رئيسا لبلدية المدينة في يونيو الماضي، وبدأ مهام عمله مطلع يوليو الجاري. وبحسب ما ورد على موقع حملته الانتخابية الإلكتروني، فإنه كان يروج "لتخفيض الضرائب، وإصلاح الحكومة، وأن يقوم بتغييرات حقيقية بمدينة هوبوكن".