استخدم فنانون فلسطينيون ومحترفو الرسوم الفنية الساخرة "الكاريكاتير" في الكشف عما يتعرض له المواطنون الأبرياء خلال العدوان على غزة، وفضح جرائم الاحتلال وبشاعته، إلى جانب إبراز هيبة المقاومة وبراعتها. ولعل رسوم "الكاريكاتير" التي أبدع في نقشها أولئك الفنانون كان لها تأثير لا تقل أهمية عن التقارير الإنسانية والصور التي بثت من قطاع غزة، لما تتميز به من عوامل جذب واختصار وإيصال المعني بطريقة مغايرة. ويقول حسن عبادى: "ما كان لي كرسام "كاريكاتير" سوى خوض غمار هذه الحرب، لما له من أثر كبير في رفع معنويات الشعب والمقاومة من خلال نشر هذه الرسومات في مواقع العدو وكبرى المواقع الإخبارية". ويستمد عبادي أفكارا لرسوماته من شراسة المعركة الدائرة في غزة فيقول: "الكاريكاتير له أثر نفسي كبير، فهو أبلغ من آلاف الكلمات والخطب و يختصرها في صورة بسيطة وقوية تقتحم عقل المشاهد بعنف و تمكث فيه". رسالة عالمية ويضيف محمد سبعنة : "تحفيز العالم ضد ممارسات الاحتلال هي مواجهة بحد ذاتها للاحتلال من خلال فضحه في إبادته لشعب مدني ومؤسسات مدنية، وأنا كفنان أنشر رسوماتي في مواقع عالمية وخاصة الرسائل الإنسانية وقتل الأطفال، وحصل هجوم من الإسرائيليين الموجودين في أوروبا وأمريكا على أعمالي التي فضحت الاحتلال وجيشه". ويعزز من روايته فيقول: "تواصلت مع فنانة أمريكية في صحيفة "واشنطن بوست" اسمها "أنا التنس" وحدثتها عن بعض الأمور التي حدثت في قطاع غزة، فقامت برسم "كاريكاتير" بناء على المعلومات التي زودتها بها، وهاجمت فيه حكومة نتنياهو تضمن قتل لأطفال غزة، فردت الجماعات الصهيونية بمهاجمتها ونشر رقم جوالها والإيميل وكل عناوين صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعية والتحريض على مهاجمتها". مكانة متقدمة واحتل الرسم "الكاريكاتوري" مكانة متقدمة في وسائل إعلام الاحتلال المختلفة، وساهمت في زعزعة ثقة الإسرائيليين بجيشهم وبجدوى العدوان، ما حدا بالقائمين على تلك الوسائل تحريف وتزوير الرسوم، بالتعاون مع الرقابة العسكرية الإسرائيلية. ويشير عبادي لذلك بالقول: "وسائل الإعلام العبرية أوصلت رسالة لشعبها أن الفلسطينيين يكرهون المقاومة وسينقلبون عليها، لكن رسائلنا وبما أنها لغة عالمية لا تحتاج لترجمة، أوصلت رسائل الشعب والمقاومة لهم مما زعزع ثقتهم بإعلامهم وإدراكهم أنهم أمام شعب لا يقهر، ولا يهاب الموت". ويضيف: "حصلت حرب فنية بين الرسامين الإسرائيليين والفلسطينيين بالرد على بعض الرسومات أو تحريفها وتزويرها". وبعد اشتداد شراسة العدوان والغارات على المدنيين، كثف الرسامون من رسائلهم الفنية لتحريك الشارع في الضفة الغربية الذي لم يرق في تحركاته إلى مستوى الجرائم أو حتى فعاليات التضامن، كما ذكر فنانون.