جسد 96 فنان كاريكاتير من مختلف قارات العالم معاناة سكان قطاع غزة، جراء الحرب الإسرائيلية، عبر رسومات كاريكاتيرية في معرض "نرسم لغزة" في رام الله. وافتتح مساء أمس السبت المعرض في متحف محمود درويش في رام الله، على أن تظل أبوابه مفتوحة أمام الجمهور حتى مساء غد الإثنين. وقال منسق المعرض رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، لوكالة الأناضول، إن "المعرض عبارة عن انتفاضة فنية ورسالة عالمية رافضة للعدوان على قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "الفنانين رسموا من اجل القيم الإنسانية". وتابع "استطعنا من خلال مراسلة فنانين من دول أوربية وأمريكا الشمالية، تغيير وجهة نظرهم من مؤيد للحرب على غزة، إلى معارض"، مشيرا إلى أنهم (أي الفنانين الذين تمت مراسلتهم) "يتعرضون لوسائل إعلام مؤيدة لإسرائيل، وتنقل لهم صورة مغايرة لما يجري على أرض الواقع، ومن خلال عمل استمر نحو 3 أسابيع، استطعت أن أغير وجهات نظر رسامين كاريكاتير، وعبروا عن وجهة نظرهم من خلال هذه الرسوم". ودعا سباعنة المؤسسة الرسمية الفلسطينية إلى نقل المعرض إلى دول أوروبية، عبر سفاراتها، لخلق تأييد عالمي للشعب الفلسطيني من خلال الفن، وقال: "المعرض هنا حقق هدفين الأول نقلنا رسالة إعلامية، وثانيا حققنا انتفاضة فنية ضد إسرائيل، والهدف الأهم يبقى في نقله بصورة أوسع عبر عرضه في دول عالمية". وقال "العرض نقل غزة لواجهة الثقافة العربية، والدولية، ولفت الانتباه إلى العدوان الغاشم". وأضاف مدير متحف درويش سامح خضر، أن المشاركين نظروا لغزة من ناحية قيم وعدالة إنسانية، وانتصار للإنسان، الذي يستهدف من قبل آلة الدمار الإسرائيلية. وأوضح أن المشاركين في الرسومات التي جمعت عبر البريد الالكتروني، كانوا من مختلف قارات العالم، كالولايات المتحدةالأمريكية ودول أوربية وعربية. وعبر خضر عن رضاه عن إقبال الجمهور في اليوم الأول. من جانبها عبرت الصحفية الفلسطينية ميرفت صادق، المهتمة بالشأن الثقافي، عن إعجابها بالمعرض، وقالت "يحمل المعرض مفاجئة، وهي أن يرسم فنانون من دول أجنبية، بعيدون عن فلسطين فكريا وجغرافياً، رسومات كاريكاتورية تعبر عن حجم المأساة التي حلت بغزة، بطريقة إبداعية ومعبرة أكثر من رسومات عربية وحتى فلسطينية". وأضافت للأناضول، أن المعرض تميز بالبعد الإنساني، وابتعد عن المواضيع السياسية او مسببات الخراب، فكان الإنسان ومعاناته محور الاهتمام. وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، تسببت في سقوط 1980 قتيلاً فلسطينياً، وإصابة قرابة 10 آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير وتضرر 38086 منزلاً سكنيًا، ومقرات حكومية، ومواقع عسكرية في غزة، بحسب أرقام رسمية فلسطينية. ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل في هذه الحرب 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً. بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت 161 عسكريا، وأسرت آخر.