أكد الدكتور خليل الحية القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن حركته لطالماً مدت يديها كثيراً للحوار الوطني، ولطالما دعت لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، مشدداً على أن أصحاب المقاطعة السوداء في رام الله وضعوها في ثلاجة الموت واستحضروها في وقت التنازلات. جاء ذلك خلال مسيرة حاشدة دعت إليه حركة "حماس" في محافظات غزة وجابت شوارع مدينة غزة مسيرة مركزية حيث تمركزت في ساحة المجلس التشريعي، بمشاركة أعضاء الوفد التركي المتواجد بغزة، وذلك تأييداً لدعوة مشعل تشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني وإشادة بموقف أردوغان في دافوس. وقال الحية مخاطباً السلطة في رام الله: "لقد وقعنا معكم إطار لإعادة تشكيل منظمة التحرير, لكن بقي القرار عندكم منسجماً مع القرار الصهيوني والأمريكي". وشدد على أن شعبنا بعد أن قدم كل هذه التضحيات لن يقبل بقيادة تساوم على الثوابت وتبيع الحقوق، متسائلاً: " أين هي المنظمة وأين هم قياداتها، أين هي وقت الحرب، أما كانت تنتظر المنظمة لتعلن هزيمة شعبنا". وتابع: "آن الأوان للشعب أن يرى قيادة جديدة تحمل هموم الأمة والشعب واللاجئين، وتقوده قيادة تحمل البندقية والمقاومة، ونحن ماضون لحمل راية الأمة وثوابتنا لن نتراجع عنها، فحقوقنا لا تفريط بها، فلن يقبل شعبنا بعد اليوم قيادة قبلت الذل والمهانة، آن الأوان لشعبنا الآن". انتصار غزة واستذكر القيادي في حركة "حماس"، النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية، وقال: "لقد عقدنا العزم مع الله، ألا نلقاكم إلا شهداء أو منتصرين، واليوم أخرج للمرة الأولى بعدما أعزكم الله بالشهادة والنصر". وأضاف: "فقد أردوها حرباً ضروساً وقتلاً وتشريداً وأردناها عزاً وانتصاراً، وكانت الهزيمة حليفتهم وكان الانتصار حليفنا، نحن اليوم وآيات الله تتجلى على رؤوسنا ونقول الله مولانا ولا مولى لهم، والعزة لنا ولا عزة لهم". وأوضح الحية أن العدو وأعوانه أردوا للشعب أن تنهار قواه وأن ينقض عن المقاومة، وإذا بها أصبحت أنشودة الصغار وتردد في كل العالم, "فهي المقاومة التي وقفت شامخة رغم بعد البعيد وطعن القريب من الخلف لكن الله أراد لها انتصاراً". وأعرب عن تعجبه من موقف السلطة في رام الله قائلاً: "إن من العجب العجاب، أن الأمة كلها تقول إن المقاومة انتصرت في غزة، إلا المقاطعة السوداء في رام الله"، وخاطبها سلطة قائلاً: "ألم تقولوا انتصر الشعب في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار، فما الذي دهاكم أم أن الرهنات قد سقطت، ألم تجتمعوا في اللجنة التنفيذية أحييتم ميتاً من ثلاجة الموت اسمه منظمة التحرير، واتخذتم قرراً بألا تنفرد "حماس" بمفاوضات التهدئة، ألا يعقل العقلاء أم غاب عنهم أن عنوان المقاومة معروفاً ورجالها معروفون وقادتها معروفون وأبوابها معروفة فلما التدليس، ألا أنهم أيقنوا أن الألاعيب قد سقطت". وطمأن الحية أبناء شعبنا الفلسطيني، بأن الحركة والحكومة الشرعية الفلسطينية لن يتركوهم، مشدداً على أن الاعمار لغزة قادم لا محالة، وقال: "نطمئن من حاول البعض أن ييئسهم الاعمار قادم، وإن المتاجرين بدماء شعبنا أمام وسائل الإعلام لن يستطيعوا أن يغطوا الشمس بغربال، فأيادينا تمتد لكل المجروحين والمكلومين والمتضررين، والمقاومة تعرف كيف تصل للناس، وعائلاتنا تدرك من الذي يصل لهم في الأيام الأولى". كما طمأن أبناء الشعب بأن قيادات المقاومة لا زالت تدير المعركة بالسياسة، مشدداً بقوله: "لن يأخذوا منا موقفاً، كانوا يريدونه والطائرات تقصف والدم يسيل، فهذا عهدنا مع الشهداء والأسرى وكل أبناء شعبنا". وشدد الحية قائلاً: "تهدئة بشروطها ورفع الحصار وفتح المعابر كاملة، نحن مواقفون عليها وأي شروط أخرى لن نقبل بها، وبخصوص المصالحة الوطنية إذا كانت لأجل حماية المقاومة ورعايتها فنحن نرحب بها". "شاليط لن ير النور ما لم يراه الأسرى" وقال القيادي الفلسطيني: "لقد العدو الصهيوني جرب كل ما يريد، فهل أفرج عن جنديه شاليط، وأقول لهم قيادةً وشعباً كذبت عليه زعاماته وظن أنه سيعود بشاليط وقيادات "حماس"، لقد عادت قيادة "حماس" بالحسينيين، وأقول لهم لن تفرحوا ولن يفرح شاليط ولن ير النور أو الحياة ما لم ير أسرانا النور والحياة في حضن أمهاتهم وأبنائهم". وأعرب الحية عن جاهزية حركته للإسراع في صفقة شاليط، مبيناً أن الاحتلال الصهيوني هو من يعطل هذه الصفقة. تحية لأردوغان ووجه الحية تحية كبيرة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مستذكراً محمد الفاتح وعهد العثمانيين، وقال: "ما أروع ذلك الإنسان الذي هتف في كل الميادين انتصاراً لدماء غزة، تحية له اليوم من جماهير المقاومة الفلسطينية، تحية له وعزة له وانتصاراً له ولتركيا من غزة المنتصرة". وتابع موجهاً حديثه لأردوغان : "فلا عجب أن يقف رجل مثلك يحمل الإيمان في قلبه، ليقول في محفل لطالما غيبت الحقيقة عنه منتصراً لغزة، فما الغرابة في ذلك، فأنت تذكرنا بموقف عظيم لأجدادك العثمانيين، كيف يصنع الرجال التاريخ". واستذكر الحية في ختام حديثه, قادة "حماس" الذي نقضوا نحبهم خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قائلاً: "لقد سبقتمونا إلى جنان ربكم، وإنا على دربكم لسائرون".