نظّمت فصائل المقاومة الفلسطينية، بعد صلاة الجمعة يوم (8/8)، اعتصاماً جماهيرياً ورسمياً حاشداً أمام مسجد الوسيم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وقد جاء الاعتصام تضامناً مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزّة وتثميناً لمواقفه الصامدة الصابرة، ورفضاً للحصار الجائر عليه. شارك في الاعتصام ممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية المتواجدة في العاصمة السورية دمشق، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الفلسطينيين الذين أكّدوا بهتافاتهم على دعمهم لحقّ الشّعب الفلسطيني في المقاومة حتّى تحرير أرضه، وكذلك على رفضهم للحصار المفروض على قطاع غزّة منذ أكثر من عامين. وبعد ذلك قرأ القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العاّمة (أبو أبيّ) بياناً باسم الجماهير العربية والفلسطينية في مخيم اليرموك، أكّد فيه على وحدة فلسطين أرضاً وشعباً وقضيّةً، وكذلك أكّد على "رفضه لكلّ الاتفاقيات الموقّعة مع العدو الصهيوني، وعلى ضرورة الحفاظ على ثقافة المقاومة وإستراتيجيتها حتّى النصر والتحرير، وتوحيد جهود كافّة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية على قاعدة استمرار المواجهة والمقاومة وعدم التنازل ومقاومة الاستسلام ومشاريعه وصولاً لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإقامة الدولة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الواحدة الموحّدة"، حسب البيان. هذا وقد أهاب البيان بالشعوب العربية والإسلامية أن تقف إلى جانب النضال الفلسطيني، والعمل على فتح كافة المعابر لتخفيف المعاناة ورفع الحصار، كما دعا الأنظمة العربية والإسلامية إلى "قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية مع العدو الصهيوني، وإلى وقف كلّ أشمال التطبيع معه". واعتبر الدكتور "غازي حسين"، عضو القيادة العامة ورئيس الدائرة السياسية في طلائع حرب التحرير الشعبية – قوّات الصاعقة، أن ما يجري في غزّة من حصار ظالم وإغلاق للمعابر وإبادة جماعية "من أكبر جرائم الحرب ومن أكبر الجرائم ضد الإنسانية، وهذه الجرائم أسوأ بكثير من الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا النازية". ولفت حسين إلى أن "القانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربعة تحرم العقوبات الجماعية وما يجري في غزة من حصار جائر يزيد من معاناة شعبنا الفلسطيني". وفي سياق متّصل، أدان الدكتور غازي حسين "إغلاق معبر رفح المصري، ومشاركة أطراف عربية بفرض الحصار على القطاع"، كما أدان "موقف السلطة الفلسطينية الصامت على هذا الظلم الجائر الذي يجري هناك". من جهته أكّد "طلال نصّار" مسؤول العلاقات العامّة في قسم العمل الشعبي التابع لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في سورية، في تصريحٍ أدلى به للمركز الفلسطيني للإعلام أن هذا الاعتصام يأتي "منسجماً مع تطلعات شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة"، وأضاف نصّار "جئنا لنقف إلى جانب الحق الفلسطيني ضدّ هذا الحصار الظالم، ولنوجّه صرخة نسمعها للأنظمة العربية، وخاصة جمهورية مصر العربية".