تمكنت المقاومة الأفغانية بقيادة مجاهدي حركة "طالبان" من تنفيذ عملية نوعية جديدة ضد القوات الأفغانية الموالية للاحتلال الأمريكي، حيث اقتحم عشرات من مقاتلي الحركة سجن قندهار المركزي بعد تفجير جزء من سوره بسيارة مفخخة، وقاموا بإطلاق سراح ألف ومائة من السجناء بينهم 400 ينتمون للحركة منهم قادة ميدانيون بارزون في طالبان. ونتج عن العملية الناجحة لطالبان تحرير أكثر من 1100 معتقل بعد الهجوم الذي شنته في وقت متأخر أمس الجمعة على سجن في قندهار جنوبأفغانستان, وهذا ما اعترفت قوة حلف شمال الاطلسي السبت14-6-2008. وتضمنت العملية التي أعدت بشكل متقن على ما يبدو, عملية استشهادية عند المدخل الرئيسي للسجن وإحداث فجوة كبيرة في جدار السجن, وتبعه اقتحام مجموعة كوماندوس من طالبان للإفراج عن اكبر عدد ممكن من المعتقلين وبينهم نحو 400 عنصر من حركة طالبان.
واعترف الجنرال كارلوس برانكو المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) لوكالة فرانس برس "تمكن اكثر من 1100 معتقل من الفرار".
وقد قتل خلال الهجوم لا يقل عن 15 حارسا في الهجوم بحسب ما أعلن شقيق الرئيس الأفغاني احمد والي كرزاي الذي يتراس مجلس ولاية قندهار.
فيما أعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، وقال وقال المتحدث باسمها يوسف احمدي لوكالة فرانس برس "نعلن مسؤوليتنا عن الهجوم على السجن. فقد قمنا في البداية بإطلاق سيارتين مليئتين بالمتفجرات, أحداهما شاحنة صهريج, على الجدار" الذي يسيج السجن.
وتابع "ثم اقتحم مجاهدونا على دراجات نارية السجن وقتلوا الحراس". وأضاف المتحدث "لقد نجحنا في إطلاق سراح جميع المعتقلين وبينهم أشقاؤنا الطالبانيون"، وأوضحت محطة الإذاعة البريطانية على موقعها على شبكة الانترنت ان احمدي قوله بأن حركة طالبان سوف تستمر في القتال "طالما ان قواتكم الاحتلالية موجودة على ارضنا".
واتهم المتحدث الولاياتالمتحدة بقتل عدد كبير من المدنيين بقصفها للقرى. وقال ايضا "ادعوكم للاتصال بالناس في القرى: يمكنكم ان تتحققوا من الأمر بأنفسكم".
وبحسب السلطات الأفغانية فإن أكثر من 15 من حراس السجن قد قتلوا أثناء عملية الاقتحام، بينما نجح المجاهدون في تنفيذ أهدافهم، حيث أعلنت طالبان أن جميع معتقليها "المحررين" قد وصلوا إلى أماكن آمنة. وعلى إثر هذا الأمر أعلنت السلطات الأفغانية وقوات الاحتلال الأمريكي حالة الطوارئ في ولاية قندهار، وفرضت حظرًا جزئيًا للتجوال بها، بينما لا تزال السلطات الأفغانية تحصي عدد المعقلين الذين بقوا في السجن. ونفت حركة طالبان أن يكون أي من عناصرها استشهد باستثناء الشهيدين الفدائيين، بل قالت أيضا إنها لا تعرف مصير أحدهما. وعقب الحادث، بدأت القوات الأفغانية وقوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة في تعقب أثرهم وتمشيط المدينة والطرقات الرئيسية والفرعية.
يذكر أن سجن قندهار شهد إضرابا عن الطعام نفذه حوالي أربعمائة سجين مشتبه في انتمائهم لطالبان استمر ثمانية أيام وانتهى يوم 12 مايو/ أيار الماضي. وتوجد قندهار في قلب المنطقة التي تشهد بانتظام معارك بين طالبان من جهة والقوات الأفغانية مدعومة من قبل قوات حلف شمالي الأطلسي من جهة ثانية. وكان الجيش الأميركي سلم عددا غير معروف من مقاتلي طالبان المشتبه بهم إلى السلطات الأفغانية بموجب برنامج اتفق عليه العام الماضي لنقل كل السجناء الأفغان من الحجز الأميركي.
مقتل أربعة وإصابة خامس من التحالف
وعلى الصعيد الأفغاني نفسه فقد لقي أربعة جنود من قوات ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان مصرعهم وأصيب آخر بجروح بالغة في انفجار قنبلة في ولاية فرح جنوب غرب البلاد، وتشير الوقائع إلى أيدي طالبان أيضا في هذا التفجير.
ولم يعلن التحالف في بيان خاص عن جنسية الضحايا، تاركا هذه المهمة للدول التي ينتمي إليها هؤلاء الضحايا، ويذكر أنه يوجد في أفغانستان منذ أن أطاحت قوات التحالف بنظام طالبان 2001، نحو 70 ألف جندي يتوزعون على قوتين متعددتي الجنسيات، إحداهما قوات حلف شمال الأطلسي والثانية تحت قيادة أمريكية.